الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 02:58 ص

يعتبر عام 2020 من أهم الأعوام التي تضمنت سجل إكتشافات أثرية كبرى جديدة بمصر، وفاجأت مصر العالم بإكتشافات أثرية بالجملة، ولم تتوقع دول العالم هذا الكم من الإكتشافات خلال هذا العام، على الرغم من فيروس كورونا الذي ضرب دول العالم، وأعلنت الدولة المصرية عن اكتشاف عشرات التوابيت التي لم تفتح من قبل، بالإضافة إلى قطع أثرية أخرى نادرة.

ويرصد د.حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية نماذج من هذه الإكتشافات ومنها اكتشاف سقارة العظيم، حيث تم العثور على 159 تابوتا خشبيًا تعود لعصر الأسرة السادسة والعشرين أي منذ أكثر من 2500 عام حتى الآن، وهي توابيت معظمها توجد به مومياوات حيث لم تفتح من قبل، وهي سليمة وذات ألوان زاهية وكتابة هيروغليفية واضحة، وهي توابيت تخص كبار الموظفين والكهنة خلال تلك الأسرة.

ويضيف د.حسين دقيل أنه في يناير من عام 2020 تم العثور على 5 كتل أثرية من الحجر الجيري مختلفة الأحجام، بقرية كوم اشقاو التابعة لمركز طما بسوهاج، وذلك أثناء حفر إنشاء أساسات نقطة شرطة وسجل مدني.

وفي ذات الشهر وأثناء أعمال مشروع للصرف الصحي في قرية دنديط مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تم العثور على كتلتين حجريتين من الألباستر عليهما نقوش بالهيروغليفية؛ الأولى مستطيلة الشكل بأبعاد 108 سم طول، 64 سم عرض، 30 سم سمك، والثانية بأبعاد 80 سم طول، 64 سم عرض، 24 سم سمك، أما الكتلة الثالثة مصنوعة من الحجر الجيري وتخلو من أي نقوش وبأبعاد 68 سم طول، 45 سم عرض، 40 سم سمك.

وفي يناير عثر الأثريون المشرفون على أعمال مشروع درء الخطورة بكنيسة أبوفانا الأثرية بمدينة ملوي بمحافظة المنيا، على ثلاث صرر من الكتان بها 370 عملة معدنية، وذلك أثناء رفع الرمال عن السور المحيط بالكنيسة.

ولم ينته شهر يناير إلا وأعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف أثري جديد في الغريفة بمنطقة تونا الجبل الأثرية بالمنيا أيضًا، حيث قامت بعثة الوزارة بالكشف عن عدد من المقابر والتوابيت لكبار كهنة المعبود جحوتي، وآلاف من تماثيل الأوشابتي والتمائم.

ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى الاكتشافات فى شهر فبراير من خلال ما رصده الدكتور حسين دقيل والذى تمثل فى فى اكتشاف 83 مقبرة أثرية بمنطقة أم الخلجان، في محافظة الدقهلية تعود إلى النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد، واتخذت المقابر شكل حفر بيضاوية نحتت في طبقة الجزيرة الرملية، بداخلها دفنات في وضع القرفصاء، وعثر مع هذه الدفنات على أثاث جنائزي.

وفي أبريل، وفي منطقة سقارة تم الكشف عن 5 توابيت حجرية في حالة جيدة من الحفظ أسفل بئر بعمق 11 متر، وفي إحدى النيشات أسفل البئر تم الكشف عن دفنات وبجوارها تمثال للمعبود "بتاح سوكر أوزير" ومسلة صغيرة من الخشب، بالإضافة إلى 365 تمثال أوشابتي، وبطاقات مومياوات وتمائم وتماثيل خشبية أخرى.

وفي نفس الشهر وفي أبيدوس بسوهاج ، كشفت البعثة التابعة لجامعة نيويورك، عن "نماذج لألواح منقوش عليها اسم العرش للملك رمسيس الثاني مطلية باللونين الأزرق أو الأخضر، في الركن الجنوبي الغربي من المعبد"، كما كشفت البعثة عن "نماذج لأدوات البناء، وأواني فخارية، وقطع أحجار من الكوارتزيت بيضاوية الشكل، دفنت في العام 1279 قبل الميلاد، وقت احتفالات وشعائر تأسيس المعبد"، البعثة عثرت أيضاً على 10 مخازن كبيرة متصلة بقصر المعبد ومشيدة بالطوب اللبن، وكانت تحمل في الأصل سقوفاً مقبية، وتستخدم كصوامع ومستودعات لحفظ احتياجات المعبد، من قرابين وأدوات وغيرها.

وفي أبريل على أرض سيناء، أعلنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بوادي الظُلمة بمنطقة آثار شمال سيناء بجنوب جمهورية مصر العربية، عن اكتشاف كهف أثري من الحجر الجيري يضم مجموعات فريدة من المناظر المنحوتة في الصخر.

ويوضح د.ريحان أنه في يوليو 2020، عثرت بعثة المجلس الأعلى للآثار في منطقة ميت رهينة بالجيزة، على عدد من القطع والتماثيل بعضها يعود للعصر القبطي والآخر لعصر رمسيس الثاني.

في نفس الشهر كشف فريق بعثة المسح الأثري العاملة في منطقة الهضبة الصحراوية غربي مدينة أبیدوس بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، عن مجموعة من الفتحات الموجودة على مستوى مرتفع من واجهة الجبل الواقع هناك ترجع إلى العصر البطلمي، ويُرجح أن لها أهمیة دینیة.

وفي يوليو، وبمنطقة اسنا بالأقصر، وأثناء قيام بعض المواطنين بالتنقيب عن الآثار، تم كشف أثرى هام يعود للعصر البطلمي بجوار معبد خنوم باسنا.

وتبين وجود رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش الغائر، ترجع للعصر البطلمي وامتدادا لمعبد إسنا الذي يقع على بُعد حوالي 200 متر من المنطقة التي جري فيها التنقيب.

وفي نجع عصية بالأقصر أيضا، كشفت البعثة الأثرية المصرية أثناء أعمال مشروع ترميم طريق الكباش، عن عدد من أفران للحرق دائرية الشكل من الطوب اللبن، كما عثرت على سور ضخم من الطوب اللبن من العصر الروماني والمتأخر.

أما في نجع حمادي بقنا؛ تم العثور خلال شهر يوليو أيضا على جدار أثرى يعود للعصر البطلمي، مصنوع من الحجر الرملي ومزين بنقوش وخراطيش تنتمى للعصر البطلمي تحمل اسم الملك بطليموس الرابع.

أما في شهر سبتمبر، فقد تم العثور على بئر فيها توابيت مغلقة منذ 2500 عام بمنطقة سقارة، يبلغ عمق البئر حوالي 11 متراً، ووجدت التوابيت الخشبية بها ملونة ومغلقة ومرصوصة فوق بعضها البعض.

وبعد أيام من هذا الكشف أعلنت وزارة السياحة الآثار العثور على 14 تابوتا آدميا مغلقاً داخل بئر جديدة في سقارة أيضا، وبذلك زادت أعداد التوابيت المكتشفة بالمنطقة إلى 27 تابوتا.

وفي أكتوبر بمنطقة سقارة، تم كشف توابيت أثرية جديدة ليصل العدد إلى 59 تابوتا خشبيا بحالتها الأولى، بالإضافة إلى العشرات من التماثيل، والتمائم، واللقى الأثرية.

أما في نوفمبر، فقد أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن أكبر اكتشاف أثري لعام 2020، خلال مؤتمر صحفي بمنطقة سقارة، وضم الاكتشاف الجديد 100 تابوت خشبي مُغلق منذ أكثر من 2500 عام، ليزداد العدد الإجمالي إلى 159 تابوتا، هذا بالإضافة إلى 40 تمثالا خشبيًا لبتاح سوكر، وتمثالين خشبيين، إضافة إلى عدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، و4 كارتوناچ مذهب.

اقرأ أيضا :حكاية صورة.. حذاء من الجلد عمره 1500 عام