الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 06:14 م

لم يكن اختيار فيلم يمثل مصر فى مسابقة الأوسكارلأفضل فيلم عالمى هذا العام أمرا سهلا أو هينا على عاتق لجنة الاختيار التى ضمت خبرات سينمائية متعددة من كبار المخرجين وكتاب السيناريو ومديرى التصوير والموسيقيين والنقاد ،فبعد مطالعة قائمة الأفلام التى ينطبق عليها شروط العرض العام خلال الفترة المحددة، إتضح حجم الانتاج السينمائى الهزيل كما ،الضعيف فنا ،وبرغم اتجاه عدد لا يستهان به من أعضاء اللجنة لرفض ترشيح فيلم لضعف مستوى أغلب الأفلام، جاء رأى الأغلبية ليرجح اختيار أفضل فيلم من بينها، وإتاحة الفرصة أمامه ليمثل مصر فى النسخة الـ92 لمسابقة الأوسكار، وحصل فيلم «لما بنتولد»   للمخرج تامرعزت على أعلى الأصوات ومن المتوقع أن يصدر بيان بشأن ذلك خلال ساعات.
البحث عن فيلم مناسب لهذه المسابقة التى تدفع فيها دول العالم بأفضل إنتاجاتها خلال العام،وتشهد منافسات حامية  يتطلب أن يكون متميزا فنيا، قادرا على المنافسة بقوة ،وليس مجرد التواجد، والخروج المبكر من السباق كما يحدث كل عام ، وبرغم تاريخ السينما المصرية العريق فإنها لم تحظ بالوصول الى القائمة القصيرة للمسابقة ولم تخض المنافسات الأخيرة التى تتم بين خمسة أفلام فقط ،وهو ما نجحت فيه دول عربية أخرى مثل فلسطين ولبنان والأردن.
وبعيدا عن الفيلم، فإن صعوبة الاختيار تكشف بما لايدع مجالا للشك تفاقم أزمة صناعة السينما فى مصر، التى تشهد منذ سنوات تراجعا كبيرا فى مستوى الانتاج، كما وكيفا ،وليست مسابقة الأوسكار هى فقط التى كشفت ذلك ،بل إن كل الفعاليات الفنية تؤكد هذا التراجع الذى يتجسد بشكل واضح فى المهرحانات السينمائية المحلية والدولية التى تعانى فى اختيار فيلم يصلح للمنافسة ،
لاشك أن غياب دعم الدولة لصناعة السينما أفقدها الكثير،وترك الساحة أمام سيطرة الأفلام التجارية التى تخاطب شباك التذاكر،فى الوقت الذى تتفوق فيه الإنتاجات العربية، ومع تمنياتنا للفيلم المصرى ليكون أكثر حظا فى هذا السباق العالمي، فإننا يجب أن نضع فى حسباننا مستقبلا أهمية تقديم أفلام قوية  تعبرعن قضايانا ،وتتمتع بمستوى فنى قادر على المنافسسة ،ولن يتحقق ذلك إلا بدعم الدولة لحماية صناعة كانت لنا فيها الريادة،وطالما ساهمت فى طرح قضايا المجتمع بصدق، وفى جعل اللهجة المصرية الأكثر انتشارا بين ناطقى العربية .