محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

فريدة .. الـ «فريدة»

محمد قناوي

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 06:18 م

 

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ولا كل ما يرغبه يأتيه فى التوقيت المناسب، وكثيرون من الفنانين اضطروا أن يقدموا أعمالا فى حياتهم ربما لم يتمنوها أو يرغبوها، ولكنهم وهم يؤدونها أحبوها، وينتظرون الفرصة المناسبة ليكشروا عن موهبتهم ويعلنوها للجميع، و«فريدة سيف النصر» من هذه النوعية تمنت ورغبت أن تقدم أعمالا فى مرحلتها العمرية الأولى تظهر من خلالها موهبتها، ولكنها لم تجد مخرجا أو منتجا يحقق لها هذه الأمنية فاضطرت للتعامل مع الواقع إلى أن تأتيها الفرصة المناسبة، وخلال الثلاثة أشهر الماضية تابعت على قنوات درامية متخصصة إعادة عرض عدة مسلسلات تم إنتاجها فى سنوات مختلفة منها «اوراق مصرية» للمخرج وفيق وجدي، «الرحايا حجر القلوب» للمخرج حسنى صالح، «بدون ذكر اسماء» للمخرج تامر محسن «الاب الروحى» لتامر حمزة وبيتر ميمي، وكانت القاسم المشترك فى الأعمال الأربعة «فريدة سيف النصر»، وخلال المتابعة توقفت أمام هذه الفنانة والشخصيات التى قدمتها فى كل عمل، فوجدتها أبدعت فى دور «رئيفة هانم الشماشرجي» فى «أوراق مصرية»، واضافت لمسة كوميدية لشخصية «مندهة» فى «الرحايا حجر القلوب»، وقدمت الشر برؤية جديدة فى شخصية «زينب العطار» تلك المرأة الصعيدية القوية الشريرة فى «الأب الروحي»، أما شخصية «أصيلة أبو القمصان» الشهيرة بـ«النعجة» فى «بدون ذكر أسماء» فتوقفت أمامها كثيرا، وفكرت طويلا من هى الممثلة التى كان يمكن أن تؤدى هذا الدور، لو أن «فريدة» خافت منه واعتذرت عنه؟ فلم أجد أمامى أى ممثلة يمكن أن تصل إلى أعلى درجات الإبداع فى الأداء مثلها، وجسدت الدور ببراعة شديدة، وقدمت اداءً يمكن تدريسه فى المعاهد الفنية المتخصصة فى كيفية وصول الممثل لقمة التقمص فى اداء الشخصية، فملكت «الفريدة» قلوب الجمهور الذى أحبها فى هذا الدور وكانت نداً بند لابطال المسلسل الاخرين، وفى كل مرة يتم إعادة عرض المسلسل تكتشف منطقة جديدة فى ادائها لدور «النعجة».
هذا الأداء الناضج لممثلة موهوبة فى أدوار أربعة فقط قدمتهم فى فترة زمنية ليست ببعيدة جعلنى اتساءل، ألم يكن هناك مخرجاً أو منتج  رشيد  فى بداياتها الفنية يكتشف الموهبة الكامنة بداخلها ليستخرجها ويهدى الفن بها؟ ولماذا كانوا ينظرون اليها كفتاة أو امرأة جميلة ومغرية فقط، فكان يسند اليها ادوار السكرتيرة أو الفتاة اللعوب، أو صديقة البطل، ولم تكن هذه الأدوار هى التى تتمناها ولكن كانت مضطرة لقبولها الى أن يحين الوقت لتعلن للجميع ان بداخلها موهبة لابد من خروجها ، وهو ما حدث فى هذه الأعمال.. الحديث عن «فريدة» طويل لا تكفيه هذه المساحة. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة