بدء الموجة الثانية من كورونا دون حرص المواطنين فى الموجة الأولى
بدء الموجة الثانية من كورونا دون حرص المواطنين فى الموجة الأولى


بخطط وقائية.. مؤسسات الدولة تسابق الزمن لهزيمة «كورونا»

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 06:19 م

 حالة ترقب يعيشها الشارع المصري الآن في ظل توارد أنباء وتحذيرات من دخول مصر الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد، وسط توقعات بأنها ستكون أكثر شراسة من الموجة الأولى..

 

مؤسسات الدولة وفي المقدمة منها وزارة الصحة تسابق الزمن لتنفيذ خطط واستراتيجيات وقائية للحد من انتشار الفيروس والاستعداد التام لمواجهة الموجة الثانية، ويأتي على رأس هذه الخطط رفع كفاءة المستشفيات، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة، والتوسع في إنشاء المعامل المركزية على مستوى محافظات الجمهورية، فضلا عن الاتفاق مع الشركات العالمية لتوفير ملايين الجرعات من اللقاحات التي تثبت فاعليتها.. وفي إطار آخر، تشدد الدولة على تنفيذ الإجراءات الاحترازية في مختلف وسائل المواصلات والمنشآت الحكومية والخاصة التي تشهد ازدحاما من المواطنين، وفرض عقوبات فورية ضد المخالفين للإجراءات الوقائية.

 

زحام دون كمامات.. مشهد يومى فى المترو والأسواق !

"التزم بارتداء الكمامة.. حافظ على التباعد الاجتماعي".. نصائح لا تكل أو تمل وسائل الإعلام وأجهزة الدولة من توجيهها للمواطنين، ولكن هل يلتزم المواطن بهذه الإجراءات الاحترازية سؤال إجابته بالنفي خاصة في الآونة الأخيرة رغم التحذير بزيادة أعداد الإصابات والدخول للموجة الثانية لفيروس كورونا، ذلك الأمر الذي يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة أهمها: لماذا لا يلتزم المواطن بالإجراءات الوقائية؟ وهل ذلك سيتسبب فى سرعة انتشار الوباء؟..

 

"أخبار اليوم" في السطور القادمة قامت بجولة في أكثر الأماكن ازدحامًا ويتوافد عليها المواطنون واستطلاع رأيهم لمعرفة أسباب الاستهتار بالإجراءات الوقائية.


البداية كانت صباحًا في مترو الأنفاق لكونه أكثر وسائل المواصلات استخدامًا حيث استقلينا إحدى عربات المترو في رحلة قصيرة لعدة محطات، بمجرد أن اجتزنا البوابة الإلكترونية لدخول المحطة بعد سماع التنبيهات الآلية التي تنتشر في أرجاء المحطة بضرورة ارتداء الكمامة وفرض العقوبات المغلظة إذا تم مخالفة الأمر، كان الالتزام بارتدائها للوهلة الأولى فقط لاجتياز ماكينة الدخول حتى وجدنا بعدها العشرات من الأشخاص تنزع الكمامات دون أي اعتبار لتطبيق الغرامة المقررة، ثم كان الازدحام هو العنوان الرئيسي للمشهد ذلك الأمر الذي يجعل اتباع الإجراءات الاحترازية دربًا من الخيال، والجميع يبحث فقط عن ركوب مترو الأنفاق دون البحث عن أي إجراءات وقائية ففى النهاية هم يبحثون عن الذهاب إلى وظيفتهم وأشغالهم حتى لو كان ذلك على حساب انتشار فيروس كورونا.


لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل نجد الباعة الجائلين الذين يتحركون وينتقلون بين الركاب بكل سلاسة دون الالتزام بأي معايير وقائية ومعهم بضائعهم التي يلقون بها على أقدام الركاب ثم يعودون لجمعها إذا لم يتم شراؤها دون أي مراعاة بأنها قد تكون حاملة للفيروس، لتصبح فيروسات متنقلة تلتصق بالملابس وتضرب الالتزام بالإجراءات الوقائية وجهود الدولة فى تنفيذها عرض الحائط.


لا تجد سلمى طارق، الفتاة الجامعية، وسيلة سريعة يوميًا للذهاب إلى جامعتها سوى مترو الأنفاق إلا أنها تلتزم بالإجراءات الوقائية على قدر استطاعتها وترتدى الكمامة دائمًا خوفًا على نفسها وعائلتها خاصة والدتها لكبر سنها ومعاناتها من أحد الأمراض المزمنة، ولكن كل ذلك قد يبوء بالفشل بسبب تكدس الركاب الشديد، مؤكدة أنها تخاف من الازدحام التى تواجهه وعدم التزام الكثير من الأشخاص بارتداء الكمامة، ولكن ليس بيدها أي حيلة فالمترو هو وسيلة النقل الوحيدة التي تستطيع بها الوصول للجامعة.


يلتقط طرف الحديث ناصر عبد الله قائلًا أن معظم الركاب يلتزمون بارتداء الكمامة على أبواب المترو فقط وفور دخولهم إلى رصيف المحطة يقومون بنزعها، لافتًا إلى أنه فى بعض الأحيان يقوم بإنزال الكمامة قليلًا لمعاناته من ضيق التنفس ولكن سرعان ما يرتديها مجددًا بسبب الزحام، وأنه يخشى على أولاده من الذهاب إلى أى مكان بالمترو لعدم الالتزام بالتباعد والمعايير الاحترازية.


ومن المترو إلى مواقف الأتوبيسات والميكروباصات علامات الإهمال تظل واحدة، الركاب في حالة تكدس منتظرين الأتوبيسات التى ستقلهم إلى أعمالهم وأخرى تأتي مكتظة بالركاب من الموظفين والطلاب، العشرات يتراصون في صفوف دون ارتداء الكمامة أو مراعاة أى إجراءات وقائية ويتصارعون على ركوب الأتوبيس أثناء مروره من أجل حجز مقعد والابتعاد عن الازدحام والتكدس في طرقة الأتوبيس دون مراعاة أى تباعد اجتماعي أو وجود متنفس من الهواء.


قابلنا أيمن السيد، موظف باحدى المصالح الحكومية، الذى يذهب يوميًا إلى عمله مستقلًا الأتوبيس محاولًا أن يحافظ على الإجراءات الاحترازية ويرتدى الكمامة رغم تجاهل الكثير لتلك الإجراءات وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ولكنه يرى أنه من الصعب منع الزحام والتكدس لأن المواصلات العامة تعد هى الحل الوحيد أمام مختلف فئات المواطنين محدودى ومتوسطى الدخل.


 الصورة لم تختلف كثيرًا بل ازدادت سوءًا فى منطقة شبرا حيث كانت الطامة الكبرى فى أحد الشوارع الجانبية التى يوجد بها سوق شعبي، المحلات والبائعون يتراصون على كلا الجانبين يتهافت عليهم العديد من المواطنين منهم النسبة الأكبر الذين يضربون بالإجراءات الاحترازية عرض الحائط والقلة منهم يلتزمون بتلك الإجراءات، ولكن يتصدر المشهد الزحام الشديد على الباعة وعدم ارتداء الكمامة ويستغنون عنها رغم معرفتهم بضرورة ارتدائها فى الأماكن العامة لتجنب انتشار الفيروس، ورغم كل التحذيرات المشددة بأن ذلك سيسبب ارتفاع الإصابات إلا أن العديد من المواطنين لا يلتزم بذلك بسبب غياب الوعى والرقابة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة