الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 08:16 م

مازال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حالة ذهول من نتيجة الانتخابات الأمريكية التى فاز فيها غريمه الديموقراطى جو بايدن ، الصدمة جعلته لا يصدق أنه لم يعد الرئيس القوى لأقوى دولة فى العالم وأنه سيغادر البيت الأبيض إلى الأبد خلال أسابيع قليلة ليصبح واحدا من الرؤساء الأمريكيين القلائل الذين لم يكملوا فترة ولاية ثانية فى رئاسة الولايات المتحدة.
كان طوال حملته الانتخابية يبدو واثقا من الفوز وأنه سيحصل على أغلبية أصوات الأمريكيين التى تؤهله للاستمرار فى الحكم لأربع سنوات أخرى قادمة ، فوجئ بالنتيجة وبدأ فى التشكيك فيها واتهم المسئولين فى مختلف الولايات بأنهم زوروا فى نتائج فرز الاصوات وسجلوا أصواتا لمواطنين متوفين وكأنه فى جمهورية من جمهوريات الموز أو بلاد الواق واق،  وتناسى أن التطور التكنولوجى الهائل الذى يشهده العالم المتقدم حاليا وفى مقدمته الولايات المتحدة نفسها لا يمكن أن يسمح بهذه الخزعبلات ، وهدد باللجوء للقضاء لإعادة فرز الأصوات لتأجيل إعلان فوز بايدن، ومعروف أن عملية إعادة فرز الأصوات فى الانتخابات الأمريكية لم تحدث سوى أربع مرات فقط فى التاريخ الأمريكى على مدى أكثر من مائتى عام . وعلى الرغم من موافقة وزير العدل فى البداية إلا أنه تراجع  أمام النتائج النهائية التى أظهرت تفوق بايدن عليه بأكثر من أربعة ملايين صوت . ترامب كان واثقا من فوزه لأنه ضمن أصوات اليهود ومن يؤيدونهم لأنه قدم لإسرائيل الكثير من الدعم وأوفى بوعوده الانتخابية عندما كان مرشحا منذ أربع سنوات أنه سينقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس اعترافا أمريكيا صريحا بأنها عاصمة إسرائيل ولتذهب الدولة الفلسطينية والفلسطينيون إلى الجحيم بدلا من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن الغريب أن هذا القرار كان قد وافق عليه الكونجرس الأمريكى عام ١٩٩٥ ولم يستطع الرئيسان جورج بوش الإبن أو باراك أوباما تنفيذه إلى أن جاء ترامب ونفذه فى العام الأول من ولايته . وتواصلت محاولاته اليائسة دون جدوى وأقال مدير وكالة الأمن الإليكترونى لأنه نفى حدوث أى عمليات تزوير فى الانتخابات .وتنتهى هذه المحاولات خلال الأيام القليلة القادمة ويغادر ترامب البيت الأبيض غير مأسوف عليه ويبدأ الديموقراطيون برئاسة بايدن فترة جديدة وننتظر لنرى ماذا هم فاعلون؟.