د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

البحرية المصرية تنير البحر الأسود

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 08:21 م

تلقيت مكالمة، فى الأسبوع الماضي، من أحد أصدقائي، يسألنى عما إذا كنت أتابع هجوم قنوات الإخوان، على التدريب البحرى المشترك الذى تنفذه القوات البحرية المصرية مع نظيرتها الروسية فى البحر الأسود (جسر الصداقة 3).
 فأجبته بأننى لا أشاهد القنوات المأجورة، ومرتزقتها، الذين يهاجمون مصر من الخارج، فهم لا يفهمون، ولا يعلمون، ولا يهمهم إلا حفنات من الدولارات، القذرة، التى يجمعونها بمحاولة خلق نوع من البلبلة.
فهذا التدريب البحرى بين القوات البحرية المصرية المصنفة السادسة على مستوى العالم، بالاشتراك مع القوات البحرية الروسية، صاحبة المركز الثانى فى التصنيف العالمى بعد القوات البحرية الأمريكية، يتم، لأول مرة، خارج المياه الدولية والإقليمية، فى البحر المتوسط، الذى تدربت فيه القوات البحرية المصرية مئات المرات، فقررت أن تفتح ميادين جديدة للتدريب، بالوصول إلى البحر الأسود، لتتدرب على أعماق جديدة، وتيارات بحرية مختلفة، وطرق إبحار متباينة، وغيرها من الاختلافات التى تصقل الخبرات العلمية والعملية لضباط وجنود القوات المشاركة.
فضلاً عن أن معظم القطع البحرية المصرية، حالياً، غربية تأتى من أوروبا، واشتراكها فى تدريب مع قطع بحرية شرقية من روسيا، يعنى شكلا جديدا من التدريب، وخبرة قتالية جديدة للأسطول المصري، خاصة أن التدريبات السابقة كانت مع دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، التابعين للمعسكر الغربى الذى ينتهج نفس أساليب القتال البحري، عكس أساليب القتال الروسية.
إن الهدف من تنوع التدريبات البحرية يأتى ضمن خطة رفع كفاءة وجاهزية قواتنا البحرية، لتأمين استثماراتنا فى الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، ولتأمين قناة السويس، ولنا فيما يحدث فى لبنان عبرة، حيث استولت إسرائيل على بلوك «9» داخل المياه الاقتصادية اللبنانية، لنهب مخزون الغاز الطبيعى به، ولأن ليس للبنان، مع الأسف، قوة بحرية لحماية وتأمين ثرواتها، فهى الآن تلجأ للأمم المتحدة والولايات المتحدة لتساعدها فى استعادة أراضيها.
لن تضع مصر نفسها فى هذا الموقف، أبداً، فمصر لها قواتها المسلحة، وقواتها البحرية القادرة على تأمين حدودها البحرية واستثماراتها سواء فى البحر الأبيض المتوسط أو فى البحر الأحمر. ولمن يعي، ويهمه صالح مصرنا الحبيبة، سيفهم أهمية التدريب فى أقاصى الدنيا، فى البحر الأسود ... واختتمت حديثى مع صديقى العزيز ونحن نبتسم مع تخيل فرحة المصريين وهم يتبادلون، على وسائل التواصل الاجتماعي، صور القطع البحرية المصرية وهى تعبر مضيق البوسفور فى تركيا، لتنير البحر الأسود.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة