يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

أفكار ضد الرصاص

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 08:30 م

من يعلم الأجيال الجديدة الفرق بين الصح والغلط؟ بين الأصول التى كانت جزءا من حواديت الأمهات قبل النوم و التمرد على كل ما هو قديم دون فهم أو مناقشة؟ بين الذوق الذى يجعل الإنسان متحضرا بأدبه وأناقته و بين العشوائية التى تحول أبناء جيل اليوم إلى مايشبه الإنسان الآلى ينفذ ولا يفكر!
نعم أخاف على الأجيال الجديدة فى بيوتنا من فقدان إنسانيتهم وهويتهم فى زمن صعب مُغر بالسطحية والتبلد والتنمر وفقدان حواس الأدب والذوق والتذوق السليم.
أخاف على ملايين الشباب والأطفال الذين يبحثون عن شخصياتهم وأحلامهم فى نفايات السوشيال ميديا، ويتقمصون حياة أبطال مشوهة بسعادة وحماس فى غياب أى مناقشة أو تفكير.
أخاف من لغة الكلام التى أصبحت متداولة بين أطفال عمرهم لم يتجاوز خمس سنوات، أخاف من الأفكار التى تسيطر على عقول لم تتجاوز سن العاشرة، أخاف على أطفال وشبان لا يعرفون أقل الأصول وأبسط العادات وأصغر المعلومات عن حضارة بلدهم وحاضر أيامهم!
أخاف أكثر لأن آلاف البيوت فقدت القدرة على منح أولادها أقل قدر من أصول وتفاصيل وملامح التربية، لأنهم لم يجدوا من يلقنهم هذه الدروس والنصائح المهمة فى بيوتهم.
أخاف أكثر وأكثر على حس الانتماء الذى يفقد جذوره العميقة والأصيلة من قلب الأجيال الجديدة لكل ماهو فينا، بلدنا وهويتنا ومعتقداتنا ونجاحنا ومشاعرنا تجاه أقرب الناس لنا ومناسباتنا وأعيادنا.
وأثق أن ملايين مثلى يراقبون فى خوف وقلق صعود أجيال جديدة اختاروا الحياة فى خفة، يستهلكون دون متعة ويعيشون دون حب حقيقى وينتمون إلى عالم غامض لا نعرفه، وهؤلاء يسألون نفس السؤال: كيف ننقذ أجيالا من التحليق فى الفضاء بلا نهاية والسباحة فى بحر دون هدف؟
أصعب سؤال.. لكن يجب أن نبدأ اليوم فى البحث عن إجابة حتى نلحق إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وهو أمر يستحق.
البيوت القليلة التى تملك صبر أيوب تحاول أن تمنح أولادها خلاصة الأصول والمحبة والنقاء والانتماء، ويسيرون بهم عكس تيار قوى وعنيف فى عالم يصر على اطلاق رصاصة موت ضد أشياء كثيرة جميلة يجب أن نحافظ عليها ونصونها مهما كان الثمن.
لكننى متفائل أننا نستطيع.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة