هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

حكايات مؤلمة

أخبار اليوم

الجمعة، 27 نوفمبر 2020 - 09:43 م

 

كانت قصتها حين استمعت إليها يصعب تصديقها، وربما لو شاهدتها فى فيلم سينمائى سوف أعتبرها مبالغة درامية لن تحدث فى الواقع، فهذه الفتاة التى لم تكمل عامها التاسع عشر بعد وتكافح فى ظروف شديدة القسوة لتكمل دراستها الجامعية ، تتعرض لحملات مستمره من العنف والمهانة من أبيها وأخيها، منذ فقدت أمها وهى فى التاسعة من عمرها، وإرتضت قبل عشر سنوات أن تحل محل الأم فى تلبية احتياجات المنزل والأسرة، رغم أنها الأصغر والأضعف، لم يرحم أحد طفولتها ولا افتقادها للحنان والرعاية بعد غياب الأم، وتبعه غياب الأب للعمل فى دوله أخرى، لتصبح وحدها تحت رحمة الأخ المدلل تعانى من الضرب والركل حتى امتلأ جسدها النحيل بعلامات التعذيب المتواصل.
بررت لى سبب صبرها على هذه المعاناة بأنها لم تجد أحدا تلجأ إليه، فقد كان التهديد الدائم من الأب والأخ هو (كسر رقبتها) لو فكرت فى الشكوى لأى أحد من العائلة، لذلك ظلت صامتة وخائفة حتى يسمحوا لها بالذهاب إلى المدرسة ومواصلة تعليمها، كانت تحاول ألا تتعثر فى الدراسة حتى لا يكون تعثرها حجتهم فى حبسها بين جدران المنزل بدعوى  أن البنت (لازم تتربى) وإلا يفلت عيارها، ليصبح طموحها أن تتحرر ذات يوم من هذا العذاب!
قادتنى الحكاية المؤلمة إلى حكايات لا تقل عنها من العنف ضد النساء خلف أبواب البيوت المغلقة، لا يمكن تصور أنها تحدث فى القرن الواحد والعشرين وداخل أسر من طبقات اجتماعية مختلفة ، ودرجات تعليم مختلفة،تعانى فيها النساء من الضرب والإهانة ، أو التحرش والاغتصاب، أو الحرمان من كل الحقوق بداية من حق التعليم حتى حق الميراث الشرعي، من أب أو زوج أو أخ أو قريب،بينما يصمت المجتمع الذى يهتم بالعرف والتقاليد أكثر من الاهتمام بالقيم الإنسانية، عن المواجهة الحقيقية لهذا الداء.
ورغم أن الأمم المتحده أقرت منذ سنوات أن يكون يوم ٢٥ نوفمبر يوما عالميا لمناهضة العنف ضد النساء من خلال حملات سنوية فى أرجاء العالم تسعى لوقف هذا العنف ، إلا أنه مازال مستمرا لنحو ٨ مليون امرأة، وفى مصر أعد المجلس القومى للمرأة   فى فبراير ٢٠١٣ مشروع قانون لمكافحة كافة أشكال العنف ضد المرأة تستند مواده على الشريعة الإسلامية والأديان السماوية والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ، ومازال منذ عام ٢٠١٨ أمام مجلس الوزراء ينتظر إقراره، وربما ينجح إصداره فى إنقاذ ملايين النساء من هذه المعاناة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة