مآسي أصحاب الشعر الأحمر
مآسي أصحاب الشعر الأحمر


حكايات| مآسي أصحاب الشعر الأحمر.. تعرضوا للحرق أحياء في العصور الوسطى

مي حسين

السبت، 28 نوفمبر 2020 - 02:22 م

تميز لأصحاب الشعر الأحمر، بجاذبية غامضة عبر التاريخ، حيث تسبب هذا الغموض في ظهور الأساطير حولهم، والتي تضمنت اعتبارهم سحرة في العصور الوسطى، بسبب قيام بعض السحرة القدماء بصبغ شعرهم باللون الأحمر لأداء طقوس معينة، كما اعتقد الإغريق أنهم يتحولون إلى مصاصي دماء بعد وفاتهم.

وفي وقت القضاء على السحرة خلال القرنين السادس عشر والسابع بأوروبا، تم حرق عدد كبير من النساء لمجرد أن شعرهن أحمر، وخلال محاكم التفتيش الإسبانية، ادعى البعض أن أصحاب الشعر الأحمر قد سرقوا نيرانًا من الجحيم، وتم وصفهم بالسحرة وحرقوا حتى الموت، وبحسب ما ورد حظر هتلر الزواج من حمر الشعر من أجل منع "النسل المنحرف"، كما كان يتم تقديم حمر الشعر كقرابين للإله أوزوريس، في مصر القديمة، ولكن ما هي الحقيقة وما هو سبب الولادة بشعر أحمر.

اقرأ أيضا| حكايات| حاولت شوي جثمانه.. أم تنتقم من زوجها بـ«ذبح ابنها»

الشعر الأحمر الطبيعي هو أندر لون شعر في العالم، حيث يحدث فقط في 1 إلى 2٪ من سكان العالم ما يقرب من 140 مليون شخص، نظرًا لأن الشعر الأحمر هو سمة وراثية متنحية، فمن الضروري أن يحمل كلا الوالدين ذات الجين، سواء أكانوا هم من ذوي الشعر الأحمر أم لا، ونتيجة لذلك، فإن عدد الأشخاص الذين يحملون الجين أحمر الشعر أكثر من الأشخاص ذوي الشعر الأحمر.

ويتواجد أصحاب الشعر الأحمر بشكل أساسي في الأطراف الشمالية والغربية من أوروبا، وخاصة أيرلندا واسكتلندا، وبغض النظر عن الوراثة، يميل أصحاب الشعر الأحمر إلى الحصول على بشرة فاتحة أخف بكثير من بشرة غير حمر الشعر.

كما أن أصحاب الشعر الأحمر أكثر حساسية للألم ويحتاجون إلى تخدير أكثر من الأشخاص ذوي ألوان الشعر الأخرى، لأن الطفرة التي تسبب الشعر الأحمر تؤثر أيضًا على إدراك الألم، كما أنهم معرضون مرتين أكثر لخطر الإصابة بمرض باركنسون، كما إنه لا يمكن صبغ الشعر الأحمر، نظرًا لأنه يحافظ على صبغته أكثر من أي لون شعر آخر.

اقرأ أيضا| حكايات| رعشة وبكاء لا يتوقف.. «الأستروفوبيا» عالم ما وراء الشتاء

وبسبب بشرتهم الفاتحة وحساسيتهم للأشعة فوق البنفسجية، فإن حمر الشعر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد مرتين ونصف من الأشخاص الذين لديهم ألوان شعر أخرى، وفقا لما ذكرته المجلة الدولية للسرطان في عام 2010.

ومن النادر وجود صاحب شعر أحمر بعيون زرقاء، ويعتبر أندر مزيج على وجه الأرض، وأغلب حمر الشعر لديهم عيون بنية، أو عسلي أو خضراء.

ومن أهم مميزات الشعر الأحمر أنه لا يشيب أبدًا أو يتحول إلى اللون الرمادي؛ ويتحول ببساطة إلى الوردي والذهبي ثم إلى الأبيض ولكن متأخرا.
ونظرًا لأنهم لا يستطيعون امتصاص فيتامين د بشكل كافٍ بسبب انخفاض تركيز الميلانين لديهم، فإن حمر الشعر ينتجون داخليًا فيتامين د الخاص بهم حتى عندما يتعرضون لظروف إضاءة منخفضة. 

ويحب النحل الأشخاص ذوي الشعر الأحمر أكثر من ألوان الشعر الأخرى، ويعتقد العلماء أن هذا بسبب اللون اللامع لشعرهم الذي يشبه الزهور.

وعلى الرغم من ندرتهم في العالم، يلاحظ العلماء أن حمر الشعر قد أثروا على التاريخ بشكل لا يتناسب مع أعدادهم القليلة، من أشهر حمر الشعر الإمبراطور الروماني نيرون، وهيلين طروادة، وكليوباترا، وإلهة الحب القديم أفروديت، والملكة إليزابيث الأولى، ونابليون بونابرت، وأوليفر كرومويل، وإميلي ديكنسون، وأنطونيو فيفالدي، وتوماس جيفرسون، وفنسنت فان جوخ، ومارك توين، وجيمس جويس، ونستون تشرشل ومالكولم إكس وجاليليو والملك ديفيد.

ويتم الاحتفال باليوم الوطني لحمر الشعر في الخامس من نوفمبر من كل عام في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى، لتقدير أصحاب هذا اللون النادر ولجعلهم يشعرون بمزيد من الترحيب والحب، خاصة مع وجود مرض "جينجرفوبيا" الخوف من الأشخاص ذوي الشعر الأحمر.
ويوصف "جينجرفوبيا" بأنه خوف شديد أو كراهية للأشخاص ذوي الشعر الأحمر، ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة من هذا الرهاب إلى الكراهية تجاه حمر الشعر بشكل عام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة