السبت، 28 نوفمبر 2020 - 05:42 م

«أن تحارب عدوًا اخترعته بنفسك، أفضل كثيرًا من أن تحارب عدوًا لا تراه» بهذه الجملة وصف أحد الخبراء ما يحدث في ايطاليا خلال الموجة الثانية من كورونا، والتي انقلب خلالها المواطنين على الأطباء ليصفوهم بـ«الإرهابيين».

أثار فيديو تداوله مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيطاليا الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، وفيه تظهر امرأتان تدعيان أنهما داخل أحد غرف الطوارئ بمستشفى إيطالية، وأنه لا يوجد حالات مصابة بفيروس كورونا كما يدّعي الأطباء وتقول نشرات الأخبار.

 وتختم السيدتان الفيديو قائلتان: «لا تصدقوا الأطباء والصحفيين فهم إرهابيين ويسعون لنشر الخوف والذعر بيننا».

اقرأ أيضًا: هل نشأ فيروس كورونا في إيطاليا؟

في تقرير لمجلة بوليتكو الأمريكية، سلطت الضوء على الفيديو مشيرة لأن تبني ما يسمى بـ«نظرية المؤامرة» في ايطاليا يمكن أن يكون أمرًا متوقعًا، خاصة مع استمرار الغلق لفترات طويلة، فمن الطبيعي أن يكون لذلك تأثيرًا سلبيا على المواطنين الذين تعاملوا مع إغلاق الفترة الأولى بطريقة مختلفة تمامًا عن الموجة الثانية.

فبعدما وصف الإيطاليون أطباؤهم في الفترة الأولى من السنة بـ«الأبطال» لتصديهم للفيروس، أصبحوا اليوم يصفونهم بـ«الإرهابيين».

اقرأ أيضًا: إيطاليا تتخطى الـ«1.5 مليون» إصابة بفيروس كورونا
 
ووجه أحد الأطباء الإيطاليين الذين تحدثت معهم صحيفة بوليتكو حديثه للإيطاليين المشككين في وجود الفيروس بالبلاد قائلا: «ادعوهم جميعًا للقدوم بأنفسهم إلى المستشفى لرؤية ما يحدث في أقسام الطوارئ بدلا من إعادة نشر مثل هذه الفيديوهات».

ووفقًا للمجلة فإن الفيديو أثبت أنه «مفبرك» وليس مصور داخل أحد أقسام الطوارئ داخل مستشفى ايطاليه كما تدعي السيدتان فيه.

ويقول ماسيمو بوليدورو، كاتب وأستاذ جامعي ايطالي للمجلة: «في كثير من الأحيان تنشأ نظريات المؤامرة من صعوبة الواقع». 

وتابع: «بالنسبة لبعض الناس، من المطمئن أن يخترعوا شخصية شريرة خيالية لقتالها، بدلا من قتال فيروس غير مرئي لا يمكنك السيطرة عليه.»
لم تتوقف نظريات المؤامرة عند هذا الحد، بل امتدت لأبعد من هذا بكثير وفقًا للتقرير الذي نشرته المجلة والذي تحدثت فيه لشخص إيطالي يدعى «لوكا» وهو رجل يبلغ من العمر 43 عامًا، ويؤمن بأن كل ما يحدث منذ بداية العام مؤامرة «حتى يتم حقن الناس بمصل يحتوي على شريحة يمكن من خلالها السيطرة على العالم».

وعند سؤاله حول مصدر هذا النظرية، ولماذا يصدقها، قال إنه سمعها من أحد أصدقائه الذين أكملوا دراستهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يصدقه لأنه يملك إجابات على كل شيء.

ووفقًا لاستطلاع حديث، فإن حوالي 81 % من الإيطاليين يجدون أن الإغلاق الثاني بسبب كورونا أصعب من الأول، مؤكدين إنهم يشعرون بمزيد من القلق وعدم الثقة في السلطات التي تقود الحملة ضد الوباء.