السبت، 28 نوفمبر 2020 - 06:59 م

ليلة كروية جميلة عاد فيها النادى الأهلى لاعتلاء عرش الأندية الأفريقية والفوز بالبطولة الغالية للمرة التاسعة على حساب منافسه التقليدى الكبير «الزمالك» وبعد أن عانده الحظ فى الأعوام الثلاثة الأخيرة التى وصل فيها للنهائى مرتين وخسرهما، وكان صعبا عليه أن يخسر مرة أخرى هذا العام رغم ضراوة المنافسة مع الزمالك.
ربما لم يكن المستوى الفنى للمباراة هو الأفضل عند الفريقين. لكنها بالقطع كانت مباراة جميلة احتفظت بشياكة اللعب وبالروح الرياضية بين الجميع، كما احتفظت بالإثارة حتى اللحظات الأخيرة التى اقتنص فيها الأهلى الفوز والبطولة، مع كل التقدير لأداء الزمالك فى المباراة وعلى طول مشوار البطولة.
يستحق الجميع التهنئة على تحويل الحدث الرياضى الكبير إلى عرس حقيقى مع التزام فى الملعب وخارجه، ومع تنظيم يثبت قدرة مصر على احتضان الأحداث الرياضية الأفريقية والدولية وتوفير كل عناصر النجاح لها. الانتصار لم يكن للأهلى فقط بل كان لمصر كلها، وللكرة المصرية التى أكدت تفوقها. وانتصرت لكل ما هو جميل فى كرة القدم. وفى الرياضة عموما.
وما يهمنا - بعد هذا العرس الكروى الجميل- أن تكون هذه نقطة بداية لمرحلة جديدة لكرة القدم المصرية. لقد أدرك الجميع أن الالتزام بالقانون واللوائح الرياضية المنظمة هو أساس الاستقرار فى اللعبة. عرف الجميع أن الرياضة لا يمكن أن تكون ساحة للمهاترات والبلطجة، بل هى الميدان الذى لا يعرف إلا أجمل قيم التسامح والمودة والمنافسة الجميلة.
هذه البداية ينبغى أن تكتمل. توحد الجميع ضد التعصب الجاهل لابد أن تستمر هذه الروح الجميلة التى شاهدناها مع أشرس منافسة بين الأهلى والزمالك لابد أن تحظى بالرعاية الكاملة من الجميع. لابد أن يدرك الكل أنه لا مكان للبلطجة فى ملاعب الرياضة، ولا مجال للتحريض والكراهية فى إعلام رياضى فقد البوصلة الصحيحة فى بعض الأوقات، ولا موقع لفساد فى أى عنصر من عناصر اللعبة التى يحكمها فقط القانون وأخلاق الرياضة التى لا تعرف الكراهية أو تنحاز للقبح بأى شكل من الأشكال.
وإلى عام قادم نرجو أن يكون عام خير للكرة المصرية، وأن نرى فيه الحياة تعود للملاعب، وأن نرى فيه نسخة أخرى من نهائى القرن تهتف خلاله الجماهير: العاشرة يا أهلي.. أو السادسة يا زمالك فى عرس كروى جديد.