محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

الست دى أختى

الأخبار

السبت، 28 نوفمبر 2020 - 07:05 م

منذ إعلان «برومو» عن حلقة لقاء السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس مع المذيعة المتألقة إسعاد يونس، عاش المصريون فى حالة ترقب وشغف طوال أربع وعشرين ساعة ليتجمعوا حول أجهزة التليفزيون فى التاسعة من مساء الخميس الماضى لمشاهدة اللقاء المرتقب.
من الدقائق الأولى فى اللقاء أنصت الجميع فى اهتمام بالغ بعد أن أسرت السيدة الفاضلة وجدان المشاهدين بتلقائيتها والعفوية فى الإجابات التى يمكن أن ترد على لسان كل سيدة مصرية أما وزوجة وفتاة عاشت فى بيت نطلق عليه «بيت أصول».
لم تكن الأسرة الصغيرة التى تضم زوجا وزوجة وأطفالا هى عماد الحياة فقط، وإنما كانت هناك العائلة والبيت الكبير سواء كانت بدايته حى الجمالية أو العقار الذى ضمهم فى حى مدينة نصر بجوار دار الأرقم أشهر وأكبر مسجد وجمعية خيرية ومستشفى فى الحى قام برعاية الدكتور إبراهيم العدوى أطال الله فى عمره والراحل الشيخ محمد الراوى العلامة الأثير.
أن تعيش فى المدينة وتجتمع العائلة كلها فى بيت واحد فذلك يعنى امتدادا للتأصيل والجذور التى يعيش عليها أهلنا فى الريف ولم تعد على وهجها فى المدينة لاعتبارات عديدة تجعلك تنسلخ من «اللمة» التى تجمع العائلة كلها أجداداً وأبناء وأحفادا فى أجيال ثلاثة تترسخ فيها قيم ومبادئ ومثل كادت أن تندثر مع لهاث الحياة وأعبائها التى طغت فيها روح المادة وتوارت خلفها روح الإيثار والتفضيل.
كما جمع الجدود، والآباء العائلة فى بيت واحد جمع الرئيس السيسى أجيالا ثلاثة فى بيت واحد، الكل يزرع ما حصده من زرع الأجداد والآباء فى الأبناء والأحفاد.
قدمت السيدة انتصار السيسى نموذجا لملايين من السيدات المصريات اللواتى لا يشغلهن فى الدنيا سوى أن يجدن السكن لدى رفيق العمر وما إن وجده الرجل أو المرأة إلا وكانا نموذجين للعطاء والسخاء من المشاعر قبل أى شىء آخر.
صدرت قرينة الرئيس لملايين من عظيمات مصر إحساسا جميلا بأنهن عشن حياة هذه السيدة وقدمن للوطن أبناء بذلن الجهد لتنشئتهم ورعايتهم ليكونوا خير زاد له.
وإذا كان هذا ما صدرته للمرأة المصرية فقد صدرت أيضا للمشاهدين من الرجال نموذجا يراه فى أسرته أو عائلته وأيضا فى العقار الذى يسكنه، وهى نماذج قد نغفل عنها فى زحام الدنيا ومشاغلها ونحتاج دائما إلى من يذكرنا بهن وجاء لقاء حرم الرئيس بهذه التذكرة التى جعلت كلا منا يقول لنفسه «الست دى أختى».
والغريب عدم ظهور اللجان الإليكترونية التى تتصيد لمصر وأبناء مصر وتنطلق تعوى كالذئاب، أتصور انها استعدت بكامل قوتها منذ إعلان برومو البرنامج وكان أمامها 24 ساعة من التحضير والترتيب للانقضاض وكانت المفاجأة اعتراف اثنين من كبارهم بعد مشاهدة الحلقة أنهم رأوا سيدة مصرية تمثل الكثيرات من المصريات، ولكن خابت مساعيهم وآمالهم أمام التلقائية والعفوية وأمام نموذج صميم للمرأة المصرية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة