آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

«الترامبية»ستظل تياراً قوياً

آمال المغربي

السبت، 28 نوفمبر 2020 - 07:37 م

 

رغم ان أمور الرئيس الامريكى دونالد ترامب تبدو للبعض فى أسوأ حالاتها حيث ترفض المحاكم اعتراضاته على نتائج الانتخابات وينصحه اصدقاؤه بالحزب الجمهورى بالاستسلام وبدأت الإدارات الفيدرالية فى عملية نقل السلطة إلى شخصيات عيّنها الرئيس الديمقراطى المنتخب جو بايدن.. ويرى كثير من الامريكيين ان ترامب لا يهتم إلا بنفسه وبالسلطات التى يمتلكها. وانه أخطأ بشكل مذهل فى أخطر أزمة صحية منذ قرن، وتبنى عن قصد، سياسات تمييز على أساس الجنس، وافتقر إلى المعرفة بشأن الحكومة والعالم.. ومع ذلك، فإن لدى الرئيس الحالى كثيرا من الأسباب لعدم اعتبار نفسه مهزوما حتى النهاية.
ما فعله ترامب منذ ان بدأت ملامح خسارته لنتائج الانتخابات وحتى الان يؤكد ان دوره فى السياسات الامريكية الكبرى لم ينته بعد. فهو على أقل تقدير سيحتفظ بنفوذ كبير للغاية فى الحزب الجمهورى ما يمكنه من اعاقة الجمهوريين فى الكونجرس لسياسات بايدن والاحتفاظ بجمهوره استعدادا للانتخابات القادمة بعد أربع سنوات.
ومع أن معظم الأمريكيين يرون أن على ترامب تسليم السلطة إلى بايدن فقد اظهر اخر استطلاع ان 3% فقط من ناخبى ترامب، يعتبرون فوز بايدن شرعيا. وقال 72% إنهم سيستمرون فى دعم ترامب شخصيا، وليس الحزب، إذا قرر فجأة الانسحاب منه.
وبحسب استطلاع آخر، فإن 47% من الأمريكيين يؤيدون ترشح ترامب لانتخابات 2024 وهو ما يماثل مستوى التأييد فى أفضل شهور رئاسته.
وإذا قرر ترامب الترشح مرة اخرى، فوفق ما جاءت به نتائج الاستطلاع الثالث للرأي فان 53% من المحافظين الأمريكيين مستعدون للتصويت له.
ويوضح ذلك ان ترامب قد يظل ممثلا لعدد كبير من ناخبى الحزب الجمهورى وما زالوا مستعدين لمنحه فرصة ثانية ويريدون بقاء «السياسات الترامبية» التى ابتدعها ترامب.
مع وجود حزبه وما يقرب من نصف الجمهور خلفه، سيستمر ترامب المتمكن «كزعيم معارضة أو مغرد مستقل على تويتر أو نجم إعلامى» فى جذب مستويات هائلة من الاهتمام والدعم، والتى سيستخدمها للتغلب على الديمقراطيين وتقويضهم بعد ان تحطمت آمالهم فى توسيع قبضتهم على مجلس النواب وقلب مجلس الشيوخ لصالحهم.
ومن الصعب أن نتخيل أن الرئيس بايدن سيحقق انجازا ما لم ينجح فى تحقيق فوز فى مجلس الشيوخ والذى يبدو غير مرجح حتى الان، ولكن إذا سيطر الحزب الجمهورى على مجلس الشيوخ، سيستمر الشلل السياسى فى السنوات الأربع القادمة ومن المحتمل أن نرى المزيد من التقاعس عن العمل بشأن المشكلات الضخمة مثل الاقتصاد والوباء.. على الرغم من أن بايدن يمكنه إجراء بعض التحسينات باستخدام سلطته التنفيذية.
الحقيقة التى لا مفر منها أن سياسة ترامب بما حملته من طابع قومى ورسائل وتكتيكات مثيرة للانقسام خلال رئاسته وحشدت دعماً هائلاً ستظل تياراً قوياً فى السياسة الأمريكية وهو ما يؤكد ان حالة الاستقطاب ستظل موجودة فى المجتمع الأمريكى!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة