خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«إيران».. هدية ترامب الأخيرة

خالد رزق

السبت، 28 نوفمبر 2020 - 07:41 م

يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يأبى أن يرحل عن موقعه من دون أن يحدث أزمة عالمية كبرى يظن هو أنها بالأقل من الممكن أن تزيد أسهمه فى العودة للرئاسة عام 2024، غير أنها ستكلل خدماته منقطعة النظير للكيان الصهيونى والخارقة كلها للقانون الدولى والمنافية لمنطق الحرص الطبيعى لرئيس أى بلد على مصالح بلاده.
الأيام الماضية خرجت عن عناصر فى الإدارة الأمريكية تصريحات مفادها أن الرئيس طلب من مستشاريه للأمن القومى وقيادات الدفاع الإعداد لضربة عسكرية عاجلة ضد إيران، وهو ما عارضه كثير من رجال البنتاجون والمخابرات على اعتبار أن أى ضربة توجه لإيران لابد أن الأخيرة ستقابلها برد عنيف متاح أمامها ضد القواعد والوحدات البحرية الأمريكية المنتشرة فى الخليج والمنطقة، هذا غير أن إصدار رئيس على وشك الرحيل أوامر بشن عمل عسكرى ما خلال الفترة الانتقالية هو بمثابة التوريط لرئيس منتخب سيكون عليه مواجهة حرب غير محسوبة النتائج مع بداية حكمه.
كشفت تسريبات رجال الإدارة الأمريكية عن أن ترامب لم يحفل كثيراً بآراء معارضيه وأمر بالمضى قدماً فى الإعداد لتنفيذ ضربة طلبها قاصمة للبرنامج النووى ومواقع الحرس الثورى الإيرانى، وهو ما تأكد بإعلان الكيان الصهيونى رفع حالة استعداد جيش العدوان تمهيداً لمشاركة عسكرية محتملة وتحسباً لرد انتقامى من القوة الصاروخية لإيران وحلفائها بالمنطقة.
ولا يفسر نزق ترامب وشبقه لإشعال حرب ضد إيران تجمع آراء العسكريين على أن آثارها المدمرة ستطول أكثر حلفائه بالمنطقة وتؤثر على العالم كله، سوى أن نيته كانت مبيتة لشن العدوان خدمة للكيان الصهيونى حال فوزه بفترة ثانية، وداهمه الوقت بعد سقوط لم يكن بحسبانه، ويريد اليوم إنهاء مهمته الأخيرة كخادم الصهيونية الأهم فى زمننا ليكمل بها هداياه للكيان بعد القدس والجولان.
أخيراً تخطئ المؤسسات الأمريكية إن امتثلت لغىّ المجنون ترامب، فإيران ليست لقمة سائغة والأكيد أن صورة العالم كما نعرفه ستتغير حال وقوع العدوان عليها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة