إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة

تأجيل معرض الكتاب وسؤال قديم

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 28 نوفمبر 2020 - 07:49 م

منذ أيام أذيع وتأكد خبر تأجيل معرض القاهرة الدولى للكتاب، من موعده المعتاد نهاية شهر يناير إلى الثلاثين من يونيو. طبعا السبب هو الموجة الثانية من الكورونا، وكيف أنها تحقق أرقاما كبيرة من الإصابات والوفيات فى العالم، وهناك خوف شديد منها هذا الشتاء فى بلاد مثل مصر. ورغم أن مصر حتى الآن تُعد الأقل فى أعداد المصابين والوفيات قياسا على تعداد الشعب المصري، إلا أن ذلك لا يعنى أن الكورونا قد لا تفتك بالكثيرين مع الموجة الثانية. شخصيا لا أرى سببا لقلة حالات الإصابات فى مصر غير أن مصر يحرسها الأولياء، فمع احترامى للدور الكبير الذى تقوم به وزارة الصحة، إلا ان مواقع الميديا تحفل بأسماء شخصيات وعائلات أصابتها الكورونا ولم يحدث أنهم توجهوا إلى مستشفيات الوزارة أو إلى المستشفيات الخاصة، مما يجعل الحديث كثيرا عن أن الأعداد المعلنة لا تمثل ما على الأرض على الاقل فى الإصابات. خاصة إذا عرفنا أن عدد وفيات الأطباء زاد على مائتين وأربعين حالة. لكنى لا أحب سوء النية فأقول إن الأعداد المعلنة ليست حقيقية. هى حقيقية فيما يخص من يتوجهون إلى مستشفيات الوزارة عامة أو خاصة. هناك فعلا أعداد كبيرة تلجأ إلى العزلة والعلاج فى البيت، لكن يظل عدد وفيات الأطباء وزيادته مصدرا للشك عند الكثيرين فى الأعداد الحقيقية للمصابين بالمستشفيات. فى كل الأحوال تأجيل معرض الكتاب بسبب الموجة الثانية من الكورونا أمر طيب. لن اقول لماذا تقام فعاليات أخرى مثل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المقرر له هذا الشهر مثلا، ولا لماذا أقيم معرض كتاب الإسكندرية والمنصورة منذ أكثر من شهر، ولا معارض خاصة تقام هنا وهناك، كما أن كثيرا من الندوات مستمرة. كل ذلك ليس مهمًا، لكن بالعودة إلى معرض الكتاب نجد أن دولة مثل الشارقة أقامت معرضها، ولعدم وجود إقبال كبير، قام حاكم الشارقة المثقف والكاتب الكبير مشكورا بإعفاء دور النشر من الإيجار. كما أن العراق ستقيم معرض بغداد السنوى فى موعده هذا الشهر، وعدد دور النشر فى معرض الشارقة عربيا ودوليا لا يقل عن معرض القاهرة إن لم يكن أكثر. لن أقول إنه كان يمكن أن يتم معرض القاهرة فى موعده، مع بعض الاجراءات الاحترازية، منها مثلا تقليل عدد المقاهي، وفرض الكمامة على الداخلين مع غرامة لمن لا يفعل ذلك، وايقاف الفعاليات الثقافية مثل الندوات أو غيرها، ومد عدد أيام المعرض مع تقليل عدد الداخلين اليومى إلى النصف مثلا. لكننى سأنسى كل ما قلت وأدخل فى موضوع آخر هو: ألا ترى الدولة ما جرى لصناعة النشر بعد الكورونا؟ إن ثلاثين بالمائة حتى الآن من دور النشر قد أفلست وأغلقت أبوابها حسب تقرير اتحاد الناشرين العرب. وبقية دور النشر تعانى من قلة المبيعات وصارت اصداراتها قليلة، قياسا على الأعوام السابقة. وهذا يعيدنى إلى السؤال القديم الذى هو من السهل جدا تحقيقه لكنه لا يتحقق، وأعنى به: لماذا لا تُقدِم بعض وزارات الدولة، مثل الشباب والتربية والتعليم، والتعليم العالى ووزارة الثقافة، على شراء بعض العناوين الجديدة الهامة من دور النشر، بمعدل ألف نسخة من كل كتاب، فتساهم فى مساعدة دورالنشر فى أزمتها؟ هذا - والله - يحدث فى كثير من بلاد الدنيا بدون كورونا. بل بعض البلاد تعتبر قراءة أو استعارة الكتب من مكتباتها، يعنى عدم شراء نسخة من الكتاب، وتقيم إحصاء بذلك آخر العام، وتدفع للمؤلف حقه تعويضا عن خسارة شراء النسخ بعدد مرّات الاستعارة. لن أغالى وأطالب بذلك لكن أردد أن صناعة النشر فى أزمة، وهذا حل عظيم لها سواء كانت هناك كورونا أم لم تكن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة