الجدة الإيزيدية روشي قاسم
الجدة الإيزيدية روشي قاسم


عمرها 134 عامًا ..عراقية ترصد مجازر العثمانيين حتى داعش

هدى النجار

الأحد، 29 نوفمبر 2020 - 12:58 م

كانت الجدة الإيزيدية، روشي قاسم، البالغة من العمر 134 عاما، شاهدة على المحن التي مرت بها طائفتها الإيزيدية شمالي العراق منذ أمد بعيد، وذلك بحسب تقرير أعدته قناة «سكاي نيوز» عربية .

وأكدت عائلة المعمرة روشي أنها ليست طريحة الفراش أو فاقدة للوعي، بل تتمتع ، بذاكرة متخمة بقصص الحرب والإبادة التي عاصرتها منذ الحقبة العثمانية مرورا بالانتداب البريطاني، وفترة الحكم الملكي والجمهوري وفصول الأزمات والحروب التي ضربت بلادها، لا سيما الأخيرة مع تنظيم داعش الإرهابي، التي تقول إنها الأكثر فظاعة .

ويعمل خلال الفترة الحالية، أحفاد الإيزيدية العراقية لإدراجها في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، حيث يعتقدون أنها أكبر معمرة على كوكبنا بعد وفاة رجل عراقي آخر كان قد بلغ أكثر من 100 عام، هو حنون الغالبي من محافظة ميسان جنوبي البلاد.

ويملك أحفاد المعمرة روشي، شهادة ميلادها ويسعون لإدراجها حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك أنها ولدت في عام 1887.

وكشفت أسرة الجدة الإيزيدية، عن أنها لا تزال تواظب على سماع الطرب الكردي يوميا، وبرامج الفن للإذاعات المحلية التي تبث الأغاني والأخبار باللغة الكردية، لكنها تعاني ضعفا في بصرها لا يسمح لها بالتنقل بين الخيم من دون عكازها .

وقالت المعمرة العراقية، روشي قاسم، لموقع «سكاي نيوز عربية» إنها لم تزر طبيبا، حيث تحرص على تناول البيض واللبن والخضار والفاكهة المجففة منها، وتفضل تناول السمك كوجبتها الأساسية في قائمة اللحوم، بينما كان العسل يتصدر مائدتها على الفطور.

وأشارت إلى أنه في أواخر الحكم العثماني، بدأت معاناتهم بفتاوى عثمانية منذ القرن الـ16، حيث وضعت أطر تشريعية وعسكرية أباحت الدم الإيزيدي في أكثر من 100 مجزرة تعرض لها أبناء طائفتها.

وتنقل المعمرة عن والدها تفاصيل مجزرة أيوب بك العثماني سنة 1891، وكانت حينها تبلغ 5 سنوات، ووصف لها كيف كانت تنهال سيوف العثمانيين على رقاب الإيزديين دون رأفة بصرخات الأطفال والرضع، وتلتها حملة عمر وهبي باشا سنة 1892، ثم حملة بكر باشا سنة 1894.

وتقول روشي إنها شهدت 7 مجازر ارتكبها الأتراك بحق طائفتها، إذ قتل العثمانيون آلاف الإيزيديين، إلى جانب ملاحقتهم أثناء مجازر الأرمن في القرن الماضي .

وترى المعمرة العراقية أن تنظيم "داعش الإرهابي كان الأكثر إرهابا".

وتحدثت تقارير منظمة الأمم المتحدة عن استرقاق "داعش" لأكثر من 6500 امرأة وطفل من الإيزيديين، فيما شرد العنف أكثر من 350 ألفا منها في مخيمات اللجوء شمالي العراق، ولا يزال أكثر من 120 ألفا ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب إعادة بناء حياتهم من جديد، لا سيما الناجيات العائدات من سجون "داعش".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة