رذرفورد ب. هايز
رذرفورد ب. هايز


من أجل 20 صوتا في انتخابات 1876.. الجمهوريون باعوا ضمائرهم

منال بركات

الأحد، 29 نوفمبر 2020 - 04:38 م

ليست المرة الأولي، وربما لن تكون الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، فما يحدث من نزاع حول نتيجة الانتخابات الرئاسية، حدث قبل قرنين من الزمان، في زمن ليس به وسائل كل التكنولوجيا، التواصل الاجتماعي، وهذا التقدم العلمي.

وبعد أكثر من عقد من انتهاء الحرب الأهلية، كان المرشح الجمهوري للرئاسة رذرفورد ب. هايز، وزميله في الانتخابات ويليام ويلر، لا يزالان يناضلان للحفاظ على النصر.

كان ذلك في انتخاب عام 1876، عندما سمح للرجال السود المحررين حديثًا، لأول مرة من أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات.

وكان قبل ثلاث سنوات من تاريخ تلك الانتخابات، تم إعلان تحرير العبيد، الذي قدمه الرئيس الجمهوري أبراهام لينكولن، خلال انتخابات عام 1876، في ثلاث ولايات جنوبية على الأقل، في زمن كانت العصابات العنصرية البيضاء تجبر الرجال السود على التصويت للديمقراطيين، أو عدم التصويت على الإطلاق. 

وضمانا لاستمرار إعلان تحرير العبيد، ظلت القوات الفيدرالية في الولايات الكونفدرالية السابقة للتأكد من أنها تمنح حقوق المواطنة للعبيد المحررين، وهو ما يمقته البيض الجنوبيون.

وحين فاز المرشح الديمقراطي صموئيل تيلدن، في التصويت الشعبي، مع وجود 20 صوتًا انتخابيًا محل خلاف بسبب مزاعم الغش. حاولت لجنة خاصة من 15 عضوا بأغلبية جمهوريين جعل هايز رئيسا لكن الديمقراطيين في مجلس النواب اعترضوا.

انتهت الخلافات الانتخابية حينها، في اجتماع سري في فندق، بعقد صفقة سرية. حيث وافق الديمقراطيون على السماح للجمهوريين برئاسة الجمهورية بشرط واحد.

قام بتنفيذه هايز، بعد فترة وجيزة من التنصيب، وكان الثمن الذي طالب به الديمقراطيون حينها، سحب القوات الفيدرالية المتبقية من الجنوب.  انتهت إعادة الإعمار. لقد خانهم الحزب الذي حرر الأمريكيين السود من العبودية.

وعاد الديمقراطيون إلى السيطرة على الولايات الجنوبية، جلبوا قوانين جيم كرو غير الدستورية، والتي تتمثل في حرمان الأمريكيين السود من حق التصويت وإخضاعهم لأجيال من الفصل العنصري القسري.

من المؤكد أن انتخابات 2020 تختلف كثيرا عما وقع في عام 1876 ، لكن الحقيقة الواضحة أن الأهداف الترامبية، تسعي بكل جهد إلى ترسيخ وتعميق فكرة انتخابات مشكوك في نزاهتها ـ وهو أمر رفضه كل رجال القضاء ـ  من أجل الحصول علي المظلومية والتعاطف الشعبي من أنصاره واستنزافهم للتبرع لقضاياه الخاسرة، ومن ثم الوصول في النهاية إلى انتخابات 2024

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة