فخري زاده
فخري زاده


عاصفة من التساؤلات والتكهنات في إسرائيل حول اغتيال العالم الإيراني

أ ف ب

الأحد، 29 نوفمبر 2020 - 06:08 م

هل يقف الموساد فعلا خلف اغتيال العالم النووي الإيراني؟، وإن كان الجهاز الإسرائيلي هو الذي اغتاله، فلماذا؟ وكيف يمكن أن تنتقم إيران من الدولة العبرية؟.. تتردد أسئلة كثيرة اليوم الأحد في إسرائيل حول مقتل محسن فخري زاده في عملية أقرب إلى رواية بوليسية.

 

وقتل العالم الإيراني البارز البالغ 59 عاما والذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري" تنفي طهران وجوده، الجمعة في هجوم استهدف سيارته في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وفق ما أفادت السلطات المحلية.

 

وتذكر وقائع اغتيال العالم بالمسلسل الإسرائيلي الجديد "طهران" حيث يقوم عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي بمهمة في إيران تستهدف المنشآت النووية لهذا البلد الذي تتهمه الدولة العبرية بالسعي لامتلاك السلاح الذري.

 

كما أنها يمكن أن تندرج في كتاب "رايز أند كيل فيرست" للصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان الذي يتناول اغتيالات نفذتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية والذي اشترت شبكة "إتش بي أو" الأمريكية حقوقه لنقله إلى التلفزيون.

 

وفي نهاية الكتاب الواقع في أكثر من 700 صفحة حول "التاريخ السري لاغتيالات إسرائيل المحددة الأهداف"، ذكر بيرجمان العالم الإيراني فكتب:  "أدرك الإيرانيون أن ثمة من يقتل علمائهم، فباشروا حمايتهم عن كثب، وخصوصا رئيس مشروع الأسلحة محسن فخري زاده الذي يعتبر العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني".

 

 

وربط الصحفي والكاتب الإسرائيلي، الأحد، اغتيال فخري زاده بآلاف الوثاق "السرية" الإيرانية التي حصلت إسرائيل عليها عام 2018.

 

وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في ذلك الحين ارتياحه للحصول على الوثائق، موضحا أنها تكشف تفاصيل خطة إيرانية تهدف على قوله لصنع خمس رؤوس نووية.

 

وقال خلال مؤتمر صحفي: "تذكروا هذا الاسم"، متحدثا عن محسن فخري زاده. وكتب رونين بيرجمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، أن هذه الوثائق تظهر "بوضوح لماذا كان الموساد يريده ميتا ولماذا قال نتانياهو: "تذكروا هذا الاسم".

 

وتابع الصحفي أن الملفات السرية تثبت أن فخري زاده كان أشبه بـ"طبيب إيراني مجنون"، في إشارة إلى فيلم "دكتور ستريندج لوف" للمخرج ستانلي كوبريك، و"العقل المدبر خلف الشق العسكري من البرنامج النووي" الإيراني.

 

لكنه لفت إلى أن اغتيال رجل مثله لا يمكن أن يتم "بكبسة زر" بل يكون نتيجة "أشهر بل سنوات" من التحضير.

 

واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال العالم، معتبرا أنها أدت دور "العميلة" لحساب "الاستكبار العالمي"، في إشارة الى الولايات المتحدة.

 

وتوعدت طهران بالرد فيما أفاد مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز طالبين عدم كشف أسمائهم أن الدولة العبرية دبرت فعلا الاغتيال.

 

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة في يناير مسؤوليتها عن اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مهندس الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة والمسؤول عن ضربات على مواقع ومصالح أمريكية في العراق.

 

ولفت القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أموس يادلين في مكالمة هاتفية مع صحافيين: "هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. كل هذا يندرج في سياق حرب سرية: وهم الإيرانيون قد يرجئون الرد حتى الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم مباشر على إيران".

 

وتابع يادلين أن طهران قد تستهدف علماء إسرائيليين أو تستخدم قوات موالية لها مثل حزب الله اللبناني لشن عملية ضد الدولة العبرية، أو "تطلق صواريخ من إيران" أو تستهدف سفارات إسرائيلية في الخارج، في وقت ذكرت الصحافة المحلية أن الدبلوماسية الإسرائيلية عززت أمن سفاراتها.

 

وبعدما كان من المقرر أن يقوم وزير الخارجية غابي أشكينازي بزيارة هذا الأسبوع للبحرين التي طبعت علاقاتها مؤخرا مع الدولة العبرية، عاد وألغى زيارته وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية وكالة فرانس برس الأحد بدون توضيح أسباب الإلغاء.

 

وجاء اغتيال فخري زاده بعيد جولة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الشرق الأوسط، وفي وقت تستعد الولايات المتحدة لانتقال السلطة في يناير إلى جو بايدن الذي أبدى نيته استئناف الحوار مع طهران.

 

ورأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن هذا ليس من باب الصدفة، موضحة أن "توقيت الاغتيال، حتى لو أنه كان محكوما باعتبارات محض عملانية، هو رسالة واضحة"، وهو يعكس بنظرها معارضة إسرائيل "للعودة إلى الاتفاق النووي" الذي تم التوصل إليه عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قبل أن ينسحب منه ترامب أحاديا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة