صعيدية بـ«100 راجل».. «صفاء» تنهي خصومات الثأر تحت صوت الرصاص
صعيدية بـ«100 راجل».. «صفاء» تنهي خصومات الثأر تحت صوت الرصاص


حكايات| صعيدية بـ«100 راجل».. «صفاء» تنهي خصومات الثأر تحت صوت الرصاص

محمود كساب

الأحد، 29 نوفمبر 2020 - 08:00 م

تحت أصوات الرصاص، وبين دروع رجال الشرطة، وتعصب أبناء الصعيد كل لابن عمومته، وقفت «صفاء» ابنة قنا تتصدى لأعنف خصومات الثأر.

 

«صعيد بلا ثأر».. قصة عمرها 7 سنوات، حفرت لأجلها صفاء محمود عمر في صخر الخصومات الثأرية حتى أخرجت من بينها مياه الصلح حاملة على أمواجها أرواح المئات.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| مآذن في رقبة «جاكلين».. مهندسة مسيحية معلقة بين مساجد القاهرة

 

على أرض ثابتة، تقف صفاء بعد تكريمها من وزير التنمية المحلية محمود شعراوي لتطلق كلماتها: «عادات وتقاليد المجتمع الصعيدي هو عدم حضور السيدات جلسات التصالح بين الخصومات الثأرية لكن فكرتي حضوري سيطرت علي في عام 2013».

 

 

اصطدمت «صفاء» حين بدأت في إزاحة الستار عن مبادرتها بكتل خرسانية من الرفض الشديد لفكرتها، كونها سيدة وجلسات الصلح تكون ذات خطورة كبيرة لكنها ألقت بكل ذلك خلف ظهرها، لتبدأ بالفعل في نشر التصالح والتسامح بين أهالي المتخاصمين.


وعن إقناعها لأهالي المتخاصمين في قبول الصلح، تروي صفاء: «كن أسألهم مباشرة (هل منكم له مصلحة في سفك الدماء؟.. كانت الإجابة دائما بـ(لا)، هنا أكثف حديثي عن أن الثأر يولد دماء وسجن الرجال وخراب البيوت وينتهي الأمر بالاستجابة في النهاية».

 

اقرأ للمحرر أيضًا| متعايشون في زمن «الإيدز».. جثث متحركة تسير على الأرض

 

7 سنوات بين الشجار وأحضان الصلح بين نظرات الأعين المشتعلة بنيران الغضب وابتسامات المتخاصمين في جميع محافظات الصعيد.. جميعها مشاهد لخصتها صفاء في حديثها عن الصلح.

 

 

صحيح أن مبادرة السيدة الصعيدية لاقت قبولا واسعا بين أبناء الوجه القبلي؛ لكنها تعترف بأن أهالي كثيرٍ من القتلى كانوا يرفضون باستلام الكفن فبدأت تبحث عن فكرة بديلة حتى استقرت على تسليم درع التسامح لهم بجانب الكفن.. انتشلت صفاء أرواح العشرات من موت محقق بـ«تكريم ولي الدم».

 

لكن أكثر ما ساعد ابنة قنا في قبول الدرع هو كونه مختوما من قبل الجهات الرسمية في الدولة، وتحديدًا وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي ومفتي الديار المصرية الأسبق الدكتور علي جمعة رئيس مؤسسة مصر الخير.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أكل العيش بـ«نصف أصابع».. مآسي نجاري الأثاث بدمياط 

 

موقف صعب مرت به صفاء عمر في المنيا حين تواجدت بالمحافظة لإنهاء خصومة وعند تواجدها بالقسم لإنهاء محاضر الخصومة تأخر الوقت وصمم أهالي الطرفين على توصيلها لمحطة القطار.. «كنت خايفة يتخانقوا تاني بس الحمدلله مرت بسلام».

 


تفتخر السيدة الصعيدية بحضورها 240 جلسة صلح ثأرية كانت جميع أطرافها يرفضون المشاركة أو قبولها لكن بدعم من قوات الأمن بمحافظات الصعيد تكللت جهودها بالنجاح.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة