محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

قواعد البناء

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 29 نوفمبر 2020 - 08:41 م

 

محمد عبد الواحد

عندما ينظر الإنسان فى مدلول الإسلام يجد انه جاء بأعظم الأشياء التى تعمر الكون وتجعل فى بنائه قواعد أساسية لو حاد عنها الإنسان لهدم تلك القواعد وتكسر البنيان.
فتجده ساوى بين البشر وجعلهم كالبنيان المرصوص يشد كل منهم عضد أخيه، الكل يدور فى فلك واحد اغنياؤه وفقراؤه تربطهم مصالح مشتركة، هذا بماله وذاك بجده وتعبه حتى يستطيع كل منهم العيش فى سلام ووئام؛ لذلك يقول الرسول صلى عليه وسلم «أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه»؛ أى لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وليؤكد على هذه المعانى السامية قال صلى الله عليه وسلم «لا فرق بين عربى واعجمى إلا بالتقوى».
فهو بذلك جعل المنافسة بين بنى البشر شريفة، فكلما جد الانسان فى عمله واخلص لربه فى العبادة فهو فى منزلة يتقدم فيها عمن سواه.
فإذا نظرنا فيها نظرة بعمق نجد أن بناء أى دولة قائم على الإخلاص فى العمل ومراقبة رب العباد فيما بين يديك.. أى أنه ليس هناك حجة فى البناء غير الإخلاص وان من بنى عمله على حاشيته والمقربين والأصدقاء زرع الغل والاحقاد بين الناس وجعل الطبقية تحكم عمله لأنه فرّق بين من هم ذوى الخبرة والاجتهاد فى العمل وبين من لا يعرف قيمته.
ويا ليته يسلم من أهل الحظوة لأن وقتها ستحدثهم أنفسهم أن من جعله نائما مطمئن القلب هو اجتهادهم وحسن إدارتهم.. فيحاول كل منهم فتح الأبواب الخلفية لنفسه ليتكسب من ورائها وليؤمن تلك المكاسب يزرع أعينًا له حتى يدرك ما حوله ويؤمن أمواله التى جمعها بالباطل.
قد يقول قائل: لو صح هذا البناء لما كان هناك فقراء، هنا اقول له: رب العزة ذكر فى كتابه اغنياءه وفقراءه فهناك من لم يقدر على العمل لكبر السن وهناك المريض وهناك الأرملة واليتامى وأصحاب الحاجات فلم ينسهم رب العزة فجعل لهم حقا فى مال الغنى بالزكاة.
فلذلك اقول طهروا أنفسكم وأموالكم بها واجعلوا من بنائكم قواعد لو وضعتموها لعظم البناء.. واجعلوا المنافسة بينكم شريفة ولا تميلوا بها حتى لا يميل البناء ويخر ساقطا.
وقتها لا ينفع الندم هكذا حال الدنيا فقيسوا اشياءكم على ثوابت دينكم فتظلوا بعدها إخوة متحابين حتى ولو كانت المنافسة بينكم فى كرة عشقتموها ومِلتم فى عشقكم وهواكم عن قواعد البناء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة