صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قتل الزوجات لأتفه الأسباب.. جريمة الـ50 قرشا «ملف»

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 30 نوفمبر 2020 - 05:21 م

جرائم قتل الزوجات، والتي أثارت الرأي العام في حقبة التسعينيات، ومازالت الجرائم الأسرية مستمرة، وأصبحت ظاهرة تطفو على مجتمعنا الذي لا يعرفها من قبل، وسوف نسرد البعض منها، حيث دماء سالت، وأجساد تساق إلى الموت، ولأسباب تافهة.

جريمة بشعة شهدتها محافظة القليوبية، بإحدى قرى مركز بنها، حيث أطلق الزوج «خفير نظامي» النار على زوجته، وابنته الصغيرة، فأرداهما قتيلين، والسبب ٥٠ قرشا.

اقرأ أيضا|ماذا حققت «الداخلية» خلال مداهمة البؤر الإجرامية بمحافظات الجمهورية؟

السطور التالية تنزف دما، وأكثر أسى.

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة مساءا، والظلام يخيم على القرية، السماء صافية، لا يعكر صفوها سحابة عابرة، وفجأة أخذ الرعد يقصف مدويا، والبرق يلمع كسيوف من النار، والرياح تهب عاتية تلسع الأجساد، والأشجار تتمايل وتنكسر فلا تسمع إلا حفيف أوراقها، وكأن الطبيعة تبكي، وتعارض على جريمة تقشعر لها الأبدان، ويتمزق لها الأكباد.

هرول الزوج الخفير إلى منزله، وأخذ يقلب في ملابسه بحثا عن علبة السجائر الخاصة به، والتي اعتاد جسده على طلب النيكوتين، ويرغب في تدخين سيجارة، فلم يجدها، وما إن طلب من زوجته مبلغ ٥٠ قرش كي يستكمل ثمن علبة جديدة، وفي لحظات نشبت بينه، وبينها مشادة كلامية حادة، حيث انطلقت كلمات التأنيب، والسخرية تنطلق من بين ثنايا فم الزوجة، توليه وتنهره، وتوضح له ضعف إمكاناتهما المادية، ورفضت إعطاءه الخمسين قرش، تحولت المشادة إلى مشاجرة، بعدما اعتبر الزوج كلماتها، وإهدار لكرامته، وأخذ يصيح في تشنج، وعصبية بالغة، "أنا راجل البيت، وعيب اللي بتقوليه ده"، بينما يرتفع صوت الزوجة مستنكرة، وهو كتفيها احتجاجا على إصراره لشراء علبة السجائر.

مرت الدقائق بينهما متثاقلة، والدم يغلي في عروق الزوج، ويكاد أن ينفجر من عينيه المحمرتين، وفجأة وبلا مقدمات، ولم تراوده نفسها ولو لبرهة، أمسك بندقيته الميرب، وأطلق عليها عيارا ناريا، وسقطت الزوجة في بركة من الدماء، تئن أنينا، ينفطر له القلب، بينما وقفت الابنة الصغيرة، والتي انعقد لسانها عن الكلام، تحدق بعينيها جسد أمها وسط الدماء، وأطلق صرخات مكتومة، انتابتها حالة من الرعب، والهلع، تحملق، وتشعر من هول المشهد، ولم تكن تعلم بأنها سوف تلحق بوالدتها، بعدما سيطرت على الأب حالة من الجنون، واللوثة، سابقت قدماها الرياح، في محاولة للهرب من أمام وجه أبيها الذي أصبحت نظراتها لا ترى غير الدماء، لكنه ابعتها أيضا بعياري ناري، اخترق مؤخرة رأسها، الذي انفجرت منه الدماء وهي تحاول الهرب فوق سلالم المنزل، ولفظت أنفاسها في الحال.

تجمع أهالي القرية، حول منزل الخفير، وعلى صوت طلقات النار، وتعالى أصوات الجيران، وصرحت النساء، ونحيب الأطفال عندما وقعت أعينهم على الزوجة، وابنتها غارقين في دماءهم.

انتقل النقيب أحمد حامد معاون مباحث مركز بنها، وتمكن من القبض على الخفير، والتحفظ على البندقية المستخدمة في الجريمة، وأحاله اللواء جميل أبو الفتوح نائب مدير أمن القليوبية إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الابنة الصغيرة التي لا ذنب لها، ووالدتها، بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس الخفير المتهم على ذمة التحقيقات، وإحالته إلى محكمة الجنايات، والذي ذكر في أقواله، بأنه نشبت بينه وبين زوجته مشادة كلامية عندما طلب منها ٥٠ قرش كي يستكمل ثمن علبة السجائر لشراءها، لكنها سخرت منه، واتهامه بعدم الرجولة، مما أثار غضبه، فأطلق عليها، وعلى ابنته النار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة