فخري زاده
فخري زاده


فخري زاده.. إسرائيل تغتال مجددا في «توقيت قاتل»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 30 نوفمبر 2020 - 09:19 م

كتبت: ياسمين السيد هاني

 

تتردد أسئلة كثيرة في إسرائيل حول اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في عملية أقرب إلى رواية بوليسية، بحسب وصف مراقبين.

وقتل العالم الإيراني البارز البالغ 59 عاما والذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري" تنفي طهران وجوده، الجمعة الماضي في هجوم استهدف سيارته في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.

وتذكر وقائع اغتيال العالم الإيراني بكتاب Rise and Kill First (انهض واقتل أولا) للصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان الذي يتناول اغتيالات نفذتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والذي اشترت شبكة "إتش بي أو" الأمريكية حقوقه لنقله إلى التلفزيون.

وفي نهاية الكتاب الواقع في أكثر من 700 صفحة حول "التاريخ السري لاغتيالات إسرائيل المحددة الأهداف"، ذكر بيرجمان العالم الإيراني فكتب "أدرك الإيرانيون أن ثمة من يقتل علماءهم، فباشروا حمايتهم عن كثب، وخصوصا رئيس مشروع الأسلحة محسن فخري زاده الذي يعتبر العقل المدبر للبرنامج" النووي الإيراني.

وكانت إسرائيل قد تحصلت على آلاف الوثاق "السرية" الإيرانية عام 2018، والتى تكشف، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تفاصيل خطة إيرانية تهدف على قوله لصنع خمس رؤوس نووية.

وقال نتنياهو فى ذلك الوقت خلال مؤتمر صحفي "تذكروا هذا الاسم"، متحدثا عن محسن فخري زاده. وكتب رونين بيرجمان اليوم الاحد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن هذه الوثائق تظهر "بوضوح لماذا كان الموساد يريده ميتا ولماذا قال نتانياهو: تذكروا هذا الاسم".

وأضاف بيرجمان أن الملفات السرية تثبت أن فخري زاده كان أشبه بـ"طبيب إيراني مجنون"، و"العقل المدبر خلف الشق العسكري من البرنامج النووي" الإيراني، مشيرا الى أن اغتيال رجل مثله لا يمكن أن يتم "بكبسة زر" لكن نتيجة "أشهر بل سنوات" من التحضير.

من جهته، قال القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اموس يادلين: "هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. كل هذا يندرج في سياق حرب سرية: وهم (الإيرانيون) قد يرجئون الرد حتى الأيام الأخيرة من إدارة (الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد) ترامب حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم" مباشر على إيران.

وأضاف يادلين أن طهران قد تستهدف علماء إسرائيليين أو تستخدم قوات موالية لها مثل حزب الله اللبناني لشن عملية ضد الدولة العبرية، أو "تطلق صواريخ من إيران" أو تستهدف سفارات إسرائيلية في الخارج.

أما عن توقيت الاغتيال، فقد اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هذا ليس من باب الصدفة، موضحة أن "توقيت الاغتيال، حتى لو أنه كان محكوما باعتبارات محض عملانية، هو رسالة واضحة"، وهو يعكس بنظرها معارضة إسرائيل "للعودة إلى الاتفاق النووي" الذي تم التوصل إليه عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قبل أن ينسحب منه ترامب أحاديا.

وجاء الاغتيال قبل نحو شهرين من تسلم بايدن مهامه، وهو الذي وعد بـ"تغيير مسار" سلفه دونالد ترامب مع إيران. واعتمد الأخير سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران، شملت خصوصا الانسحاب الأحادي عام 2018 من الاتفاق حول برنامجها النووي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

يأتى هذا فيما تبحث إيران في طبيعة الرد على عملية اغتيال العالم تزامنا مع بدء مراسم تكريمه قبل دفنه المقرر غدا.

وأعاد اغتيال أحد أبرز علماء الجمهورية الإسلامية، فتح باب النقاش بشأن التزامات إيران النووية. ووقع أعضاء مجلس الشورى بالاجماع بعد جلسة مغلقة الأحد، بيانا يدعون عبره للرد على الاغتيال، ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت البلاد.

وكان الرئيس حسن روحاني اتهم إسرائيل بالوقوف خلف الاغتيال سعيا لإثارة "فوضى".

وفي حين شدد روحاني على الرد "في الوقت المناسب"، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ضرورة "معاقبة" الضالعين في الاغتيال، ومواصلة النشاطات التي كان يؤديها فخري زاده.

وقال روحاني "الأمة الإيرانية أذكى من أن تقع في فخ المؤامرة الذي نصبه الصهاينة. هم يفكّرون بخلق فوضى، لكن عليهم أن يدركوا أننا كشفنا ألاعيبهم ولن ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة