محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة 

التعصب بين ميلاد الأمل وحمار الأقاليم !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 30 نوفمبر 2020 - 09:29 م

إنتهى العرس الأفريقي.. وسكنت العروس القلعة الحمراء علي نيل القاهرة بعد ما كانت تفكر جديا بالبيت الأبيض في المهندسين واقتربت كثيرا منه .. انتهى العرس ولكن تداعياته لم تنته.. لا أتحدث عن الاحتفالات الحمراء والحزن الأبيض.. لكن هناك ما هو أهم .. فقد كتبت هنا قبل وصول الأهلي والزمالك للنهائي مقالا تحت عنوان " النهائى الأفريقى.. الإرادة والكأس الحقيقية " مطالبا بالعمل علي عودة الروح الرياضية الجميلة للجماهير .. و استغلال المباراة باعتبارها فرصة ذهبية لمواجهة التعصب .. ثم وصل الفريقان  للنهائي وانطلقت الأقلام والمبادرات تدعو لنبذ التعصب وأهمها مبادرة "لا للتعصب" بالتنسيق بين وزارة الشباب والمجلس الأعلى للإعلام.
 
ولا أخفيكم سرا أن مواجهة التعصب كان صرحا من خيال المصريين يصعب تحقيقه .. لا لضعف المبادرات لكن لأن بعض الأسباب الرئيسية لتغذية التعصب لازالت قائمة.. وجاءت المباراة علي أعلي مستوي فني يليق بمكانة الفريقين محليا وإقليما وعالميا.. وذهبت الكأس للجزيرة.. ونالت ميت عقبة احترام الجميع حتى الأهلوية للأداء الرائع.. وبدأت حفلات التحفيل الحمراء المتوقعة.. وللعلم فإن التحفيل أهم ما يميز كرة القدم عالميا وأحد أسباب سعادتنا بها .. لكن التحفيل اللذيذ الترفيهي الذي يقرب ولا يفرق .. وليس التحفيل المقيت الذي يولد التفرقة ويشغل الفتن  ..ورغم الإيجابيات الكثيرة للمباراة لكن كان الامل بعيدا أيضا حول نهاية التعصب ..فقد قلنا بمقالنا السابق أن هذا الهدف القومي يحتاج لتوافر الإرادة الحقيقية كشرط أساسي لتحقيقه.

الأمل يقترب 

اليوم .. نقول وبالفم المليان "لا للتعصب" واثقين أنها سهلة التحقق ..فأخيرا ظهرت الإرادة الحقيقية لنبذ التعصب ولم شمل جماهير الكرة.. فاليوم يبدأ مجلس الإدارة المؤقت عمله بالقلعة البيضاء أحد أهم حصون الكرة المصرية والمعين الأقوى بجانب المارد الأحمر لإمداد منتخبنا القومي بعناقيد لؤلؤ الموهوبين.. فسعادة عقلاء الأهلي بالكأس الأفريقية زادت بالمستوي الرائع لمنافسه التقليدي.. سعادة حقيقية لها أسبابها ومنها أن تصبح المنافسة حامية الوطيس فتزداد المتعة وحلاوة البطولات.. كما أنها تجبر الأهلي علي اليقظة وتدعيم الصفوف وبذل الجهد والفكر استعدادا لمنافس قوي ..وأخيرا تضمن ظهور منتخب مصري قوي ومتميز يعيد الفرحة والمتعة وذاكرة البطولات للمصريين.
  
نعود لأمل نهاية التعصب.. فلنكن صرحاء أن ما كان يحدث من تجاوز وسب وقذف وشتم ومشاكل وخناقات وتجاوزات وخوض في أعراض وذمم وافتعال أزمات بطريقة غير مسبوقة وبلا حساب ..كانت أقوي أسباب التعصب والتشاحن.. فمنذ عقود والتنافس علي أشده بين الأهلي والزمالك ولم تسفر عن قطيعة وتناحر بينهما إلا في ظل المجلس الموقوف.. وقرار وقفه يجسد ولادة الإرادة الحقيقية لنهاية التعصب ووقف تجاوزات لم تكن قاصرة علي الكرة إنما تجاوزتها لنواحي عديدة وشخصيات كثيرة بحياتنا و أصابت المصريين بالإحباط ولم تكن أبدا تليق بمصر القوية الوليدة التي تسعي لكسب احترام المصريين والعالم.  

شيكابالا وحمار الأقاليم 

وأخر خطايا المجلس المنحل واقعة تجاوز بعض الجهلة في حق شيكابالا .. لا أقول أن الواقعة هينة بل نرفضها ونمقتها جميعا .. لكن حديث العنصرية بها يؤجج نار فتنة كبري بمصر سعيا لمصلحة ذاتية ضيقة وليذهب الصالح العام إلى الجحيم.. هى واقعة تجاوز مقيتة.. ولنكن صرحاء.. متى توقف التجاوز في التحفيل بين جماهير الفريقين منذ وعينا علي تشجيعهما.. هل ننسي مشهد حمار الأقاليم بنجوع وقري مصر .. والذي يبدل لون الفانلة التي توضع عليه بين الأبيض والأحمر حسب نتيجة الدربي .. وكم حمل هذا الحمار  إسم عظماء الناديين والجماهير تطوف به بدء من حسن شحاتة وبيبو وصولا لشيكابالا والشحات ومروان وغيرهم  .. لماذا لم توصف تلك الأفعال بالعنصرية.. وما دخل أهل النوبة الطيبين في تحفيل قلة مغيبة من الجماهير لماذا الزج بهم ونحن نعرف أن معظم الصعايدة والنوبيين من عشاق الفانلة الحمراء.. إنها دعوة فجة للتعصب والتناحر وفتنة وطنية وإثارة غضب مكون مهم بمجتمعنا.

اليوم ومع ميلاد أمل عودة الروح الرياضية ..ومع التصريح الرائع للمستشار أحمد البكرى رئيس المجلس الأبيض الجديد بحرصه علي حسن العلاقات مع كافة الأندية خاصة الأهلي .. أري البداية ملحة من عند بيبو أن يتوجه علي رأس وفد من مجلس الأهلي لتهنئة المجلس الأبيض ثم زيارات متبادلة بينهما وبحضور اللاعبين خاصة ابن النوبة الطيب وأهم حبات عنقود الموهوبين بمصر من الجيل الحالي شيكا الجميل ..وأن تنتقل وزارة الشباب والمجلس الأعلى للإعلام للمرحلة الثانية من مبادرة لا للتعصب ومعهم كافة أجهزة الدولة والمساجد والكنائس بتحركات مدروسة لنعود لأيام التحفيل الجميل بعيدا عن العنف والتحريض ..قولوا أمين.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة