قاسم أمين
قاسم أمين


في مثل هذا اليوم| ميلاد «قاسم أمين».. «محرر المرأة»

نادية البنا

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 - 10:27 ص

«من احتقار المرأة أن يسجنها في منزل ويفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولة على النعش إلى القبر»... من أشهر اقوال محرر المرأة الراحل "قاسم أمين"، والتي فتحت عليه وابل من الانتقادات والهجوم على مدى عصور.


كان «قاسم أمين» يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح، ودعا إلى تحرير المرأة، فاتهم بالدعوة للانحلال والسفور.

وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» أهم المحطات في حياة محرر المرأة قاسم أمين في ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء 1 ديسمبر.

ميلاد "قاسم أمين"
ولد قاسم أمين في بلدة طرّة بمصر في 1 ديسمبر 1863م من أب تركي وأم مصرية من صعيد مصر، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة طارق بن زياد التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية، انتقل مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية الأرستقراطي وحصل على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881. 

قاسم أمين مترجمًا خاصًا للإمام «محمد عبده»
وكان أول متخرج وعمل بعد تخرجه بفترة قصيرة بالمحاماة ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربع سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1885 م، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس. 

«فرنسا».. ملهمة «قاسم أمين»
عاد قاسم أمين من فرنسا بعد أن قضى فيها أربع سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التي ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية والتي تسمح لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء، فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي، وكتب في جريدة المؤيد 19 مقالا عن العلل الاجتماعية في مصر ورد على الكونت داركور الذي كتب عن المصريين وجرح كرامتهم وقوميتهم وطعن بالدين الإسلامي في كتاب ألفه عام 1894 بعنوان "المصريون"، وبحث في العلل الاجتماعية التي تعتري المجتمع المصري بأسلوب المصلح المشفق.

وقد أيد قاسم أمين بعض آراء كارتور لاحقا في كتابه «تحرير المرأة» ، وقضى أربع سنوات وهو يكتب في المؤيد عن المواضيع التي أطلق عليها «أسباب ونتائج» أو «حكم ومواعظ».

«قاسم أمين».. زعيم الحركة النسائية 
 كان قاسم قاضيا وكاتبا وأديبا فذا ومصلحا اجتماعيا، اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية في مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة وإنشائه الجامعة المصرية وبدعايته للتربية في سبيل النهضة القومية، ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبا مغوارا ولكن أحدا لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب فماتت دعوته في رحم الكلمة.

اعتبر أحد رجال الإصلاح المنتمين لمدرسة الإمام محمد عبده الذين يؤمنون بالإصلاح التربوي التدريجي الذي من شانه أن يكون جيلا مثقفا مستنيرا قادرا على القيام بأعباء التغيير والتحول بعد أن يتمرس تدريجيا ويجد في نفسه القدرة على ذلك.

«الحجاب ليس من الإسلام»... ادعاء قاسم امين الذي أثار الرأي العام
 كان قاسم يحب الفنون ويعتقد أن الحياة محبة ورحمة وتسامح وسلام فكان رجلا مثاليا وتدرج في مناصب القضاء حتى كان مستشارا في محكمة الاستئناف وكان قبلها وكيلا للنائب العمومي في محكمة مصر المختلطة كان منذ شبابه مهتما بالصلاح الاجتماعي فأصدر سنة 1898 كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" نشره عام 1899، بدعم من الشيخ محمد عبده، سعد زغلول وأحمد لطفي السيد الذي ترجمه الإنجليز -أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية، الذي تحدث فيه عن الحجاب حيث زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة للسفور ليست خروجا عن الدين.

وتحدث أيضا عن تعدد الزوجات والطلاق، وقال أن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدودا يجب أن يتقيد بها الرجل، ثم دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة. بهذا الكتاب زلزلت مصر وأثيرت ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد حيث رد على قاسم أمين في نفس السنة زعيم الحزب الوطني آنذاك مصطفى كامل حيث هاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري طلعت حرب بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب"

«حقوق المرأة»..ما بين الحق والسفور
 ومما قاله: "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا" وكما رد عليه أيضا محمد فريد وجدي بكتاب "المرأة المسلمة"، ولكن قاسم لم يتزعزع أمام النقاد فواصل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين ويرد عليهم بكتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 ردا على ناقديه، يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين. 

وطالب بإقامة تشريع يكفل حقوق المرأة فارق قاسم أمين الحياة في 23 أبريل عام 1908م وهو في الخامسة والأربعين عاما ورثاه عدد من الشعراء مثل حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول. 
رحمة الله قاسم أمين الذي قال :" أن أقل مراتب العلم ما تعلّمه الإنسان من الكتب والأساتذة، وأعظمها ما تعلمها بتجاربه الشخصية في الأشياء والناس". 

وقال أيضا :" كلما أردت أن أتخيل السعادة تمثلت أمامي في صورة امرأة حائزة لجمال امرأة وعقل رجل، مطالبا بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة