شبابيك القلل
شبابيك القلل


«شبابيك القلل».. زخارف نباتية وهندسية بالحضارة الإسلامية

شيرين الكردي

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 - 12:15 م

تعد الحضارة الإسلامية من أكثر الحضارات التي اهتمت بمسألة النظافة والوقاية، وقد ظهر ذلك جليًا في عناية أهلها بكل ما يعين على النظافة مثل الحمامات العامة، وأدوات النظافة المختلفة سواء أمشاط، أو أدوات أخرى.


 

يقول حسام زيدان الباحث الأثري لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن للوقاية حظ وافر عند هذه الحضارة حيث أن ألف باء عافية هو أن "الوقاية خير من العلاج"، وكانت ضمن تلك الوسائل شبابيك القلل.

وأضاف «زيدان»، أن أروقة متحف الفن الإسلامي ستجد تلك الفاترينة التي تحوي شقفات دائرية صغيرة مفرغة بأشكال زخرفية رائعة والمعروفة بشبابيك القلل.

 نبذة عن "القلة" :
نعرف أن "القلة" هي الإناء الذي يحتفظ بالماء على درجة حرارة أقل من المحيطة بها، حيث أنها من الفخار وهو من المواد المسامية ، حيث يتسرب الماء إلى سطحه، ثم البخر الحادث للمياه من على سطح القلة يعمل على تخفيض درجة حرارتها، وبالتالي حرارة الماء داخلها.


والقلة عبارة عن بدن يكون منتفخ قليلًا وله قاعدة، ثم عنق طويلة، أو متوسطة الطول، وفي نقطة اتصال البدن بالعنق، نجد قطعة مستديرة هي شباك القلة، أي المنطقة التي من خلالها يترقرق الماء عند رفع القلة وإمالة عنقها لأسفل، وتاريخها العصر الإسلامي (641-1517).

القلل هي آنية من الفخار، تكون في معظم الأحيان غير مطلية، وتستخدم لحفظ مياه الشرب وتبريدها في الأقطار الشرقية ولاسيما مصر، وفي أحيان نادرة كانت تغطى القلة بطلاء زجاجي يحفظ للماء درجة حرارته الطبيعية، وتستعمل في هذه الحالة للشرب في الشتاء.

وأضاف «زيدان»، أن الفنان المسلم اعتنى بشباك القلة، فهو ذو فائدة كبيرة، منها حماية المياه بداخل القلة من أن يسقط بها ما يلوث الماء ويفسده وفي ذلك وقاية عظيمة، كما أن شباك القلة يعمل على تدفق الماء وعدم اندفاعه مما يقي الشارب من أن يتعرض لأي مشكلة بسبب اندفاع الماء دفعة واحدة إلى جوفه، إضافة إلى أن الفنان استخدم شباك القلة كعنصر زخرفي جمالي يمتع الشارب نظره بها.

 ونجد أن شبابيك القلل حملت زخارف وأشكال وكتابات متنوعة منها كلمة الحمد، وعافية، وزخارف هندسية وحيوانية.

 ودائمًا نعرف أن الحضارة تكمن في التفاصيل، وتعتبر زخارف شبابيك القلل من أدق التفاصيل التي برع فيها الفنان بتلك الفترة من الزمن.


والجدير بالذكر أن شباك القلة هو الجزء الذي يصل بين رقبة القلة وبدنها، ويستخدم في تنظيم تدفق المياه عند الشرب ويحفظ الماء من الشوائب والحشرات.

وتعتمد زخرفة شبابيك القلل على وجود ثقوب يحدثها الصانع لعمل زخارف هندسية ونباتية وحيوانية وكتابية.


وقد لوحظ أن زخرفة شبابيك القلل لم تزدهر في سائر الأقاليم الإسلامية مثلما ازدهرت في مصر.


وتقوم الزخرفة في شبابيك القلل على التباين بين الثقوب التي يمر منها الماء والأجزاء المتبقية، فهي تشبه المخرمات.


وقد أصاب الخزفيون المصريون توفيقاً عظيماً في زخرفة القلل بالكتابة، والرسوم الآدمية، ورسوم الحيوان، والأسماك، والطير، إضافة إلى الأشكال الهندسية المختلفة، في حين تبقى معظم القلل نفسها بغير طلاء أو رسوم زخرفية.

 أقرا ايضا| معرض أثري للأدوات الطبية والجراحية بمتحف الفن الإسلامي


وتوجد على بعض شبابيك القلل عبارات أيضًا كتبت بالخط الكوفي في أسلوب زخرفي جميل، ولكنها في معظم الأحيان ليست عنصرًا زخرفيًا، وأغلب الظن أنها عبارات دعائية مثل "من صَبر قدر" و" عِف تُعاف و"من اتقى فاز" و"دمت سعيداً بهم" و"اقنع تعز".


وقد عني "بيير أولمر" بدراسة شبابيك القلل وحاول أن يقسمها إلى موضوعات بحسب دقة رسومها ونوع صناعتها، ورأى أن ينسب الشبابيك البسيطة وغير المنظمة منها إلى العصر الطولوني، وأن ينسب إلى العصر الفاطمي ما امتاز منها برسوم الحيوان والطير ولا سيما إذا لم تكن عليه كتابة‌ بالخط النسخي، كما أنه نسب إلى عصر المماليك مجموعة تمتاز برسومها الهندسية الدقيقة ومجموعة أخرى ذات رسوم لبعض الشارات المألوفة على سائر الآثار المملوكية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة