الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 - 08:22 م

«كانت دراعي ورجلي.. رجعهوالي ولو بتتكلم بلسانها بس»، حروف قليلة لكنها تحمل صرخات يكاد يسمعها أهل السماء من والدي الطفلة جنى ضحية الصعق الكهربائي في مياه الأمطار بمصر الجديدة.

خلال موجة الأمطار الأخيرة، فوجئ مجموعة من الباعة في أحد شوارع مصر الجديدة بسقوط فتاة فجأة بعد سقوط أحد الكابلات في مياه الأمطار لتلقى حتفها في الحال، رحلت جنى لكن بقيت آلام الرحيل مسيطرة على والديها.

اسمها بالكامل (جنى رمضان حسين)، والذي يبلغ عمرها (8 سنوات)، وفي الصف الثاني الابتدائي بمدرسة العروبة ابنة غفير العقار رقم  12 بشارع بلبيس عزبة المسلمين، في مصر الجديدة، والتي كانت من المتفوقات في مدرستها، وذلك بشهادة المدرسين وزميلاتها، بل ودرجاتها في حل الامتحانات.

والدة جنى بدأت كلماتها لـ«بوابة أخبار اليوم» بصوت مخنوق متحشرج، قائلة: «كانت دراعي ورجلي.. رجعهوالي ولو بتتكلم بلسانها بس، بنتي كان نفسها تطلع دكتورة».

اقرأ أيضًا| ​صعق ابنته بالكهرباء وحاول ذبح الأخرى

وأضافت الأم: «جنى ضحية الصعق الكهربائي في مصر الجديدة.. بداية المأساة عندما حضر عامل الكهرباء ليصلح كابل عامود إنارة في أحد شوارع حي مصر الجديدة، وكان في يوم ممطر وطقس أكثر بروده، ويشتهر حي مصر الجديدة بأنه من أرقى أحياء القاهرة في مصر».

وتابعت: «ولكن للأسف الشديد لم يراع ضميره، حتى بعد أن طلب منه أحد السكان في المنطقة أن هذا الكابل خطر ومن الممكن أن يسقط على الأرض، وفي ظل الأمطار تكمن الكارثة، حيث تلامس الكهرباء والماء وصعق المارة من الرجال والنساء والأطفال، إلا أن جواب عامل الكهرباء جاء مستفزًا؛ حيث قال: (لما الكابل يقع على حد أبقى أجي أغيره)».

لكن القدر لم يهمل الكارثة ولو قليلًا، حيث  طلبت جنى من والدتها أن تخرج لتشتري (عيش فينو) لها ولإخوتها الصغار، وبالفعل وافقت والدتها وأعطتها المال لشراء ما طلبته.

وأكدت والدة جنى أن قلبها كان يشعر بالخوف لكن لم تفسر الأمر، إلا عندما أحضر لها الجيران جثة ابنتها.

أما والدها فيشير إلى أنه قد تقدم بمحضر رسمي، ليثبت حق ابنته، مناشدًا المسئولين أن ينتهي مسلسل إهمال العمال قبل أن يضيع الكثير من الأطفال بل والشباب وجميع الأهالي.

واختتم الرجل حديثه بالتأكيد على أن خطوط كهرباء مصر الجديدة معلقة على أعمدة، وهذا شيئ خطير على حياة الناس، ويتمنى ألا يحدث أي مكروه لأحد جراء الصعق الكهربائي.