إحدى البرديات التي توثق تقدم الفراعنة في الطب
إحدى البرديات التي توثق تقدم الفراعنة في الطب


«الفراعنة» يعتقدون الإصابة بالأمراض علامة على «غضب الآلهة»

شيرين الكردي

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020 - 10:30 م

يؤمن قدماء المصريين أن الإصابة بالأمراض والأوبئة علامة على غضب الآلهة، التي تسببت في دعوة الأرواح الشريرة لنشر الأمراض، وهو ما يتضح من خلال الدراسات والتجارب على المومياوات والبقايا الآدمية التي تكسبنا المعلومات عن الأمراض التى عانى منها أصحاب المومياوات والغذاء الذى كانوا يأكلونه وأسباب الوفاة وغيرها.

واعتقد الفراعنة أيضا أن رضاء الآلهة له دورا كبيرا في الشفاء من الأمراض، وهذا ما قاموا به مع بعض الألهة مثل سخمت، وصدقوا غضب إله الشمس رع، وذلك أرسل سخمت للانتقام منهم، كما صوّر الفن المصرى القديم بعض المناظر التى تعبر عن شفاء المرضى، وكانت نادرة، غير أن أهم المعلومات عن الأمراض جاءت إلينا من البرديات المكتوبة بالخط الهيروغليفى أو الخط الهيراطيقى.

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء عن جميع الأمراض والأوبئة فى مصر الفرعونية وفقا لكتاب أسرار الآثار«توت عنخ آمون والأهرامات والمومياوات» للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية:

«أمراض العيون»

يقول الدكتور «عبد البصير»، إن بعض الأمراض مثل أمراض العيون التى كانت منتشرة، واحتلت مكانة بازرة فى البرديات الطبية؛ وكان ذلك طبيعيًا فى جو مصر المعروف بوجود الرمال والأتربة القادمة لها من الصحراء، غير أنه لم يتم تصوير ذلك فى الفن.

وأضاف أن هناك مناظر فى مقابر الفراعنة ربما كانت حيلة فنية لتصوير العازفين وهم يغنون مغمضى العينين وليس لأنهم فاقدو البصر فى الواقع.

«لدغات العقارب والثعابين»

هناك أيضًا الأمراض الناجمة عن لدغات العقارب والثعابين التى كانت منتشرة احتلت مكانة بازرة فى البرديات الطبية، وكانت تحدث نتيجة وجود مصر فى نطاق الصحراء الكبرى، وهناك ما نطلق عليه فى علم المصريات باسم «لوحات حورس السحرية» والتى انتشرت فى الألفية الأولى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وكان الهدف من تلك اللوحات تقديم الحماية لأصحابها ضد تهديدات وشرور العقارب والثعابين.

«حصوات الكلى»

كانت هناك أمراض تخص الأعضاء الداخلية للإنسان، ورغم صعوبة اكتشافها حتى فى المومياوات جيدة الحفظ، فإن هناك بعض الأمراض تم اكتشافها داخل أعضاء الإنسان مثل حصوات الكلى التى عثر على بعض منها من خلال فحص بقايا المومياوات.

«مرض السل»

كان السل معروفًا وتم العثور على عدة حالات أُصيبت بسل العمود الفقرى فى البقايا الآدمية، وقد تم تصوير بعض الأفراد محدوبى الظهر، غير أن هذا الأمر ربما كان يرجع إلى مرض آخر غير سل العمود الفقرى، أو لسوء فى التصوير الفنى.

«حالات شلل الأطفال فى مصر القديمة»

وعُرفت كذلك بعض حالات شلل الأطفال فى مصر القديمة؛ إذ صورت لوحة من عصر العمارنة لرجل يدعى «رع مع» بساق هزيلة ويستند إلى عصا، وهذا هو الدليل الأساسى على شلل الأطفال، وربما تعود التشوهات فى مومياء الملك سبتاح من الأسرة 19 إلى نفس المرض، ووجدت أيضًا الأمراض الطفيلية مثل البلهارسيا والدودة الغينية والدودة المستديرة والدودة الشريطية.

وهناك بعض الأمراض التى لم تترك أى أثر حتى فى الأجسام المحفوظة جيدًا، وبعضها لم نجد له اسمًا فى المفردات المصرية القديمة؛ مما سبّب لنا فجوة فى معرفتنا بهذه الأمراض.

« الطاعون»

ولم يكن الجذام معروفًا وتم تسجيل أول حالاته فى دفنة مسيحية فى النوبة فى القرن السادس الميلادى، وقد يكون الطاعون هو المرض المسمى فى البرديات المصرية الشافية «تا نت عامو» أى «المرض الأسيوي»، غير أن هذا الأمر غير مؤكد، ولا نعرف لماذا تمت نسبة المرض إلى أسيا.

وتذكر بعض المصادر المكتوبة «رنبت إيادت» أى «عام الوباء» المرتبط بالربة سخمت، الإلهة التى كانت تجسد الغضب الإلهى، وتشير برديات من العصر الرومانى إلى الإجراءات التى اتخذها كاهن المعبد، كاهن سخمت، لفحص اللحوم والمواشى، والحماية من العدوى، إن تاريخ الأمراض والأوبئة فى مصر الفرعونية مثير للغاية مثله مثل كل شأن من شوؤن الحضارة المصرية العظيمة.

 

اقرا ايضا : حكايات| «اللبخة» للخُلد و«الجميزة» للتوابيت.. أشجار المصريين «من الجنة»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة