حريات رفعت رشاد
حريات رفعت رشاد


قول للزمان ارجع يا زمان

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 - 04:10 م

مهما قلت للزمان، لن يرجع الزمان..الماضي سيبقى ماضيا ولنا الحاضر نعيشه كما نريد . كلنا مررنا بتجربة اجترار الذكريات والحنين إلى الماضي على المستوى الشخصي أو على المستوى العام . كم تنهدنا وقلنا : " إييييييه .. كانت أيام " .. كلنا شعرنا بشعور جميل عندما تذكرنا الماضي، خاصة الماضي العام وليس الشخصي، فربما يكون لدى بعضنا ذكريات شخصية سيئة أو مؤلمة لو تذكرها تنغص عليه حياته . 
نمر بمبنى قديم عريق مزخرف كان مقرا لجهة رسمية كقصر أو مبنى وزارة ما فنترحم على أيام زمان ونردد في داخلنا " شوف كانوا عظماء إزاي .. بنوا التحفة الجميلة دي .. مش مباني اليومين دول .. لا فيها جمال ولا راحة " .

 

نسير في شارع بوسط القاهرة أو الإسكندرية أو عاصمة محافظة فنجد تنظيما متقنا للشوارع والمباني فننظر إلى أعلي لكي نرى قباب المباني والطرز المعمارية ونترحم على الماضي . نشاهد فيلما أو مسرحية _ أبيض وأسود _ ونغرق في الاستمتاع بكوميديا نجيب الريحاني أو إسماعيل ياسين وماري منيب أو بوسامة رشدي أباظة وأنور وجدي أو بشقاوة فيروز ووداعة فاتن حمامة ودلع سعدا حسني فنترحم على زمن الفن الجميل والماضي الرائع الذي عاشه السابقون وربما نكون لحقنا بعضه خاصة أن التلفزيون والسينما ساعدونا على مشاركة السابقين في تاريخهم واستمتاعهم، نقارن بين الماضي والحاضر فيفوز الماضي وينتصر على الحاضر وتخرج منا آهات تعبر عن ترحمنا على الماضي الجميل.


نسير في الشوارع حاليا فنجد الفوضى مسيطرة والتاكتك والميكروباصات تعربد بدون ضابط أو رابط والكل يتجاوز إشارة المرور والجميع يسير عكس خط سير الطريق ومجند شرطة المرور لا حول له ولا قوة وأمناء الشرطة جالسون في " الضليلة " يتسامرون ويحرصون على راحة الضباط الموجدوين أيضا في ضليلة أفضل . نترحم ونردد : فين أيام زمان .. كان الكونستابل يجوب الشوارع فارضا النظام واحترام قواعد المرور بقوة القانون وهيبته الشخصية ولم يكن هناك توك توك أو ميكروباص بل كانت هناك خيول تجر عربات السوارس وكانت تحترم قواعد المرور . 


الحنين إلى الماضي مسألة نفسية تجعلنا نعيش في زمن أفضل في خيالنا، زمن لا نتحمل بشأنه أي مسئوليات لأنه ولى ومضى بالفعل، وكل منا يشكل ذكرياته حسبما يتراءى له . الحنين إلى الماضي يشعرنا باستمرار ارتباطنا اجتماعيا بمن سبقونا فيترسخ في أذهاننا أننا مازلنا جزء من المجتمع الجميل وأن أسرتنا المجتمعية متواصلة ولم ينقطع حبلها . 


لكن لن يعود الزمان حتى لو توسلنا له وقلنا ارجع يا زمان . 
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة