محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

وللفيروسات ضحايا أخرى!!

محمد بركات

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 - 07:32 م

هل تذكرون «أنفلونزا الطيور» التى هاجمت العالم منذ مايزيد عن عقد من الزمان، وتحولت إلى جائحة خلال وقت قصير اجتاحت أقطارا ودولا عديدة، وتسببت فى سقوط العديد من الضحايا من البشر،...، ولكنها أخذت فى طريقها أيضا الملايين من الطيور، التى كانت تستأصلها بالمرض  وأيضا بيد الإنسان، الذى ركبه الخوف واستولى عليه الرعب، فكان يبادر فور اكتشاف وجود حالة اصابة فى أحدى مزارع الطيور بالفيروس، الى ابادة المزرعة بالكامل وتطهير ماحولها،...، حتى لا تتحول إلى بؤرة إشعاع ونقل للمرض  الى مزارع أخرى والى البشر، بعد أن ثبت إمكانية انتقال الفيروس المسبب لهذه الجائحة «H1N1 » «اتش ون ـ ان ون» من الطيور الى الإنسان.
وفى ظل هذه التخوفات كان الحل من وجهة نظر البشر هو إبادة المزارع والقضاء على الطيور الحاملة للفيروس، وهكذا سقطت ملايين بل بلايين الطيور قتيلة وراحت ضحية فيروس الأنفلونزا.
ولكن لم تكن الطيور وحدها هى الضحية، فقد تحور الفيروس الخبيث لانفلونزا الطيور، واستطاع إصابة الحيوانات أيضا وخاصة الخنازير.. وثبت علميا إمكانية انتقال الفيروس المحور من الخنازير إلى الإنسان وأصبحت هناك انفلونزا الخنازير أيضا،...، واضطر الإنسان الذى هو نحن لشن حرب شعواء  على الخنازير وقام بإبادة وإعدام الكثير منها إنقاذا لنفسه من خطر الإصابة بانفلونزا الخنازير.
وفى هذا السياق أصبحت الطيور والخنازير من الضحايا فى صراع أو مقاومة أو حرب الإنسان مع الأنفلونزا،..، والآن يحدث نفس الشىء مرة أخرى مع فيروس الكورونا المستجد، ولكن مع فصيل أو نوع آخر من الحيوانات وهو حيوان «المنك» ولمن لا يعرفون هذا الحيوان فهو من فصيلة حيوانية تشبه النمور والفهود، ويمتاز بفروته الكثيفة والمتميزة، بل هو صاحب أشهر وأغلى فراء، يستخدم فى صناعة معاطف وجواكت السيدات باهظة الثمن ورائعة الجمال أيضا.
هذا الحيوان اختاره فيروس «كورونا المستجد»  للانتقال إليه وإصابته والانتشار بينه، وقد تم اكتشاف ذلك فى المزارع التى تتم تربية حيوان «المنك» فيها فى الشمال الأوروبى، وخاصة فى «الدنمارك»، وهو ما اضطرهم للقيام بإعدام الملايين من حيوان «المنك» وإبادة المزارع التى تربيه، خوفا من إمكانية تحور جديد للفيروس داخل الحيوان، تكون من نتيجته عدم فاعلية أى لقاح من اللقاحات التى يتم العمل عليها الآن.. وهذه مصيبة وكارثة هائلة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة