شكرى رشدى
شكرى رشدى


أصل الحكاية

هل التفكير فى الموت يجعلنا سعداء؟

شكري رشدي

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 - 07:59 م

 

عادة ما يتجنب الناس الحديث عن الموت ويحاولون تناسيه، حيث يسبب الموضوع كآبة وقلقا كونه يذكرنا بفنائنا.
ولكن، إن الحديث عن الموت قد تكون له فوائد إيجابية، على عكس ما هو شائع، وقد يساعدنا التفكير فيه، فى الواقع، على عيش حياة أكثر سعادة.
ويقول ستيف تيلور، كبير المحاضرين فى علم النفس بجامعة ليدز بيكيت فى حديثه لموقع The Conversation، إن الأشخاص الذين واجهوا الموت، بالتعرض إلى حادث أو الإصابة بأمراض خطيرة، لا يميلون إلى اعتبار الحياة أو أحبائهم أمرا مفروغا منه بمجرد تعافيهم. ويبدأون فى العيش بإخلاص فى الحاضر وهذا يعنى أنهم يصبحون بعد شفائهم أكثر ميلا لتقدير الحياة بكل تفاصيلها مهما كانت صغيرة.
ويصبح لديهم أيضا منظور أوسع للحياة، لذا لم تعد المخاوف التى مروا بها من قبل تبدو مهمة. وتصبح علاقاتهم أكثر حميمية وأصالة.. وفى كثير من الحالات، لا تختفى هذه التأثيرات التى يكتسبها الأشخاص الذين يواجهون الموت، على الرغم من أنها قد تصبح أقل حدة قليلا بمرور الوقت، إلا أنها تظل ثابتة باعتبارها سمات دائمة».
وهذه الآثار ليست حكرا على الناجين فقط، بل يبدو أيضا أنها تحدث لأولئك الذين مروا بنوبة ذهنية مظلمة للغاية.
وينصح البروفيسور تايلور الناس بالتفكير فى حقيقة أن هذا سيكون مصيرهم يوما ما أيضا، حتى يفهموا كم هى ثمينة الحياة ومدى عدم جدوى ربطها بالعالم المادى. موضحا أنه كلما ناقشنا الموت، استفدنا أيضا من هذه العقلية، وأصبحنا أقل خوفا وأقل تعلقا وأكثر إشباعا.
إن الموت مخيف لأننا لا نستطيع التفكير فى نهاية حياتنا، وبمجرد أن نبدأ فى تطبيعه، يصبح الأمر أقل رعبا وسنكون قادرين على تقييم ما نريده من الحياة بجدية. والخوف من الموت يمكن أن يمنعنا من العيش حقا، ومع ذلك، فهو حتمية لا مفر منها، ويتواجد فى كل مكان، وطوال الوقت، وبمجرد أن نتقبل هذا المصير، يمكننا المضى قدما.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة