نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

أزمة كورونا «كلاكيت» تانى مرة!

نوال مصطفى

الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 - 08:15 م

 

من الواضح أن الموجة الثانية من فيروس كورونا آتية، لا ريب فى ذلك. هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعه الأخير برئيس الوزراء ووزراء الصحة والتضامن الاجتماعى والشباب، وقد أكد على ضرورة اتخاذ أعلى مستوى من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الموجة الثانية، كذلك ركز الرئيس على أن مصر لا تحتمل الإغلاق الكامل كما فعلت وتفعل العديد من الدول، لأن قطع الأرزاق أمر لا نرضاه ولا نسمح به.
الحقيقة أن أكثر المتضررين من الإغلاق وتقليص حركة التجارة من بيع وشراء هم العمالة المؤقتة التى تتضارب الأرقام فى مصر فيما يتعلق بأعدادها، فبينما أعلنت وزارة القوى العاملة فى بداية الجائحة أن عددهم يقدر بـ 10 ملايين فرد، صرح مجلس النواب بأن العدد 15 مليونا، أما إحصائيات اتحاد عمال نقابات مصر فتشير إلى أن عدد العمالة غير المنتظمة يبلغ 12 مليون شخص.
دراسة حديثة، أجرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا (إسكوا)، أشارت إلى أن حوالى ١٫٧ مليون شخص على الأقل سيفقدون وظائفهم فى المنطقة العربية بسبب فيروس كورونا. للتخفيف من وطأة الأزمة قررت الحكومة المصرية اتخاذ عدة خطوات لدعم العمالة عير المنتظمة، أبرزها قرار بصرف منحة قدرها 500 جنيه لكل أسرة متضررة.. لكن تطبيق ذلك واجه مشكلة عدم توفر قاعدة بيانات لهؤلاء العمال، سجل فى المنحة حوالى نصف مليون شخص. لكن تظل المشكلة مستمرة خاصة مع تشابك وتعقد أحوال هذه الفئة المعيشية والصحية.
سألت هدى البكر، مدير الشبكة العربية للمنظمات الأهلية عن رأيها فى جهود المجتمع المدنى المبذولة من أجل التخفيف من وطأة أزمة فيروس «كورونا» فى المجتمعات العربية فأجابت أن ظاهرة العمالة المؤقتة هى ظاهرة مؤرقة ومثيرة للانتباه يجب نتوقف عندها يكفى أن نعرف أن 63% من المشتغلين فى مصر هم عاملون غير رسميين، بمعنى أنهم يعملون فى الاقتصاد غير الرسمى أو فى الاقتصاد الرسمى بدون عقود عمل وبدون أوضاع قانونية سليمة، وفقا لتقديرات البنك الدولى ومنظمة العمل الدولية فى عام 2018.
فئة النساء فى العمالة غير الرسمية هى فئة تعانى من تمييز من ناحيتين: أولا تمييز على أساس النوع الاجتماعى وعلى أساس أنها سيدة فتعانى من أنها لا تحصل على أجر معادل للأجر الذى يحصل عليه الرجل - التعرض لمضايقات ومشكلات فى بيئة العمل وعدم قدرتها على رعاية أبنائها نظرا لانشغالها بالعمل، وثانيا: هناك مشكلات مرتبطة بظاهرة العمالة غير الرسمية.
وتعتبر البكر أن أزمة وباء فيروس «كورونا» وضعت خطا عريضا تحت أوضاع العمالة غير الرسمية، وتقول إن المنظمة وجدت أن فئة العمالة غير الرسمية هى أكثر فئة تعرضت للضرر بسبب الإجراءات الاحترازية خلال أزمة (كوفيد-19) بعد حزمة الإجراءات الحكومية وهى إجراءات ضرورية لمنع تفشى وانتشار الوباء، ولذلك أولى الفئات المتضررة هى العمالة غير الرسمية فهم غير قادرين على الحصول على عمل وأجر لتغطية نفقاتهم اليومية، والمرأة المعيلة كانت الأكثر تضررا.
وشددت البكر أن المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية تدخلوا بشكل سريع بجانب الدولة لتقديم الإغاثة والإعانات العاجلة لتوفير الحد الأدنى من الحياة المقبولة أو الاحتياجات الأساسية فى هذه المرحلة الصعبة. العمالة غير الرسمية ستظل موجودة فمن الصعب أن تنتهى هذه الظاهرة، لذلك نعمل على تحسين أوضاع هذه العمالة وتعزيز حقوقهم.
فى النهاية أقول: لقمة العيش أقوى من كل شيء.. حتى الخوف من الوباء الذى قد يؤدى إلى الموت!.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة