الأربعاء، 02 ديسمبر 2020 - 10:12 م

واحدة من القاذفات الأكثر شهرة في أمريكا، وهي B-52 Stratofortress التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة بعد جذورها في الحرب الباردة، ومن المقرر أن تستمر في الخدمة حتى منتصف القرن الحادي والعشرين.

وفي تقرير نشره موقع nationalinterest، تعود جذور القاذفة الاستراتيجية من طراز B-52 إلى البحث عن قاذفة استراتيجية ثقيلة بعد الحرب، فقدمت بوينج، إلى جانب العديد من الشركات المنافسة، عروضاً تنافسية، فجاء ترشيح بوينج الأبرز والأفضل بعد أن قدمت طائرة ضخمة ذات جناح مستقيم تسمى 462، وقد فازت بالمنافسة والمناقصة وكان ذلك عام 1946. 

وتوقفت عملية الإنتاج وسط سلسلة مطولة من المفاوضات بين بوينج والقوات الجوية، حيث أعربت الأخيرة عن مخاوفها بشأن وزن المفجر المقترح، والسرعة والتصميم الضخم، وفي السنوات التي تلت ذلك، ابتكرت شركة بوينج نماذج مفاهيم إضافية كانت أخف وأسرع، ليتم بعد ذلك  التخلي عن التصميم الأولي في النهاية لصالح الأجنحة المطاطية، وبعد ست سنوات فقط، في عام 1952، بدأت النماذج الأولية في دخول مرحلة ما قبل الإنتاج، وبحلول ذلك الوقت، كانت القاذفة الاستراتيجية طائرة مختلفة تمامًا عن مفهوم التصميم المبكر الذي قدمته شركة بوينج Boeing في عام 1946.

اقرأ أيضاً| السبب الحقيقي وراء عدم إمكانية إيقاف المقاتلة F-22 | فيديو

وتدعم B-52 حمولة تصل إلى 31500 كجم، وتتميز بمدى تشغيلي يزيد قليلاً عن أربعة عشر ألفًا كيلومترات بدون التزود بالوقود الجوي، وإن كانت B-52 ليست قادرة على المناورة، أو سريعة بشكل خاص بسرعة قصوى تزيد قليلاً عن ألف كيلومتر في الساعة؛ إلا أن هدفها الأساسي كان هو القيام بمهام ردع جوية ضد الاتحاد السوفيتي طوال الحرب الباردة.

وتمشيا مع سبب وجودها، فإن B-52 مسلحة بشكل مذهل، فهي قادرة على حمل الرؤوس النووي، فهي تحمل نحو اثني عشر صاروخًا نوويا متقدما من طراز AGM-129 ، وعشرين صاروخ كروز AGM-86A؟ كان AGM-86A قادرًا نظريًا على التغلب على الدفاعات الصاروخية السوفيتية بضربات التشبع التي أُطلقت خارج المجال الجوي السوفيتي.

كما تدعم القاذفة B-52 قائمة شاملة من الأسلحة لمجموعة واسعة من المهام التقليدية، من بينها صواريخ AGM-84 Harpoon ، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، وصواريخ AGM-142 Raptor و AGM-86C الجوية التقليدية، بالإضافة على قدرتها على إطلاق صواريخ كروز من طراز (CALCM).

اقرأ أيضاً|  «TERMINATOR».. أقوى مركبة قتال للمشاة في العالم |فيديو

وسرعان ما أصبحت القاذفة B-52 عنصرًا أساسيًا في سلاح الجو الأمريكي خاصة إبان حرب فيتنام، حيث قامت القاذفات الإستراتيجية بمئات الطلعات القتالية، وأسقطت أكثر من خمسة عشر طناً من القنابل على أهداف فيتنامية شمالية أثناء عملية Linebacker II، في الآونة الأخيرة، كما تميزت قاذفة B-52 بنفسها خلال عملية عاصفة الصحراء، بعد أن ضربت تجمعات واسعة للقوات والمنشآت الثابتة والمخابئ، وأهلكت الروح المعنوية للحرس الجمهوري العراقي، كما جاء في بيان لسلاح الجو الأمريكي، لتثبت أنها قاذفة كل العصور حقًا.