الفاجومي أحمد فؤاد نجم
الفاجومي أحمد فؤاد نجم


«شرفت يا نيكسون بابا».. قصيدة «الفاجومي» التي تحولت إلى قضية

نادية البنا

الخميس، 03 ديسمبر 2020 - 03:02 م

«شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووترجت، عملولك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت، فرشولك أوسع سكة من راس التين على مكة، وهناك تنفد على عكا ويقولوا عليك حجيت، وأهو مولد ساير داير شي لله يا صحاب البيت».. أشهر قصائد الفاجومي أحمد فؤاد نجم، التي سجُن بسببها هو وصديق كفاحه الشيخ إمام.

كانت البداية عندما أعلنت وسائل الإعلام عن أول زيارة لرئيس أمريكي إلى جمهورية مصر العربية، فاستفزت الحفاوة الإعلامية والسياسية لتلك الزيارة الفاجومي أحمد فؤاد نجم، فكتب قصيدتين أثارتا غضب القيادة السياسية في ذلك الوقت، وهما «حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة»، و«شرفت يا نيكسون بابا».

وكانت القصيدة الأولى «حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة»، تفضح زيف الأرقام التي أذيعت حول عدد المصريين اللذين استقبلوا الرئيس الأمريكي من المصريين، ونشرت الصحف العربية في ذلك الوقت القصيدة الثانية «شرفت يا نيكسون بابا»، التي لحنها وغناها الشيخ إمام عيسى على عوده.

وغضبت السلطات المصرية في ذلك الوقت، وطلبت من أجهزة الأمن البحث عن صيغة قانونية لمعاقبة «أحمد فؤاد نجم»، وكن السبب في حبسه والتحقيق معه على الورق ليس القصيدة وإنما حضوره حفلة في بيت سيف الغزالي ينتقد فيها الحكم.

 القبض على أحمد فؤاد نجم في قضية «شرفت يا نيكسون بابا»

فى الثانية عشرة والنصف من صباح «3 سبتمبر»، تم القبض على «أحمد فؤاد نجم» و«الشيخ إمام» و«محمد على» فى نفس الليلة إلى سجن القلعة، ثم لحق بهم عشرة تمكنت الحملة من ضبطهم فى الليلة ذاتها، واحتجز السبعة عشر المقبوض عليهم من منزل «الشيخ إمام» في مقر مباحث أمن الدولة لتبدأ التحقيقات.

وحققت نيابة أمن الدولة العليا مع الشاعر أحمد فؤاد نجم من الساعة الحادية عشرة صباحا يوم 5 سبتمبر 1974، بعد القبض عليه والفنان الشيخ إمام صباح 3 سبتمبر 1974 وآخرين فى القضية التى اشتهرت إعلاميا وسياسيا باسم «شرفت يا نيكسون بابا».. نسبة إلى القصيدة التى ألفها نجم بنفس العنوان.

تحقيقات قصية «شرفت يا نيكسون بابا»

بدأت التحقيقات مع «أحمد فؤاد نجم» فور القبض عليه وإيداعه سجن القلعة، واستمرت أربعين دقيقة، ثم بدأت مع الشيخ إمام يوم 4 سبتمبر، وفقا للكاتب الصحفى صلاح عيسى فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام»، مؤكدا: «صباح يوم 5 سبتمبر، دارت المناقشات معه حول القصائد  موضوع الاتهام».. هى «شرفت يا نيكسون بابا» و«كلمة بمناسبة زيارة ابن الهرمة».

سأل المحقق: ما هو موقفك من نظام الحكم القائم ومن سياسة الدولة الخارجية والداخلية؟

أجاب الفاجومي أحمد فؤاد نجم: «أنا مع الاشتراكية والميثاق وبيان 30 مارس، والاتجاه إلى تعميق الحريات وإرساء سيادة القانون، لأن هذا من صالح طبقتي، هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية التطبيقية فأنا شايف إن ده مبيحصلش، فأنا لا أوافق على السماح لبعض الأقلام الرجعية المشبوهة، المدانة بالتجسس مثل «على ومصطفى أمين» و«صالح جودت» شاعر الملك فاروق بالتهجم على أعز المنجزات التى حققتها ثورة يوليو وهى القطاع العام والتأميم والسد العالي وتحالف قوى الشعب، ونسبة الـ50 % من العمال والفلاحين فى مجلس الشعب.

واصل «أحمد فؤاد نجم» إجابته على سؤال المحقق قائلا: «زائد ما سبق يحدث فى كل أجهزة الدولة، فساد وانحراف ورشوة وسرقات وتخريب، وأخص بالذكر وزارة الثقافة، لأن على رأس وزارة الثقافة مجموعة من الناس، وعلى رأسهم وزير الثقافة «يوسف السباعى» نفسه، معادين للثقافة والتقدم وللفكر الإنسانى.. فأين بيرم التونسى؟ وماذا قدمت وزارة الثقافة لنشر تراثه الخالد؟ وماذا قدمت لنشر تراث فنان الشعب المصري العظيم سيد درويش؟». 

سؤل أحمد فؤاد نجم حول القصد من بعض التعبيرات الشعرية في قصائده منها قوله في «شرفت يا نيكسون بابا» عبارة: «سلاطين الفول والزيت» و«فرشوا لك سكة أوسع من راس التين على مكة»؟

وأجاب الفاجومي أحمد فؤاد نجم: «المقصود بـ«سلاطين الفول والزيت» هو شتمة مهذبة للشتمة الشعبية «ابن سلاطين الكلب»، وأقصد بـ«اللى فرشوا له السكة» عملاء أمريكا الذين بالغوا فى الحفاوة بـ«نيكسون».

سأل المحقق عما إذا كانت قصائده تبث الكراهية والسخط في نفوس وأفكار الجمهور تجاه المسؤولين عن الحكم؟ 

أجاب «نجم»: «غير صحيح، وأنا أرى هذا الكلام الذى ينشره على ومصطفى أمين، وأمثالهما هو الذى يبث الكراهية فى نفوس الناس، ضد ثورة يوليو ومنجزاتها».

وظل أحمد فؤاد نجم سفيرًا للفقراء مدافعًا عن حقوقهم حتى وفاته في مثل هذا اليوم، حيث توفي عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد تم تشييع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة