أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

تعالوا زورونا

أحمد عباس

الخميس، 03 ديسمبر 2020 - 06:45 م

سيبك من المسائل الواسعة والجدليات الطويلة، ومواضيع الرزق والجاه والمنصب، ركز معايا ٣ دقائق..
فى ٢ يوليو من العام الجارى الذى أوشك أن يودعنا، وبينما كان الجميع يختبئ تحت ظله من «كورونا» الذى هو والله أطيب كثيرا وأكثر رحمه من بشر «متلمعين جدا» عرفناهم، كتبت هنا تحت عنوان «أنا عايز أسانسير»، فى الليلة السابقة لنشر هذا المقال كنت فقط عابرا من أمام منطقة موقف «سوبر چيت» المنزوى فى منطقة ألماظة، ورأيت بشرا من المرضى يخرجون تباعا أو يدخلون أرتالا أو يحاولون الوصول إلى بوابة طوارئ مستشفى مصر للطيران، كبار سن وأطفال، كانت المنطقة قد انتهت لتوها من تطوير شامل، ضم مناطق مصر الجديدة، واتسعت الشوارع جدا جدا، جدا، وأصبح على عابر الطريق أن يكون مثل شخصية «ماريو» الذى كُنا نلعب به على أجهزة «الأتاري» القديمة، فإما أن تقفز بين السيارات بسرعة هائلة، وانت وحظك، أو أن تأخذ أنفاسا عميقة متتالية وتصعد سُلما قوامه ثلاثة طوابق متتالية لتعبر الطريق.
يومها بخفة دم -مصطنعة- كتبت هنا أقترح على شركات الاتصالات والبنوك وشركات التأمين، وكل من يملك ميزانيات تخص العمل المجتمعي، أناشدهم ماذا لو أننا أنشأنا أسانسير يخدم المرضى بهذا الشارع. ثم توالت الاتصالات من القريب قبل البعيد تنهرنى جدا على طرح شأن كهذا، ومضمون المكالمات كان واحدا هو أننى «بدبسهم» -أى الجهات التى عرضت عليها الفكرة- فى إنشاء هذا الأسانسير المزعوم.
المهم أننى أقسمت لهم بكل الأيمان وكدت أحلف باللات والعُزى أننى لم أقصد «تدبيسهم» كما يعتقدون، لكن والله هذا سقف معارفى، وهذه حدود قدراتي، وأنا لا أدعى الأهمية أبدا أو أتفاخر بمعرفة ناس مهمين، ولا أنا أترصد بهم على الإطلاق. نُشر المقال، وصرت بعدها فى «ملقف» لكل من هَب ودَب «يتمألس» عليا، ويسألنى فى الراحة والجاية: «ها حد عبرك»!، أو مثلا ينحنى عليك بابتسامة صفراء تخرج من بين أسنان صفراء أيضًا، كأنه يطلق ريح مقزز فى وجهك ويسألك: «ماقولتلناش يا ريس.. عايز الأسانسير كام دور»، وأكثرهم تعاطفا سألنى بود شديد: «انت فكرك الحكومة فاضية لتحقيق أحلامك»!
واستمرت «المألسة» على شخصى وطلبى أسابيع، حتى هدأت الأمور وعادت المياه إلى مجاريها، وتمكنت بالكاد من استعادة هيبتى التى هتكها مقال «الأسانسير»، والحمد لله على نعمة بنيتى الضعيفة والا كنت لسعت كل من سخر منى جوزين اقلام كومته.
أما عن مناسبة سرد هذه الذكريات المؤلمة، فلا شىء أكثر من أن سُلما كهربائيا يجرى تركيبه وتثبيته الآن بذات المنطقة، ليخدم المرضى والعابرين هناك، أدعو كل الساخرين إلى زيارته والعودة إلى مرة أخرى، وربنا يقدرنى على رد الجميل، وأنا لا أعرف ماهية الشركة أو الهيئة أو الجهة التى سعت لتنفيذ المشروع، لكنى وبصدق أشكرها جدا.
الخلاصة يا صديقى أن كل الأشياء تتحقق كلها، فقط آمن بها واسعَ، ولا تستوحش طريقا رأيتها أنت طريق حق، وابتعد قدر ما استطعت عن «فوتوسيشن» فتاة الهرم، وڤيديو إهانة الحريف شيكابالا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة