ديجافو
ديجافو


«ديجافو».. عرض مسرحي يكشف تورط الجميع في الخطايا

نادية البنا

الجمعة، 04 ديسمبر 2020 - 09:40 م

 

افتتح قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، خلال نوفمبر الماضي، العرض المسرحي «ديجافو» من إنتاج مركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان محمد دسوقي، على مسرح مركز الهناجر للفنون، بدار الأوبرا المصرية .

اقرأ أيضا| «ذوي الهمم ٢» ورشة ومعرض فني بمكتبة الحضارة الإسلامية

العرض للكاتب السويسري أوليفيه شاشياري، عن النص المسرحي «إثبات العكس»، وترجمة منحة البطراوي، وهو من إعداد وإخراج أحمد فؤاد، والـ"ديغافو"  أو "ديجا فو" (deja vu) بالفرنسية تعني "شوهد من قبل" تحدث لنا بعض المواقف فنعتقد أو نتخيل أنها مرت علينا من قبل، لكننا لا نستطيع الجزم بحدوثها من عدمه، وهي ظاهرة علمية كان أول من تحدث عنها عالم الباراسيكولوجيا الفرنسي إميل بوريك المتوفى عام 1917.
لا يتعرض العمل المسرحي لأية تفسيرات تتعلق بتلك الظاهرة، هذه بالطبع ليست مهمته، لكن ما يحدث لبطل العرض (تامر نبيل) من مواقف، يعتقد أنها مرت به من قبل، لم يكن إلا للإجابة على أسئلة جوهرية تتعلق بنسبية الحقيقة، وغياب اليقين، ولا مثالية العالم، وتورط الجميع في ارتكاب الخطايا حتى لو بقدر ضئيل، العالم ليس بريئاً كما قد نظن.
النص مقروءاً يحتاج إلى كثير من الجهد لفك دلالاته وتقليبه على كافة الوجوه للخروج بمغزى أو معنى، لكنه في العرض المسرحي مال أكثر إلى البساطة غير المخلة، البساطة التي لم تكتف بالوقوف عند السطح، بل غاصت في العمق لتستخرج المخبوء خلف تلك الأحداث الغريبة التي يمر بها بطل العرض. 
والعرض يميل إلى الكوميديا المعتمدة على الموقف لا على اللفظ، ما خفف كثيراً من جهامته وجفافه، وبسط صورته وإن كانت بشكل نسبي أيضاً، متسقاً مع موضوعه الرئيسي الذي يتبنى فكرة نسبية الحقيقة ولا يعترف بالحقائق المطلقة.
تدور أحداث العرض المسرحي كلها في بيت صديق آدم، ونعلم أنها تدور في عصرنا هذا، من خلال الحوار بين الشخصيات، فضلاً عن طبيعة الملابس العصرية (النص مكتوب عام 2005 وترجمته منحة البطراوي).
أحداث متداخلة وروايات متعددة، وزوايا مختلفة للأحداث تضع بطل العمل، والجمهور نفسه، في حيرة شديدة، لكنها على رغم ذلك تكشف ما وراء الأقنعة، تكشف الزيف والكذب والجشع وغيرها من الخطايا التي يرتكبها البشر ويحسبون أنفسهم منزهين عنها. 
يكتفي العرض بالكشف عنها فقط من دون إبداء رأي أو إطلاق حكم، وتبسيط كل ما يعتقد أنه حقائق وتترك للمشاهد طرح الأسئلة والبحث عن إجابات.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة