رؤساء الولايات المتحدة-صورة أرشيفية
رؤساء الولايات المتحدة-صورة أرشيفية


6 رؤساء للولايات المتحدة يوثقون تجاربهم في الحكم بـ«تأليف كتب»

نادية البنا

الجمعة، 04 ديسمبر 2020 - 11:06 م

تولى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، 45 رئيساً، منذ تأسيس هذا المنصب فى عام 1789م، كان أولهم المؤسس جورج واشنطن، وتبنى كل منهم معتقدات وتوجهات سياسية مختلفة.


بعض هؤلاء الرؤساء وثقوا تجاربهم وشرحوا رؤيتهم للعالم، من خلال تأليف كتب تروي تجربتهم، وتلقي الضوء على أبرز الأحداث التي عاشوها.

 

اقرأ أيضا| أمريكا: 210 آلاف إصابة بكورونا و2907 وفيات خلال 24 ساعة



«بوابة أخبار اليوم» تستعرض في هذا التقرير عددًا من كتب رؤساء أمريكا من فترات زمنية مختلفة، من الأحدث إلى الأقدم.


دونالد ترامب


كتب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كتابا بعنوان «فن الصفقات» عام 1987، ومنذ ذلك الحين نشر ترامب ما يزيد عن 10 كتب عن عالم المال والأعمال، وما يحويه من خدع وتحديات.


وتعكس مؤلفات ترامب شخصيته وما يؤمن به إلى حد كبير، فترامب يستمتع بالتباهي في كتبه، وعالمه مليء بالحيل والتناقضات، يمكن للقارئ أن يستشف هذا بسهولة من قراءة ما كتبه ترامب عن بلاده، وعن برنامجه التلفزيوني وتعاملاته العقارية، وأخيرًا صفقاته.


وتكشف كتبه عن أسلوب عمله الذي اتّبعه في أعماله واستمر عليه في رئاسته للبلاد، فقد آمن ترامب بقوة معرفة علم النفس وفن الخداع في إتمام الصفقات، وتجده يشرح في مؤلفاته الكثير عن خدعه التي استخدمها لإتمام صفقاته، مثل إيهام أحد عملائه بإنفاقه لمبالغ ضخمة على الخطط ليزيد اهتمامه بمقترحه.


ألف ترامب كتابه الأول في عمر 41، وأعقبه بكتب أخرى بعناوين مثل: «فكر مثل ملياردير» و«فن العودة»، و«كيف تصبح غنيًا»، إلا أن هذا الكتاب أهمها لأنه يكشف عن السياسات التي اتبعها ترامب في حياته وفي فترة حكمه للولايات المتحدة، وقد أكد فيه أنه يجيد فن الخداع واللعب بأحلام الناس، وأنه بارع في خلق هالة حول مشاريعه وأفكاره ونفسه.


باراك أوباما


قدم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما (2009 – 2017) في كتبه صورة «الحلم الأمريكي»، وجاء كتابه بعنوان «جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي»، ويبدؤه قائلًا: «لن يكون هذا ممكنًا في دولة أخرى».


وقد استلهم أوباما عنوان الكتاب الذي نشره حين كان سيناتورًا من خطبة ألقاها القس الأمريكي جيريميا رايت.


يناقش أوباما في هذا الكتاب رحلة صعوده السياسي والجهد الذي بذله ابنًا لأب كيني أسود وأم أمريكية يؤمن بأحقيته في الوصول إلى أعلى المراتب بجهده واجتهاده.


ورسمَ أوباما في الكتاب السياسات التي سوف يتبعها فيما بعد أثناء فترة حكمه للولايات المتحدة، ودعا في الكتاب لسياسة تدعم التفاهمات المشتركة ولا تنبذ الآخر.


هذا النمط من الحديث عن «الحلم الأمريكي» واضحٌ في كتابات أوباما الأخرى، فعنوان كتابه الأخير الصادر في نوفمبر 2020 هو «الأرض الموعودة»، وهو الجزء الأول من ثنائية يناقش فيها آراءه في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، ويعرض فيها مواقف حدثت له أثناء حكمه للبلاد.


وفي كتابه يؤكّد أن أمريكا لا تزال تلك الأرض الموعودة، التي يمكن لأي شخص بأي اسم أو لون أو دين أن يحصل على فرصته فيها.


جورج بوش


تقلد جورج دبليو بوش الحكم في الولايات المتحدة من (2001 – 2009)، وهي الفترة الأكثر إثارة وربما الأصعب، وفي كتابه، «قرارات مصيرية»، يتحدث بوش الإبن عن القرارات الحاسمة والمصيرية التي كان عليه اتخاذها خلال حياته كلها بدءًا من قراره بالإقلاع عن شرب الكحوليات عام 1986، مرورًا بقرار غزو العراق عام 2003، وحتى القرارات التي اتخذها أثناء الأزمة الاقتصادية عام 2008.


وينقسم كتاب بوش إلى 14 فصلا يتناول أول فصلين منهما حياته قبل الرئاسة، ويشرح بمزيد من التفصيل قناعاته الدينية وتدرجه في المناصب حتى صار حاكما لولاية تكساس.


أما الفصول المتبقية من الكتاب فتتناول فترة رئاسته للولايات المتحدة، ويتحدث فيها عن شعوره إزاء هجمات سبتمبر، وعن قراره بغزو العراق وأفغانستان.


ويناقش قراره بنشر القوات الأمريكية في العراق عام 2007، ويتعرض في الكتاب للشأن الأمريكي الداخلي، ويتحدث عن إصلاح الضمان الاجتماعي، والانتقادات التي طالت الطريقة التي تعاملت بها حكومته مع إعصار كاترينا، والأزمة المالية في عام 2008.


جيمي كارتر


نشر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (1977 – 1981)، كتابه المثير للجدل بعنوان «فلسطين: سلام لا فصل عنصري» عام 2006.


ويتناول فيه المحادثات التي استضافها أثناء فترته الرئاسية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، والرئيس المصري أنور السادات، والتي انتهت بتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.


ويقر كارتر في هذا الكتاب أن استمرار سيطرة إسرائيل وعدم رغبتها بالتنازل عن بناء المستوطنات كان العقبة الأساسية أمام اتفاقية سلام شامل في الشرق الأوسط.


وتحدث عن إحجام أعضاء الكونجرس عن مطالبة إسرائيل باحترام حقوق الإنسان أو الالتزام بالقرارات الدولية، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار سياسي لهم إذ لن يسلموا من النقد والاستهجان من اللوبي الإسرائيلي، وستلاحقهم تهم العنصرية ومعاداة السامية.


عرّض الكتاب كارتر لنقد شديد، لاستعماله لمصطلح «الأبارتايد/ الفصل العنصري» في عنوان الكتاب، ما أغضب اللوبي الإسرائيلي نظرًا للإيحاء السلبي تاريخيًّا للكلمة.


وقد فتح هذا الكتاب النار على كارتر من كل جانب، إذا ضايقت الكلمة التي استخدمها في العنوان القيادات اليهودية في أمريكا وإسرائيل بشدة، كما قد ندد العديد من المسئولين الإسرائيلين واليهود بمحتوى الكتاب ووصفوا كارتر بالكاذب والمتعصب والجاهل والعنصري.


وسارع كارتر بالرد على هذه الاتهامات التي طالته وأوضح أن كلمة الفصل العنصري لا تعني أن إسرائيل عنصرية بالضرورة، ولكنها دولة فيها أقلية من المستوطنين يحاولون مصادرة الأراضي الفلسطينية ويرون أن لهم كامل الحق في ذلك.


وفي 2009 عادَ كارتر باعتذار للإسرائيليين عن نقده لهم وعن استخدامه للمصطلح.


هاري ترومان


على العكس من أوباما وترامب، لم يسع الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة هاري ترومان (1945 – 1953) إلى كرسي الرئاسة.


كان ترومان نائبًا للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وفي الجزء الأول من مذكراته بعنوان «1945: سنة القرارات»، يتحدث عن تلقيه لاتصال هاتفي من البيت الأبيض، أخبرته فيه زوجة روزفلت أن الرئيس فرانكلين توفي، وعليه أن يأتي فورًا ليتسلم المنصب.


وبعد ساعتين فقط من الاتصال وبعض الإجراءات الشكلية، وجد هاري ترومان نفسه فجأةً رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في خضم الحرب مع الحرب العالمية الثانية وقبل شهور من انتهائها.


أيضًا، على العكس من معظم مذكرات الرؤساء التي غالبًا ما تعكس وجهة نظرهم هم فقط، قدم ترومان رؤية صريحة للغاية لكافة الأحداث التي شكلت تاريخ أمريكا وسياساتها في فترة حكمه من أول وفاة روزفلت وحتى الحرب العالمية الثانية وقراره بإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيميا ونجازاكي.


لم يكتف ترومان بتقديم وجهة نظره الشخصية بالأحداث، بل قدم عرضًا صريحًا لها وناقش السياسات الداخلية والخارجية لأمريكا في فترة الحرب صعودًا لقراره بإلقاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي على اليابان.


وتعدّ مذكرات ترومان مصدرًا هامًا للتعرف على تاريخ أمريكا في تلك الفترة، وتأتي في جزئين، الأول بعنوان «1945: عام القرارات»، والثاني بعنوان «سنوات التجربة والأمل»، وفيهما تقييمه وتعليقاته على قادة العالم الذين قابلهم في فترة حكمه ومنهم وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الشهير، وشارل ديجول مؤسس الجمهورية الفرنسية الرابعة، وجوزيف ستالين، زعيم الاتحاد السوفيتي.

 

يوليسيس جرانت


نُشرت مذكرات يوليسيس جرانت، الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة الامريكية (1869-1877)، وحررها الأديب الأمريكي المعروف مارك توين الذي كتب آخر صفحاتها بنفسه أثناء احتضار جرانت بسبب سرطان الحنجرة.


تأتي أهمية هذا الكتاب من تغطيته لفترة الحرب الأهلية في أمريكا (1861-1865)، وكان حينها قائدًا لقوات الولايات المتحدة برئاسة أبراهام لينكلون، ضدّ الولايات الساعية للانفصال عن الاتحاد.


يغطّي جرانت في مذكراته من جزئين تفاصيل الحرب بدقّة ويقدم وجهة نظره بشأن قرارات اتخذت في ساحة المعركة، وكيف أثّرت الحرب في المؤسسات الأمريكية والنظام الاجتماعي آنذاك.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة