نساء جنوب السودان
نساء جنوب السودان


نساء جنوب السودان| بين مطرقة التقاليد وسندان القوانين..المسيرة البطيئة نحو التحرر

ناريمان فوزي

السبت، 05 ديسمبر 2020 - 01:51 ص

وضعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، عدة بنود تعطي من خلالها للمرأة الإفريقية الحق في العيش بصورة أدمية، فلها مطلق الحرية في التعليم والعمل والزواج بإرادتها، كي تصبح نموذج يليق بأن تكون نصف الدنيا بحق.


لكن التقاليد البالية والتي تتوارثها الأجيال وتؤمن بها وكأنها منزلة من السماء، تقف كثيرا عائقا أمام أي مسيرة تقدم تخطوها المرأة، لتحولها إلى كائن لا قيمة له، يفرض عليها كل شىء، فسقف طموحها محدود ومصير مستقبلها الأسري يتحدد في سن البلوغ، دون الاكتراث لمشاعرها أو مستقبلها.

اقرأ أيضا: الوجه الآخر لجنوب السودان.. مصارعة «بور» وأكبر مستنقع جاذب للطيور|صور


نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن وضع المرأة في جنوب السودان وما تعانيه مثلها مثل الكثيرات من شقيقاتها في القارة السمراء.


فعلى سبيل المثال تتزوج 52% من الفتيات قبل بلوغهن الـ18 عاما، تظل 1.3% منهن في المدارس حتى سن الـ16، وهي أرقام تتنافى مع مكانة المرأة في المجتمع وتقلل من مساهمتها في مسيرة نضالها لتحرير بلادها.


تتحدث إحدى الفتيات لتقول "يتم اعتبارنا متزوجين بمجرد وصولنا لسن البلوغ، ومن تتزوج في هذا السن لا يتجد من يستمع إليها ولا تمتلك الجرأة لإيصال صوتها".


في بعض الأحيان، تواجه إحدى المنظمات الغير حكومية صعوبة في تقديم الدعم مبررين ذلك بأن "الضحايا يرفضون مساعدتنا معتقدين أنها ثقافة، وأمور متوارثة إذن فهي مقبولة"، فتواجه ناشطات تلك المنظمات صعوبات في تغيير عقليات هذا البلد. 


تتنافى تلك التصرفات مع القانون هناك، فجنوب السودان لديه ترسانة قانونية تعزز المساواة بين الجنسين، حيث يضمن الدستور الانتقالي في مادته 15 "عدم الزواج إلا بالرضا الحر والكامل للرجل والمرأة اللذين يعتزمان الزواج"، الأمر الذي يتضارب مع التقاليد هناك. 

 

وعلى الرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل، تحدد السن القانوني للزواج بـ 18 عامًا، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ربما تكون مكملة لهذا النص التأسيسي، إلا أن العقليات لم تتطور بتطور قوانينها حقًا.


تتحدث في هذا الصدد، إحدى الفتيات اللاتي استطعن النجاة بأنفسهن، وعدم الاستسلام وتدعى إيفا لوبا، تصرح بأن والدها قدم لها الدعم فقد كان يمتلك وعيا كبيرا، أرادت إيفا أن تعمل بالطيران أو أن تصبح رائدة فضاء، تؤكد أن والدتها كانت تخاف عليها من الفشل كونها لا تجيد الطهي وأعمال المنزل، إلا أنها نجحت وأثبتت نفسها وصارت واحدة من أبرز الداعمين للفتيات والفتيان على حد سواء ولا تبخل بتقديم المساعدة من خلال المحادثات العامة أو فتح مساحات من الدعم والمناقشة عبر الانترنت.


وتؤكد إيفا أنها لم تيأس يوما وستظل محتفظة بأملها، كما أنها ترى تقدما –حتى لو كان بطيئا- فالمرأة في بلادها، ناضلت وكافحت وقدمت لوطنها ما قدمه الرجال، فهي ليست أقل والحصول على كامل حقوقها هو أمر لابد منه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة