جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

بعد الخروج.. ماذا ينتظر ترامب؟

جلال عارف

السبت، 05 ديسمبر 2020 - 06:24 م

سيكون المشهد غير مسبوق لو أن الرئيس الأمريكى ترامب غاب عن حفل تنصيب الرئيس الجديد «بايدن»، فى ٢٠ يناير القادم، ولو صحت التسريبات بأنه سيعلن فى نفس اليوم عزمه على الترشح للانتخابات ٢٠٢٤ «بايدن» أشار إلى أن ذلك لن يكون له تأثير جاد على ما يجري، لكنه يسيء لصورة أمريكا ويؤكد على استمرار الانقسام الذى يضر بها بينما «ترامب»، لا يلتفت لشيء من ذلك، فهو يمضى فى إثارة الضجيج حول تزوير الانتخابات رغم فشل كل الدعاوى القضائية التى أقامها. ويستعد للأهم بالنسبة له بعد أن تأكدت خسارته للانتخابات، وهو مواجهة المعارك التى تنتظره فور خروجه من البيت الأبيض فى يناير القادم!
ولا تقتصر المعارك التى تنتظر «ترامب»، على الملفات المفتوحة التى يمكن أن يستغلها «الديمقراطيون».. بدءا من التهرب من الضرائب وقبول الرشاوى وحتى عرقلة العدالة، لكنها تمتد إلى معاركه داخل الحزب الجمهورى الذى قد لا يقبل زعماؤه استمرار سيطرة ترامب أو إعادة ترشيحه فى الانتخابات القادمة.
وفى كل تلك المعارك القائمة والمنتظرة يراهن «ترامب» على القاعدة الصلبة من أنصاره الذين يواصل حشدهم وراءه شخصيا وليس وراء الحزب«!!» وهو ما قد يهدد وحدة الصف داخل المعسكر الجمهوري- ولو فى حدها الأدني- وهو أمر تحرص عليه أجنحة الحزب فى هذه المرحلة.. وحتى الانتخابات الحاسمة فى بداية الشهر القادم التى ستقرر إن كانوا سيحتفظون بأغلبية مجلس الشيوخ أو سيفقدونها ويفقدون معها آخر فرصة فى اقتسام النفوذ فى السلطة التشريعية بعد أن فقدوا الرئاسة، وفقدوا معها الأمل فى إنهاء سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب!!
كل هذه العوامل تجعل من معركة الإعادة على مقعدى مجلس الشيوخ فى ولاية «جورجيا»، بعد أربعة أسابيع معركة حاسمة.. ليس فقط بالنسبة للسيطرة على مجلس الشيوخ، بل أيضا لمستقبل «ترامب»، السياسى ولمستقبل الحزب الجمهورى الذى أصبح عليه- شاء أم أبي- أن يتحمل فواتير سياسات ترامب كما استفاد من وجوده فى السلطة!!
الكثير من مستقبل ترامب السياسي، وربما مستقبل الحياة الحزبية كلها فى أمريكا يرتبط بهذه المعركة على مقعدين فى مجلس الشيوخ يحتاج الجمهوريون لمعقد منهما على الأقل لتكون لهم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، ولتكون لديهم القدرة على تعطيل القرارات المهمة للرئيس القادم «بايدن»، ولمنع سيطرة الديمقراطيين الكاملة على السلطتين التنفيذية والتشريعية بمجلسيها «النواب والشيوخ».
طوال الشهر الماضى كان انصار «ترامب» يهددون بعدم التصويت للمرشحين الجمهوريين إذا لم يمنعوا اعتماد فوز «بايدن»، بأصوات الولاية «جورجيا»، فى انتخابات الرئاسة.. الآن يدرك «ترامب» بالتأكيد حجم الخطر الذى سيتعرض له إذا خسر الجمهوريون هذه المعركة، ويتذكر جيدا أن قرار عزله منعه مجلس الشيوخ بصوتين. ويعرف أىضا أن الخسارة فى انتخابات «جورجيا»، تعنى أن يكون مصيره بيد «كاميلاهاريس» وياله من مصير!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة