المرأة التونسية
المرأة التونسية


من جديد|«حرية المرأة» تشعل الخلاف تحت قبة البرلمان التونسي

ناريمان فوزي

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 01:14 ص

يتميز الوضع الإجتماعي في تونس بالتنوع، فبالرغم من هوية الدولة المدنية إلا أنها تحتضن كافة الأطياف حتى ذوي الأفكار المتشددة. 


لا يخلو البرلمان التونسي من الشد والجذب، فتحت قبته يتواجد أعضاء تيار الكرامة، وأعضاء الحزب الدستوري الحر وزعيمته «المشاكسة دوما» عبير موسى، وكذلك يتواجد أعضاء النهضة ذوي الميول الإخوانية والذي يحكم زعيمهم الغنوشي البرلمان.


وأمام هذا التنوع والاختلاف، تصطدم الكثير من الأفكار على الصعيد الاجتماعي أو السياسي، وبالطبع لا توجد قضية أعظم من قضايا المرأة وحريتها، كي تطرح وتصبح مادة للتجاذبات التي تصل أحيانا إلى حد الاعتراض والانسحاب من الجلسات وتوجيه الاتهامات.

اقرأ أيضا: رئيس تونس : لا حوار مع الفاسدين.. وعلى الجميع تحمل المسؤولية


تسببت مداخلة نائب تيار الكرامة محمد العفاس، في انسحاب عدد من النواب وذلك على خلفية مناقشة ميزانية وزارة المرأة.


يعرف العفاس بآرائه المثيرة للجدل والمستفزة أحيانا أخرى خاصة للتيارات المدنية، وجاءت تصريحاته مؤخرا تنتقد هؤلاء من ممن وصفهم بالمتاجرين بالمرأة منبها بأن هناك بعض الأشخاص يرون حرية المرأة من منظور الانحلال والفسق والفجور، وأن الحديث عن الحياء والاحتشام يضع قائلهم في مصاف الرجعي ذو الأفكار الظلامية.


واستطرد العفاس قائلا "المرأة عندنا جوهرة محفوظة ومعززة، بينما عند هؤلاء سلعة مكشوفة رخيصة".


وأضاف في مداخلته "مكاسب المرأة عندهم تتلخص في الإنجاب بدون زواج، والإجهاض، ممارسة الرذيلة والشذوذ، مشيرا إلى أن تلك الأفعال لا تمت للدين بصلة فالإنجاب خارج إطار الزواج هو زنا ومرتكبته إما عاهرة أو مغتصبة، كما أن إجهاض الأجنة هو قتل نفس بغير نفس.


وبينما استكمل العفاس كلمته، بدأ الرافضين لكلماته وأوصافه للمرأة بمغادرة القاعة اعتراضا على حديثه، حيث وصفوه بأنه أهان المرأة وفرض رأيه مما تسبب في حالة من البلبلة. 


أشار النواب المنسحبون بأن زميلهم تجاوز كل الحدود وانتهك الدستور الذي ينص على مدنية الدولة، فيما تحدثت تقارير عن أن البرلمان يدرس إخضاعه لإجراءات تأدبيبة على خلفية تصريحاته.


وأخذ كثيرون عليه استخدام ثنائية "نحن وهم" طوال خطابه، فهاجم البورقيبية السياسية، المصطلح الذي يطلق على النظام المدني في تونس، فيما اعتبر نفسه والاتجاه الذي يمثله هو الصواب. 


من جهتها، قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي في فيديو نشرته على شبكات التواصل الاجتماعي، إن مداخلة النائب عن ائتلاف الكرامة "فضيحة" و"وصمة عار"، كما طالبت بإقالة وزارة المرأة التي لم تحرك ساكنا أمام "إهانة النساء".


وقالت موسى: "حقوق المرأة باتت مهددة في تونس، فثمة برامج واضحة للتراجع عن مكتسبات النساء في مجال الأحوال الشخصية" عبر أدوات كثيرة منها تعليقات يوسف القرضاوي" المفتي الإخواني، كما أن حديث العفاس "عمد إلى تقسيم المجتمع التونسي بين كفار ومؤمنين"، مشيرة إلى أن النائب ومؤيدي الاتجاه الذي يمثله "يعملون على احتكار الدين لمصلحتهم". 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة