السفير أشرف حربى مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير أشرف حربى مساعد وزير الخارجية الأسبق


توقعات الساسة لـ«بوابة أخبار اليوم» حول زيارة الرئيس السيسي لفرنسا

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 12:20 م

 نسرين العسال

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، يبدأ زيارته إلى فرنسا غدا للقاء الرئيس الفرنسي ماكرون، يتم خلالها مناقشة بعض الملفات الحيوية بين البلدين والتي من المؤكد سوف تثمر نتائج ايجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي وطرح العديد من المشكلات أهمها التدخلات التركية في ليبيا واليونان، وإلى نص الموضوع:


يرى السفير أشرف حربي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن من أهم الملفات التي سيتم فتحها والتي سوف تكون محل نقاش ملفين هامين جدا بالنسبة لمصر الملف الأمني والذي سيندرج تحته الملف النووي والتدخلات الإيرانية والقضية الفلسطينية والإرهاب، ومنها الجماعات المتواجدة في شمال إفريقيا وسيناء وجنوب الصحراء وملف ليبيا، وملف تركيا.

 

ولفت إلى أن هناك موقف فرنسي متجاوب معنا جدا بالنسبة للتدخلات التركية في المنطقة ثم التنسيق مع فرنسا بخصوص الثلاث ملفات، بالإضافة إلى أن فرنسا دولة تقع على محيط البحر الأبيض المتوسط وهذا ما يجعل بينها تفاهمات مع اليونان وقبرص.

 

أما بالنسبة لأمن البحر المتوسط، فأكد على وجود تعاون في البحر الأبيض المتوسط سواء تعاون أمني عسكري أو تعاون اقتصادي مثل موضوع الغاز وغيره إلى جانب التدخل التركي غير الشرعي في البحث والتنقيب في المنطقة الحدودية أو تقسيم الحدود الذي تم بين مصر واليونان وقبرص وفرنسا، وهي تؤيد هذا الموقف في عدم أن لا يكون هناك تدخلات تركية ضد المصالح الاستيراتيجية والاقتصادية لدول البحر المتوسط، خاصة تلك الدول.

 

وفيما يختص بالملف الليبي، أوضح أن هناك تنسيق أوروبي بالنسبة لموضوع ليبيا خاصة أنه حدث تطور أخير بالنسبة للحوار الليبي، والذي ترعاه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر على أساس أن يكون في الفترة القادمة حكومة وفاق وانتخابات وكيفية خروج العناصر والميلشيات، كما أن هناك بعض الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتواجد بكثرة على الأراضي الليبية وتمول من دول أخرى مثل تركيا وقطر وغيرها.

 

وأكد أن جميع ماسبق من أهم الملفات التي سوف تناقش بالإضافة إلى أنه توجد علاقات وروابط تاريخية تجمع بين مصر وفرنسا ودائما يتوفر تنسيق مشترك وتشاور متبادل في الزيارات الرسمية على مستوى القيادات في الأعوام الماضية، إلى جانب مشروعات فرنسية عديدة في مصر مثل مترو الأنفاق وخليج السويس واكتشافات البترول والغاز، وعلى المستوى الثقافي يوجد المركز الثقافي الفرنسي في مصر ومن الناحية التعليمية هناك تدريب كوادرعديدة في فرنسا.

 

وفيما يتعلق بمقاطعة المنتجات الفرنسية، قال إنه لن يتم التطرق لهذه المسألة مع زيارات القمة، ورأى أنه سيتم تجاهلها تماما لأن هذا الموضوع لا يذكر فكيف تتم مقاطعة والتي تتسبب في تشريد الكثير من العمال وغلق المصانع، لافتا إلى أن ما حدث من تدبير القنوات المعادية لتحريض الشعب ووضع السم في العسل.

 

 ومن جانبه قال الدكتورمختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستيراتيجية، إن العلاقة بين مصر وفرنسا، إلى حد كبير قوية، والعلاقات عندما تحدث بين الدول وتطرق هذه العلاقات إلى الشئون العسكرية، فهذا معناه أن هذه العلاقات حملت خصوصية كبيرة خصوصا عندما نتحدث عن حاملة طائرات مثل ميسترال أو طائرة متطورة جدا مثل رافال ثم لا ننسى أنه من عدة أيام كان هناك مناورات بين مصر واليونان وقبرص، اشتركت فيها فرنسا، وهذة المناورات كانت خاصة بحقول الشرق المتوسط.

 

وأوضح أن هناك رسالة هامة جدا كقوة إقليمية ودولية نظرا لأهمية منطقتنا، توجد بها حالة استقطاب شديد، وقوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ثم قوة أقل مثل إيطاليا وفرنسا، وانضمت إليهم ألمانيا خصوصا بالنسبة برلين 1 وبرلين 2 بالنسبة لليبيا.

 

وقال إن الزيارة سوف تحمل في طياتها أشياء هامة جدا، ألا وهي خصوصية العلاقة بين الدولتين والرسالة التي تريد مصر أن تبعثها من خلال اجتماعها مع فرنسا، منها الحديث عن الأطراف الدولية والإقليمية على رأسها الأتراك، وأن الإيطاليين على علم أن هناك خلافات شديدة بين مصر وتركيا، وأن تركيا في نزاع خفي ومعلن مع اليونان وفرنسا.

 

وأضاف أن تركيا بعيدة عن حقول شرق المتوسط وبعيدة عن تباينات المواقف الموجودة داخل الساحة الليبية، لكن تركيا لم تنس أن فرنسا وألمانيا الدولتين الأهم في الاتحاد الأوروبي التي وقفتا ضد انضمام تركيا داخل الاتحاد الأوربي بمعنى أن اليونان دولة أساسية وبعدها فرنسا وألمانيا.

 

وأوضح أن هذة الزيارة هامة جدا من وجهة نظره لأنها تعزز لخصوصية هذه العلاقة، وتؤكد عمق التفاهم بين الدولتين إلى جانب بعض الملفات الهامة مثل الملف الليبي وملف حقول شرق المتوسط، بالإضافة إلى إيجاد آليات التعامل مع الأتراك مستقبلا خصوصا داخل الساحة الليبية.

 

ولفت إلى أن هذا الملف هام جدا، ومن هنا أخذت العلاقة هذه الأهمية وفيما يتعلق بمقاطعة المنتجات الفرنسية، قال: «إننا أخذنا موقفًا إعلاميًا، كان ضد هذه المقاطعة، وشاهدنا كيف كان الإعلام الرسمي ضد مبدأ هذه المقاطعة، ولذلك لم تكن محسوسة لدرجة أن دول كثيرة في المحيط الإقليمي والدولي عندما كانت مقاطعة خاصة، إنما ليست مقاطعة دولة ونحن سمعنا أحاديث كثيرة من قبل ساسة ومشايخ مثل خالد الجندي وغيره وقفوا ضد مبادرة المقاطعة، فلم تجد المبادرة صدى بداخل المجتمع المصري ».

 

فيما قال الدكتورأيمن سمير المتخصص في العلاقات الدولية، أن العلاقة بين مصر وفرنسا علاقة تاريخية منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، ورغم أن هذه العلاقة كانت احتلال لكنها فتحت أعين المصريين على الحضارة المصرية من خلال البعثات العلمية التي اكتشفت أسرار حجر رشيد، ومنذ ذلك التاريخ بدأت العلاقة المصرية الفرنسية والتي استمرت 220 عام.

وأضاف أنه يحسب لمحمد علي باشا أنه استعان بالفرنسيين في بناء الجيش المصري والبحرية المصرية الحديثة، ولعب القادة الفرنسيون دورا كبيرًا جدا في هذا الأمر، والتطور الأكبر في العلاقة المصرية الفرنسية جاء في عهد الرئيس ديجول، فهو من وضع اللبنة الرئيسية وخريطة الطريق لدعم العلاقة المصرية الفرنسية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.

وأشار إلى أنه إلى الآن كانت فرنسا تشكل بعثات لاكتشاف الآثار في مصر، والمركز الثقافي الفرنسي لعب دورا كبيرا في عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، وبالنسبة لنا مؤخرا المحطة الرئيسية في ثورة 30 يونيو كانت فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي دعمت إرادة الشعب المصري فيها.

ولفت إلى أنه لذلك الموقف الأوربي ما بعد الموقف الفرنسي تغير بالكامل، وأصبح داعما لمصر بعد أن كان هناك فهم خاطىء لما حدث في مصر في تلك الفترة، ولذلك هذا الموقف الفرنسي أطلق حزمة من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين مصر وفرنسا.

واستكمل: «في المجال السياسي حدث تطابق في وجهات النظر المصرية والفرنسية فيما يتعلق بالإرهاب والإرهابيين، وليس العملية الانتقائية باختيار جماعة وترك جماعة أخرى، ولذلك مصر تدعم الدور الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء والقضاء على الإرهابيين هناك».

وتابع: «أيضا فرنسا تدعم وجهة النظر المصرية في ليبيا بضرورة أن يكون هناك حل سياسي في شرق المتوسط تتفق فرنسا مع مصر وقبرص واليونان ضد التنمر التركي في هذه المنطقة، وبالتالي هناك تقارب وتفاهم كبير جدا أيضا في الجانب الاقتصادي».

وأضاف: «نحن لدينا 4 مليارات دولار استثمارات فرنسية في مصر و3 مليار دولار في التجارة الدولية بين مصر وفرنسا ولدينا آلاف الشركات التي تعمل في مصر، إلى جانب أنه من المعروف أن لدينا قطاعات تعمل فيها فرنسا في مصر منذ زمن بعيد مثل قطاع المترو الخط الأول، ومنذ ذلك التاريخ البصمة الفرنسية في النقل وبالقطاع العسكري، وأبرز النجاحات والاتفاقيات ما بين مصر وفرنسا».

وأوضح أنه من المعروف أن فرنسا، كان لها وجودًا في التسليح المصري منذ السبعينات، ورأينا في عهد الرئيس السيسي، أن مصر اشترت حاملتي المروحيات الميسترال وطائرات الرافال متعددة المهام والتدريبات بين القاهرة وفرنسا، أبرزها كيليوباترا ونفرتاري والتي تجرى في الأعوام الزوجية.

أما وائل النحاس الخبير الاقتصادي، فقال إن الموضوع كله سيتلخص في شيء واحد فقط، ألا وهو حقول شرق المتوسط والتدخلات التركية والدور التركي الذي يخالف جميع قواعد العرب في ليبيا ومشاكلها مع قبرص.

وأكد أنه لا يعتقد أن يكون هناك موضوعات أخرى، لأنه لم يوجد حتى الآن جذب للاستثمارات الفرنسية، بخلاف أن فرنسا ستحاول أن تقوم بنوع من التهدئة بالنسبة للمجتمعات العربية والملف الليبي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة