صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


صداع «الإشعارات» يطارد الموظفين.. ماذا يحدث في جروبات العمل على فيسبوك؟

منةالله يوسف- حسام حسني

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 04:08 م


◄ العمل عن بعد يزيد من إنتاج الموظفين 
◄ «زوم ومايكروسوفت» أفضل من «الفيسبوك» لحفظ أسرار العمل
◄ 65 مليار شخص يتبادلون الرسائل والوثائق يوميا 
◄ فرويز: العمل على «الفيسبوك» يُصيب الموظفين بالضغط والملل 
◄ القط والفأر لعبة الهاكر في السوشيال ميديا

 

24 ساعة يقضيها الموظف حاملًا هاتفه المحمول بعدما فرضت علينا جائحة كورونا الشغل «الأونلاين» أو كما يُسمى العمل عن بعد، مع الوقت تحولت مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد «فيسبوك» إلى منصة عمل روتينية لترقب دورة العمل. 

 

في الآونة الأخيرة، أصبحت Notifications الإشعارات تلو الأخرى وتحرر «فيسبوك» من عباءة الأصدقاء والعائلة والكوميديا إلى روتين ممل لمواكبة آخر أحداث العمل، خصوصًا أن بعض الوظائف تلزم موظفيها بالاتصال بشبكة الإنترنت طوال ساعات العمل من دون استثناء إلا في حالة انقطاع الكهرباء لضمان حسن سير العمل.

 


المنصات العامة .. خط أحمر 
أكد الدكتور محمد عزام عضو مجلس الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا أنه في ظل جائحة كورونا أصبح معظم الموظفين يعملون عن بعد، وأصبحت هناك العديد من المنصات التي تمكن وتسهل حركة التواصل مع فريق العمل على رأسها «زوم ومايكروسوفت تايمز وجوجل ميت»، فأصبح الفيس بوك ليس المنصة الأساسية للتواصل. 

 

وأضاف عزام في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» أن الفيس بوك غير آمن تمامًا لطرح أسرار أو خطط العمل، لأنه يندرج تحت وسائل التواصل العامة المتاحة للجميع، مشيرًا إلى أن  طبيعة اختيار منصة العمل تعكس طريقة فكر المدير. 

 

وشدد عضو مجلس الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا، على أن العالم يتجه بقوة إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي وخصوصًا بعد تفشي فيروس كورونا، خصوصًا لأنه يحل مشاكل عديدة في التواصل ويقلل الجهد المبذول وأكبر مؤتمرات العالم بدأت تختار السوشيال ميديا. 

 

أشار عزام إلى أن تطبيق فيسبوك يُعرض سرقة البيانات ويعرض أسرار العمل للإفشاء لأنه معروفًا للجميع، فاستخدام هذه المنصة يمثل خطورة على خصوصية وبيانات العمل بعدما تداول مفهوم الاختراق «الهاكر». 

 

واستطرد عزام، أن بمجرد دخول الموظف أو الشركة العالم الرقمي أصبح مكشوفًا ومهددًا بالسرقة، ولكن هناك بعض التطبيقات السريعة والعملية على رأسها «الواتس آب» الذي أصبح بديلًا للبريد الإلكتروني من خلال تبادل الوثائق، مشيرًا إلى أن سرية البيانات مشكلة يعاني منها العالم بأجمعه وتسعى كل دولة لوضع قوانين لحماية البيانات الشخصية مثلما حدث في مصر، ولكن في نهاية المطاف يجب أن تعلم الشركة أو المؤسسة التي تطرح بيانتها بصورة إلكترونية أنها مهددة بالاختراق لأن في العالم الرقمي يرفع شعار «التكنولوجيا مقابل تكنولوجيا». 

 

 

لعبة القط والفار 
وتسعى الشركات الكبيرة إلى حماية بياناتها إلى أقصى درجة ولكن المخترقون يصرون على فك نظم الحماية ويدخلون من ثغرات الاختراق، واصفًا ما يحدث بين المخترقين وبيانات الشركة بلعبة "القط والفار" التي لم تنته، وفقًا لما أكده عزام. 

 

وأشار عزام إلى أن قبول الأفراد على استخدام هذه الوسيلة هو الذي يحدد مدى إمكانية الاعتماد على تلك التطبيق، فجميع التطورات التي نشهدها الآن من قبل منصات التواصل الاجتماعي لم تتخيل يومًا أنها ستصل على هذا القدر الكبير من الأهمية. 

وأضاف عزام أن 65 مليار شخصًا يستخدمون تطبيق «واتس آب» يوميًا لتبادل الرسائل والوثائق أي المتوسط أن كل فرد يرسل 20 رسالة يومية بسبب سهولة واستخدام تلك التطبيقات وتداولها بشكل كبير. 

 

وقال عزام إن جائحة كورونا دفعتنا بشكل كبير إلى استخدام تلك التطبيقات نتيجة التباعد وعدم الاتصال فتبعدنا جسديًا ولكن اتصلنا رقميًا. 

 

ونصح عزام المديرين ورؤساء الشركات والمؤسسات بضرورة استخدام بعض التطبيقات التي تسهل عليهم التواصل مع موظفيهم على رأس تلك القائمة تطبيقي «زوم» لعقد الاجتماعات عن بعد و«مايكروسوفت تيمز» لتنظيم دورة كاملة للعمل عن بعد وضرورة البعد عن تطبيق الفيس بوك والمنصات العامة للحفاظ على البيانات وأداء العمل بشكل احترافي.  

 

أسرار العمل في الحفظ والصون 

والتقط عمرو صبحي خبير أمن المعلومات أطراف الحديث قائلًا إن السوشيال ميديا تعددت استخداماتها بصورة كبيرة، فأي تطبيق يفيد العمل ويحقق له أرباح مادية يفرضه الرؤساء والمديرون. 

 

وأضاف صبحي أن استخدام الفيس بوك لا يعرض بيئة العمل للإفشاء الأسرار الخاصة بها، لأن الشخص هو من يتحكم في المواد والبيانات المرسلة سواء المشاكل الداخلية للشركات أو الأمور المتعلقة برواتب الموظفين. 

 

وأشار صبحي إلى أن الفيس بوك والتطبيقات الأخرى تسعى بصورة مستمرة إلى مواكبة الأحداث والبيئة المحيطة والخروج من عباءة إرسال الرسائل فقط، وخير دليل على ذلك إن الفيس بوك أطلق خدمة جديدة لتسهيل حركة العمليات البنكية والمالية بقدر الإمكان، مؤكدًا على أن جائحة كورونا ساهمت في العمل عن بعد بشكل كبير تصل إلى نسبة 32% وفقًا لإحدى الدراسات العلمية. 

 

ويتابع: «التحول الرقمي يتيح للفرد استبدال كل المعاملات باليد إلى العمل عن بعد أو أونلاين والتواصل مع العالم الخارجي بسهولة من المنزل دون سفر». 

 

وبالسؤال عن مدى إمكانية سرقة البيانات والمعلومات من خلال استخدام تطبيق فيسبوك كمنصة للعمل أجاب صبحي: هناك إمكانيات للحفاظ على خصوصية العمل من خلال تفعيل "2fA "  وهي التحقق من خلال خطوتين وهي عملية ربط ما بين الفيس بوك والهاتف وهي الحصول على كود متغير مع كل عملية دخول للفيس بوك لحفظ البيانات وحمايتها. 


ونصح الخبير التكنولوجي عمرو صبحي بضرورة استخدام بعض الأدوات التي تساعد على تطوير العمل أونلاين  أبرزها «  Wrike ومايكروسوفت بروجيكت ومايكروسوفت تيمز ميتينج وزوم وone drive  و google drive، ودروب بوكس».

 

الملل والضغط العصبي
ومن الناحية النفسية أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن الظروف الراهنة تحتم على الشخص استخدام الفيس بوك بصورة مستمرة وأي إنسان سوي من الطبيعي أن يحب عمله ويخلص ويجتهد فيه. 

 

وأضاف فرويز إلى أن أي أسلوب للعمل يجب على الموظف اتباعه لضمان سير العمل، فمثلًا العمل عبر منصات التواصل الاجتماعي يلجأ إليها بعض الرؤساء والمديرين تخفيفًا من الكثافة ومراعاة التباعد الاجتماعي للحد من فيروس كورونا.

 

وأشار إلى أن الموظفين من الممكن أن يشعرون بالملل بسبب الجلوس في المنزل لفترات طويلة واستخدام الهواتف المحملة وأجهزة الكمبيوتر بشكل مستمر، ولكن يعد هذا شيئًا طبيعيًا، فالملل سيصيب الموظفين طبقًا لنوع الشخصية وقدرتها على التحكم في الظروف ومدى تقبلها للضغوط. 

 

وتابع فرويز: «لا يصل الأمر إلى التوتر ولكن من الممكن أن يصاب الموظفين بالملل والضغط العصبي ويجب عليهم التأقلم بعد فترة طويلة». 

 

ونصح الخبير النفسي، الموظفين الذين يشعرون بالملل أغلب الأوقات بضرورة تغيير طبيعة العمل ومكان الجلوس أو الجهاز المستخدم في العمل لتجنب الروتين والحد من الشعور بالملل والإحباط. 


الدراسات والأبحاث 

منذ تفشي جائحة كورونا، طلبت العديد من الشركات من الموظفين العمل من المنزل وعلى الرغم من أن بعض أصحاب العمل قد يكونوا قلقين بشأن إنتاجية موظفيهم وسط التغييرات، وجد الباحثون في جامعة مونتريال أن العمل عن بعد يعمل على تحسين الأعمال.


 
ويعتمد التحليل على بيانات أكثر من 1600 مستجيب على استبيان عبر الإنترنت؛ 75% من النساء و25% من الرجال، وكان 85% منهم في سن الأربعين، و85% حاصلون على شهادة جامعية، و70% يعملون في القطاعين العام والعام وفقًا لما جاء في صحيفة الديلي ميل البريطانية.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة