جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

العلم ينتصر.. ولكن ماذا تفعل السياسة؟!

جلال عارف

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 06:36 م

 

استفاد العلم كثيرا من صراعات السياسة سواء بين الدول أو بين الفرق المتنافسة داخل المجتمعات. الخطوات الهائلة التى جعلت البشرية على موعد مع الحصول على أكثر من لقاح لفيروس كورونا بعد عام واحد من اكتشافه، ما كانت لتتم لولا الدعم الكبير الذى توفر للمختبرات العلمية وشركات الإنتاج الكبرى التى حصلت على كل التمويل اللازم لتختصر الزمن وتوقف الهجمة الشرسة للفيروس القاتل الذى أنهك العالم كله.
المؤسف أن هذا الدعم الكبير الذى تلقته الجهود العلمية، رافقه أيضا العديد من ممارسات السياسيين الخاطئة وأفكارهم الشعبوية.. البعض تهاون فى البداية مع الوباء، والبعض - مثل رئيس الوزراء البريطانى جونسون - دعا لما أسموه «مناعة المجتمع» أو «مناعة القطيع» ولم يقلع عن ذلك إلا بعد أن أصيب وشارف على الموت. والبعض - مثل ترامب - جعل معركته ضد الكمامة وليس ضد «كورونا» واعتبر أن تعافيه بعد إصابته دليل على أن «مافيش أى حاجة» على رأى عمنا الراحل فؤاد نجم، وأن المهم هو النوايا الطيبة ودعوات المؤيدين!!
الآن.. بدأ بالفعل الحقن باللقاح فى روسيا، وغدا فى بريطانيا، لتتوالى الدول التى تمنح التراخيص للقاحات، وتتوالى الطلبات من أكثر من عشر شركات عالمية لاعتماد اللقاحات التى اجتازت التجارب العلمية. ومع البداية التى انتظرتها البشرية، نجد الآثار السلبية للعبة السياسة.. خاصة فى الدول المتقدمة القادرة على توفير اللقاح لمواطنيها بسرعة.. وبالمجان فى معظم الأحوال!!
قطاعات معتبرة من المواطنين هناك تشكك فى جدوى اللقاح.. والحاجة تزداد لجهد من الأجهزة المسئولة لاقناع الجميع بسلامة اللقاح وإزالة كل ما أنتجته الممارسات الخاطئة السابقة بسبب السياسة أو «البيزنس»!!
فى بريطانيا إعلان عن أن الملكة اليزابيث التى يقترب عمرها من المائة ستتلقى اللقاح. وفى أمريكا يعلن «بايدن» والرؤساء السابقون أوباما وبوش الابن وكلينتون أنهم سيأخذون اللقاح علنا، ورغم الأرقام المفزعة للمصابين والضحايا التى تصدم الأمريكيين يوميا فمازال «ترامب» يجمع أنصاره بلا احتياطات وقائية، ومازال على أمريكا أن تبذل المزيد من الجهد للتخلص من الآثار السلبية للممارسات السياسية الخاطئة ولمواجهة ما رسخته ثقافة شعبوية لا تكن الكثير من الاحترام للعلم والعلماء.
فى النهاية سينتصر العلم، لكن.. هل سيتم الحساب على الأخطاء فى لعبة السياسة، أو صراعات «البيزنس»؟!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة