أحمد محمود سلام
أحمد محمود سلام


كل يوم

الحب والموت فى ثرى مصر

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 07:10 م

 

أحمد محمود سلام

فى حب مصر تعجز الكلمات عن الوصف وقد ملكت قلوب محبيها  أجدنى أتوقف عند قصة مثيرة شهدت مصر فصولها من البداية حتى النهاية وقد بدأت فى القصر الملكى المصرى سنة 1938 على هامش دعوة ملكية لقضاء احتفالات رأس السنة بمصر وقتها وفدت لمصر ملكة جمال فرنسا ضمن ضيوف أجانب وفدوا لهذا الغرض منهم الأمير "أغاخان" أمير الطائفة الإسماعيلية فى بلاد الهند وما إن رأى الفتاة الفرنسية حتى هام بها حبا ليتم الزواج إسطوريا على نحو يليق بأمير.
وتعتنق الفتاة الفرنسية الإسلام بعد الزواج ليصبح اسمها "أم حبيبة" ويسبق اسمها بالبيجوم لتتحول من فتاة كانت تبيع الزهور واختيرت ملكة لجمال فرنسا إلى أميرة لُقبت بعد ذلك بأم " الإسماعيليين.
    المثير فى تلك القصة هى نهايتها وقد مرض اغاخان على نحو صار لا يقدر على الحركة إلا بواسطة كرسى متحرك وقد نصحه الأطباء فى عام 1957 بالبقاء فى أسوان فى الشتاء لطقسها الرائع وقد ظل يداوم على قضاء الشتاء فى أسوان وفى إحدى السنوات نصحه البعض بالاستعانة بأحد شيوخ "النوبة" العارفين بأمور الطب لينصحه هذا الشيخ "النوبي" بأن علاجه لايتأتى إلا بأن يضع نصفه السفلى فى رمال أسوان لمدة ثلاث ساعات أسبوعياً وسط سخرية من أشهر اطباء العالم المصاحبين لأغاخان.
     وتحققت المعجزة ليتحقق الشفاء لأغاخان على يد الشيخ النوبى بعد أسبوع من دفن "نصف" جسده بثرى أسوان ليغادر مكان العلاج فى الرمال إلى الفندق "سائراً" على قدميه، وقتها قرر شراء كامل قطعة الأرض الواقعة على نيل أسوان والتى شهدت شفاؤه من عدم القدرة على السير ليشيد بها قصرا منيفا ومقبرة على الطراز الإسلامى.
    وماهى إلا شهور حتى يلقى أغاخان ربه وكان ذلك فى عام 1959 ليدفن فى المقبرة، وهنا تأتى الإثارة حيث وفاء الحبيبة "أم حبيبة" وقد ظلت تداوم على قضاء الشتاء فى أسوان بقصر أغاخان وفى كل صباح تذهب للمقبرة لتضع على القبر"وردة" حمراء داخل كأس من الفضة وقد أوصت حراسها بدوام وضع تلك الوردة يوميا عندما تفارق أسوان إلى أن لقيت ربها فى يوليو سنة 2000 وقد اوصت عند موتها بأن تُدفن بجوار حبيبها أغاخان وتحقق مبتغاها وقد ماتت خارج مصر ليُحضر ابناء اغاخان الجثمان لمصر ليوارى الثرى فى" أسوان" بالمقبرة التى أضحت مزارا " للعشاق" شاهدة على قصة حب رائعة .
تلك رسالة حب من ثرى مصر الطاهر تحتاج دوما للتذكير بها تأكيدالمعانٍ راسخة للأبد مفادها أن مصر "دوما" فى القلب.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة