رسم تخيلي للحملة الفرنسية على مصر
رسم تخيلي للحملة الفرنسية على مصر


حكايات| سر سائقي الحمير.. لماذا خسر الفرنسيون أموالهم بالقاهرة؟

محمد رمضان

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 08:31 م

يظل الاحتلال «احتلالا» وإن فرش ضفتي النيل وردًا لتجميل صورته، ورغم ذهاب بعض العلماء إلى أن الحملة الفرنسية على مصر قدمت وجهًا مشرقًا وأزاحت الستار عن حركة التحرر النسوية بالبلاد يتمسك كثيرون بأنها كانت سم في عسل يعود عمره إلى العام 1801.

 

يؤمن الفرنسيون أنهم أحدثوا ثورة فكرية لدى المصريين بولادة ثقافية وصحفية وديمقراطية في بلد امتص الأتراك دماءه فيما بدا رجال نابليون بونابرت ينفقون أموالهم في قلب العاصمة القاهرة وتحديدًا «الأزبكية» وهو حي الصفوة والأثرياء آنذاك، فما سر ذلك؟


  
الشاعر حسن العطار، يروي تفاصيل حالة الحماسة التي انتابت الفرنسيين للحشود في القاهرة؛ إذ يقول: «الفرنسيون يخسرون أموالهم في مصر لدينا مع سائقي الحمير وأصحاب الحانات».

 

 

مع وصول الفرنسيين إلى مصر أصبحت أماكن الترفيه أكثر انتشارًا، وتمكن أصحاب المتاجر من فتح المقاهي، وهنا ينقل موقع لنابليون بونابرت عن المؤرخ الجبرتي قائلا: «كنا نلتقي في هذا المقهى ونقضي جزءًا من الليل.. شارك حي الأزبكية بأكمله في هذه التجمعات المسلية.. انجذب الجمهور دائمًا إلى الجنون والمرح، وهذه هي أيضا شخصية الفرنسيين».

 

اقرأ للمحرر أيضًا|  سلطان مصر «المجنون».. ضرب وزيرًا بـ«الشلوت» لارتكابه جريمة الزنا

 

كانت النساء الفرنسيات اللواتي وصلن مع الجيش يتجولن في أرجاء القاهرة ووجوههن مكشوفة ويرتدين فساتين ومناديل حريرية بألوان مختلفة.. ركبوا على ظهور الخيل أو الحمير حاملين الكشمير على أكتافهم.. يركضن في الشوارع وهن يضحكن ويمزحن مع سائقي عرباتهم والمصريين الفقراء.

 

ومع إظهار الفرنسيين حالة ضعف وإنكسار أمام النساء بدأت بعض القاهريات في الإنجذاب إلى الملابس الحريرية ذات الألوان الربيعية، ورتدائها على الطراز الأوروبي وخرجن إلى العمل، تحت حماية حراسة مسلحة. 

 


 
غير أن المشهد الأكثر دهشة – حسب الموقع الفرنسي- فتمثل في مظاهرة نسائية في دمياط هي الأولى من نوعها تطالب بالمساواة مع الرجال في الذهاب إلى الحمامات العامة ليوم واحد فقط في الأسبوع. ووفق المؤرخ المسيحي نيكولاس ترك: «شعرت النساء العاديات لأول مرة بالحرية»

 

مأساة زينب

 

من بين بعض الفتيات المصريات اللاتي أبهرهن الطراز الأوروبي كانت فتاة تدعى زينب البكري وهي ابنة عضو الديوان السابق خليل البكري، ربما لو كانت ابن أحد الأثرياء العاديين لما ارتبط اسمها بدخولها في قصة حب من نوع خاص مع نابليون بونابرت؛ بل إن كثيرًا من المؤرخين ذهبوا إلى أن الحاكم الفرنسي أحبها بجنون وكان عمرها 16 عامًا.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أزمة قبلات الوزراء.. حين غضب الملك فاروق من سعد زغلول


تجرأت «زينب» على رفع الحجاب وارتداء الفساتين المتلألئة، وانجذبت سريعًا للعادات الفرنسية التي تجلب لها فرحة الحياة، حتى أن الجبرتي وصف في بضعة أسطر نهاية زينب: «كانت ابنة الشيخ البكري مطلوبة.. وتم استدعاؤها برفقة والدها وتم استجوابها عن سلوكها؟ فأجابت بأنها تابت.. ثم تم سؤال والدها فأجاب أنه تبرأ من ابنته»، ثم يرد بكلمته الشهيرة (اقصفوا رقبتها)، ليتم قطع عنق زينب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة