رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات| مريت .. على شارع حليم

رفعت رشاد

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 03:47 م

أمر بشارع عبد الحليم حافظ كلما خطوت من مكتبي بمؤسسة أخبار اليوم إلى منطقة وسط القاهرة , خاصة وأنا في طريقي إلى باعة الكتب القديمة الذين يقبعون بجوار محطة مترو جمال عبد الناصر . في كل مرة أأسى لحالنا قبل أن أأسى لحال الشارع . لو أن بلدا ما ليده فنان بحجم عبد الحليم حافظ لأقاموا له التماثيل وأطلقوا اسمه على القاعات ونظموا المهرجانات الغنائية والموسيقية باسمه . نحن أطلقنا اسم عبد الحليم حافظ عندليب ثورة يوليو وصوتها الصداح على شارع لا يتجاوز طول خمسين مترا , بل إن هذا الشارع يقع على جانبية مبنى شركة التليفونات ومسرح قبيح التصميم والمبنى , ويفترش الشارع بائعات الخضر المعد مسبقا لبيعه للسيدات العاملات اللاتي لا يجدن الوقت لكي يجهزن طعامهن في بيوتهن . 

أتصور أن عبد الحليم الذي أسعد الملايين ممن أحبوا فنه من المحيط إلى الخليج والذي أطربنا بكل أنواع الغناء العاطفي والثوري , والوحيد الذي انتحرت من أجله شابات في وقت جنازته , أتصور أن نقدر اسمه ومكانته بشكل أفضل بكثير . أتصور أن يكون شارعه معبرا عن شخص صاحب الاسم فنجده مرصوفا بشكل جمالي وتزين جوانبه بلوحات فينة تعبر عن الموسيقى خاصة أن الشارع ذاته كان من قبل اسمه شارع معهد الموسيقى العربية وبالفعل يقع المعهد العريق على ناصية الشارع .

أتصور أن يكون هنا تماثيل لكبار الفنانين وأولهم عبد الحليم حافظ وأن يكون المرور في الشارع للمشاه فقط وأن يسمح لشباب الفنانين بعرض أفكارهم وأعمالهم الفنية . وليكن هناك حفل فني كل مدة ولو شهريا على غرار حفلات أضواء المدينة زمان . أتصور أن يستفاد من اسم عبد الحليم ووجود مبنى معهد الموسيقى لكي نروج للمنطقة سياحيا , ولا أقصد أن تكون السياحة خارجية فحسب , بل يمكن أن يكون زوار المكان هم مواطنونا وعائلاته وتكون زياراتهم فرصة للتعرف على الفن المصري الذي تراجع دوره وتأثيره بشكل مفزع . 

لماذا تتركنا السلطات المسئولة عرضة للاكتئاب كلما مررنا بشارع يحمل اسم عبد الحليم حافظ . هل محتم علينا الاكتئاب ؟! بل إننا نجد حفرات ومطبات في الشارع ونعتقد أن وقتا سيحين وتختفي , لكن التراب والحفرات والمطبات لا تختفي أبدا من شارع يحمل اسم مطرب عاطفي وثوري كبير . 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة