سباق الغواصين العرب للإنقاذ وانتشال الغرقى
سباق الغواصين العرب للإنقاذ وانتشال الغرقى


صور| غواصون عرب في مهمة مستحيلة «تحت البحر»

شيماء مصطفى كمال

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 05:17 م

 

أمام شاطئ البحر المتوسط، وقف الحاج محمد عوض لساعات برفقة عدد من المصريين على أمل إنقاذ عدد من ابتلعتهم أمواج البحر تحت كوبري ستانلي لكن دون جدوى.. صمت الرجل قليلا ثم قرر إطلاق مبادرة لتحدي أمواج الغضب وإنقاذ شباب الصيادين. 

 

ربما لم تكن شرارة الإنقاذ البحرية الأولية من مصر لكنها كانت مرتبطة بمصريين، حين تواصل غواصين مصريين بنظرائهم في فلسطين لإنقاذ صيادين أحياء وانتشال جثة آخر بعد أيام من البحث المتواصل قبالة السواحل المصرية والفلسطينية.

 

هنا أطلق الغواص الفلسطيني الكابتن ماهر أبو مرزوق صرخة لتشكيل فريق «غواصو الخير المتطوعين» قبل أن يتواصل مع زميليه في مصر الحاج محمد عوض وإيهاب المالحي، سمعها غواصو 12 دولة عربية واستجابوا لها.

من أسفل كوبري ستنالي 2018، وقف «عوض» برفقة غواصين مصريين يبحثون عن الشاب محمد حسن الذي ابتلعه البحر بعد أن صدمته برفقة اثنين من أصدقائه – تم إنقاذهما – سيارة شاب مخمور بالإسكندرية، ونجحوا بالفعل في انتشال جثمانه لكنهم عاهدوا أنفسهم على عدم تكرار هذا المشهد.. فكيف تم ذلك؟

 

اقرأ أيضًا| «أوستين» تغوص بالكرسي المتحرك في شرم الشيخ

 

يروي «عوض»: «حادثة الشاب محمد كانت صعبة جدا، تواصلت مع الكابتن إيهاب المالحي وعددا كبيرا من الغواصين المتطوعين، حتى وصل عددهم إلى 120 غواصًا، ومن وقتها تم تدشين هذه المبادرة في مصر».

 

 

عربيًا، لا يتجاوز عمر المبادرة 3 أشهر تقريبا لكن شهدت تجاوبا سريعًا وارتبطت كذلك بمصريين حين أرسل صيادون مصريون إشارة استغاثة قبالة سواحل غزة.

 

إيهاب المالحي مؤسس مبادرة غواصين الخيري مصر، والتي سعى لظهورها منذ 4 سنوات من خلال جروب «غواصين الخير الجدعان» تحدث عن تجربته قائلا: «بدأنا بـ71 غواصا، وكان يضم غطاسين من الإسكندرية تم تدريبهم مجانا على يده ومعه بعض المحافظات».

 

برفقة الحاج عوض، أطلق المالحي فريقًا مصريًا مشكلا من جميع الغطاسين في مصر يحمل اسم «غواصين الخير المتطوعين»، ثم جرى نشر الفكرة لجميع الدول العربية بعد تواصل الكابتن ماهر أبو مرزوق من فلسطين وانضم غواصون عرب آخرين.

 

اقرأ أيضًا| إعادة فتح الغوص بـ«جزيرتى الأخوين» وضوابط جيدة للزيارات 

 

على شاطئ «فيسبوك» تجمع عشرات الغواصين العرب بـ«لايكات» تحولت فيما بعد لجروب استغاثات له إدارة عربية موسعة ليتم تبادل الخبرات عربيا.

 

الكابتن سامح الشاذلي رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ كان من أوائل المبادرين وعبّر عن دعمه للمبادرة العربية، ليعمم مبادرة مماثلة تحمل اسم «مصر بلا غرق».

 

انتفاضة عربية

 

عادل جموعي غواص ومدرب سباحة من ولاية سطيف الجزائرية تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» عن المبادرة، قائلا: «فكرة تطوعية وإنسانية، وتستحق الاهتمام والانتشار، البداية كانت من مصر وبعدها فلسطين ثم الجزائر.. لدينا فريق من السباحين المتميزين تدربوا على يدي في مجال السباحة والإنقاذ»

 

 

أما الكابتن فؤاد - مدرب غطس فيقول: «لدينا فريق جاهز تحت التصرف في خدمة المبادرة العربية، فالجزائر بها 49 ولاية منهم 5 ولايات تطل على البحر، وبها عدد كبير من الغواصين المتطوعين يساعدوا في عمليات البحث عن غرقى».

 

الغواص ياسين السيد محمود - منسق السودان بمجموعة غواصي الخير المتطوعون، يؤكد أن المبادرة قائمة بالجهود الشخصية من المشاركين، موضحًا أن السودان حاضر وبقوة، وذلك من خلال ثلاث اتحادات: «الرياضات المائية، الغوص والإنقاذ، وإنقاذ المحترفين». 

 

اقرأ أيضًا| أشهر غواص مصري عالمي: هذه حكايتي مع سمك «الوقار»


 
ومن المغرب، تحدث الكابتن عبدالجليل ليوضح أنه لم يتردد في قبول دعوة المشاركة بها، لافتًا إلى تواصله مع مجموعة الغواصين من خلال المنصات الإلكترونية المختلفة. 


 
ويروي: «عاصرت حوادث عديدة بما أنني من مدينة ساحلية، كان تدخلنا بعد فوات الأوان في بعضها، وكانت ظروف البحر غير ملائمة في البعض الآخر، وهذه المبادرة الجماعية سيكون لها صدى جيد في التصدي لحالات الغرق».

 

 الكابتن محمد زين، يعمل بالدفاع المدني بالإنقاذ البحري اللبناني، يحكي عن تجربته فيقول: «من خلال بوست من سفير غواصين الخير العرب ماهر أبو مرزوق حبيت أشارك لبنان في المبادرة، وأساهم في العمل التطوعي، وتستفيد بلدي وتُفيد الدول العربية».

 

ويضيف: «بالفعل تواصلنا مع بعضنا البعض عن طريق (video call)، واستطعنا تحقيق الوحدة العربية من خلال مبادرة غواصين الخير العرب»، مضيفا أن فريقه في لبنان مكون من أكثر من 100 شخص، يستطيعوا تغطية الساحل اللبناني.

 

وفي العراق، يذكر سلام عبدالعزيز الصالحي الشهير بأبو الفهد وهو غواص عراقي محترف ورئيس رابطة الرياضيين العراقيين ومن المشاركين في مبادرة غواصين الخير المتطوعين العرب.

 

وتابع في حديثه: «مصر أم الدنيا دائماً ما تجمع كل أحباب الوطن العربي، وكانت فكرة المبادرة تستحق الاهتمام والدعم حتى وإن كان المجهود فردياً، فاتفق كل الغواصين على عمل الخير من خلال المساعدة في انتشال الغرقى وتنظيف السواحل وتقديم المعاونة في الكوارث الطبيعية».

 

 وإلى الأردن حيث الكابتن طلال أبو محفوظ مدير مجموعة الغواصين موضحًا أن المبادرة فرصة لتبادل الخبرات في كافة المجالات البحرية بين المتطوعين علي امتداد السواحل البحرية ونقل الرسالة الإنسانية، وقريبا سنعلن عن شواطئ جميلة خالية من التلوث في كل مكان.

 

ويضيف: «لدينا في الأردن الآن فريق كامل ندعمه في الزي الرسمي والمعدات، وقريبا سيكون مركز في العقبة لغواصين ومنقذين الخير المتطوعين في المملكة، وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها عالميًا».

 

 المهندس السعودي عبدالله سليمان البسام مدرب غوص كان أول من قام بعمل ستراب لنظارة الغوص يحمل علم المملكة العربية السعودية وشعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، قدم شجاعة مميزة في الانضمام للمبادرة موضحًا أنه قام بتقديم ماسك هدية لكل الغواصين كنوع من التقدير لهم، لكونهم جمعوا العرب من المحيط للخليج.


 
فارس من الكويت أعرب عن سعادته بالمشاركة في مبادرة غواصين الخير العرب، مختتماً الحديث بقوله: «تساعدنا على  أن نكون يدا واحدة في مواجهة المخاطر، وفي حال حدوث أي حادثة يتم تبادل الخبرات بين غواصين كل بلد».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة