صالح الصالحى
صالح الصالحى


يوميات الأخبار

احذروا.. الروبوتات تكتسب صفاتنا

صالح الصالحي

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 10:30 م

احذروا التقدم.. ولا تلهثوا وراء التكنولوجيا.. وخافوا من الروبوتات.. التى ستقضى على البشر.. وتحتل العالم.. فهى تكتسب صفات البشر.

يميل الإنسان بطبيعته إلى الخمول والكسل.. يعشق الراحة والرحرحة.. ولذلك كانت الاختراعات من أجل راحة الإنسان.. فهى من نبت الفكر الإنساني، ولذلك جميعها تأتى لتغازل ما يميل إليه وهى الراحة.. الراحة التى يعتقد أن فيها سعادته.
فى البداية كان السفر سيرا على الأقدام أو على جمل أو حصان، وتم اختراع العربة التى يجرها الخيل، ثم تطورت إلى السيارة والقطار والطائرة.. وأيضا فى الحروب كان القتال باليد ثم السيف ثم العجلة الحربية ثم البندقية ثم القنابل والأسلحة الذرية.. كما أن الاتصال بين البشر كان بالمراسيل أشخاص يحملون الرسائل، ثم الحمام الزاجل ثم البريد والتلغراف والتليفون ثم الإنترنت.
هكذا فى كل مناحى الحياة.
رغم أن هذه الاختراعات تأتى لخدمة الإنسان وتسهل عليه الحياة وتجعله يعيش سعيدا.. إلا أنها فى كثير من الأحيان تعقد الحياة عليه بل وتصيبه بالاكتئاب والأمراض.
الأمر يتوقف على كيف يستخدم الإنسان هذه الاختراعات وكيف يتعامل معها.. تماما كالخير والشر. فهى خير لمن يحسن التعامل معها. وشر لمن يسيء التعامل معها.
ومع التطور المذهل للتكنولوجيا قرأت خبرا مفاده. أن رى الأرض الزراعية سوف يكون بالموبايل.. أى أن الفلاح يجلس فى منزله «مرحرح» وكل ما عليه تفعيل تطبيق الرى وسوف يقوم الموبايل برى أرضه.. البعض أخذ هذا الخبر بسخرية. «ممكن خدمة أرو لى شكرا».. «أو الرى بالفلكسات بدلا من التنقيط» و«مبروك جالك ريه هدية».
وزادت حدة السخرية «الفلاح يجلس فى منزله وكل ما عليه أن يطلب رقم «الساقية» أو «ماكينة الرى»، ويدخل الرقم السرى الخاص بأرضه أو يسجل كلمة المرور ويدوس على موافق وتروى الأرض.. يا لها من راحة.
فبعد الشقاء والاستيقاظ مبكرا، أصبح من السهل رى الأرض حتى ولو الفلاح نائم.
ولم لا؟.
فهذا أمر سهل تطبيقه مع تطور التكنولوجيا.. هذا التطور الذى لا حدود له.. فالاختراعات سهلت الحياة جداً.. سهلت التنقل والاتصال.. فأصبح من السهل السفر إلى أبعد مدى دون عناء أو مشقة.. بل أصبح من المتاح السفر إلى القمر أو المريخ.. وأصبح من السهولة الاتصال بين الأشخاص حتى وان كانوا على طرفى الكرة الأرضية.
الآن دخلنا عالم الذكاء الاصطناعي.. والروبوت الذى يعيش مع الإنسان فى منزله ويقوم بكل أعماله.. وهنا السؤال هل يحل الروبوت مكان الإنسان.. ونصبح أمام عالم من الروبوتات؟!.
الأفلام الأجنبية تشير إلى أنه سوف يأتى اليوم لينقلب الروبوت الذى يستخدم الذكاء الاصطناعى على الإنسان الذى اخترعه. ونصبح أمام حرب بين البشر وجنس الروبوتات.
هذا التخيل جاء بعد ان كانت هناك أفلام تروج لحروب بين البشر ومخلوقات فضائية قادمة من فضاء لا نعلم شيئا عنه، أو من كواكب تحيط بالأرض.. وقد واكب هذا التخيل التقدم الذى سهل عملية الصعود إلى القمر وإلى كواكب أخرى مثل المريخ.
ولان الخيال هو استشراف للمستقبل. فإن البعض ذهب إلى ما هو أكثر ذهبوا إلى أن الروبوتات سوف تطور من ذكائها وتتفوق على الإنسان الذى اخترعها وتحتل العالم وتقضى على البشر. وذلك بعد حرب ابادة تقوم بها ضد البشر.
العجيب ان كل الطباع التى تم لصقها للروبوتات هى طباع بشرية، اكتسبتها من البشر. ومن الممكن ان تتفوق على من اخترعها وتقضى عليه.
الروبوتات فى هذه الأفلام تكتسب طباعها من البشر عن طريق العيش معه.. وهو ما حدث فى الواقع فهناك نوع من الروبوتات المنزلية التى لديها القدرة على اكتساب طباع البشر.. بل ولديها مهارة قراءة أفكاره وتنفيذ اوامره قبل ان يطلبها «احلم ونحن ننفذ».. وبالتالى من الممكن ان تتفوق على البشر وتتحد فيما بينها للقضاء عليه والتحرر من عبوديته لها.
أقصد من كل ذلك أن الانسان يخترع كل ما يجعل الحياة سهلة ومريحة.. وفى ظل شغفه وحبه فى الراحة ينسى ان هناك جوانب سلبية لاختراعاته.. هذه الجوانب تزيد أو تقل وفقا لحجم الاختراع وأسلوب التعامل معه.
كل الاختراعات تؤثر على الانسان وعلى صحته.. فتجده مع تقدم الاختراعات التى تريحه يصاب بأمراض لم نكن نسمع عنها من قبل.. ونجد عضلاته تضعف وتضمر فلا يستطيع المشى أو الكلام أو تحريك ذراعيه لأن استخدامه لها قل أو انعدم  بفضل  اعتماده على الاختراعات التى تريحه. حتى انه قد يصبح بلا عقل.. لانه استغنى عن عقله واخترع من يفكر له.. وبالتالى يضمر عقله.. وفقا لنظرية الاستعمال والاهمال.. التى تقول ان العضو أو الجزء الذى لا يستعمل فى جسم الانسان يضمر مع مرور الوقت.
وتكون الفرصة هنا متاحة للروبوتات.. فهى أكثر ذكاء من الانسان.. وتستطيع ان تسيطر عليه وبدلا من انه يتحكم فيها سوف تتحكم هى فيه.. ويصبح الانسان فى خدمة الروبوتات التى صنعها لخدمته.
وهذه هى فكرة الحياة. بسيطة وسهلة بطبيعتها التى خلقها الله.. الا اننا عندما نتدخل لنريح أنفسنا نجدنا نعقدها على أنفسنا.. ونصعب العيش فيها. لدرجة أن البعض قد يرى استحالة العيش. وهناك من يصاب بالجنون ويهيم فى الدنيا. وتزداد الجريمة والحوادث.. ويصاب الانسان بالجمود وتموت الضمائر وتتحجر المشاعر والأحاسيس.. حتى الحب يصعب وجوده ونتحول الى بشر قساة غلاظ القلوب.
يعيش كل منا فى عالمه.. عالمه الافتراضى.. الذى سهلته عليه الاختراعات.. فهو لم يعد فى حاجة إلى الأسرة أو الى الاختلاط بمن حوله.. فكل شىء متاح ومباح وموجود معه حتى وان كان روبوتا يعيش معه ويحدثه ويساعده ولا يعكنن عليه أو ينغص عيشته.. فتزداد الفرقة بيننا ويكون من السهل هزيمتنا.
كاتم الاسرار
مررت منذ ايام على النيل.. وركزت بعينى فى مياهه لأرى وجهى فيها.. كما كنت أراه من قبل.. وتذكرت أشياء كان شاهداً عليها.. فهو كاتم الاسرار التى لايبوح بها لأحد.. تذكرت أحلاماً وأفراحاً وأحزاناً شاركنى فيها.
هذا هو النيل تبوح له بسرك فلا يعلمه غيره.. تطلب منه المشورة فيكون ناصحاً أميناً ولا يبخل عليك بها.. النيل ليس مجرد شريان حياة فقط للمصريين.. وانما هو كائن يشاركنا الحياة. يفرح ويسعد معنا.. ويحزن ويحمل همومنا التى غالبا ما نريح صدورنا بالقائها فيه.
النيل ليس مجرد مجرى مائى يحمل لنا الخير فقط.. ولكنه كائن حى.. نرتبط معه بأشكال عديدة من ألوان التعايش.. النيل ليس مياها فقط بل هو جزء منا.
(تريندات)
 < اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا والتى تبلغ من العمر ٩٤ عاما وزوجها الأمير فيليب ٩٩ عاما سيتم تطعيمهما باللقاح المعتاد لكورونا على أساس الأولوية نظرا لسنهما وليس بموجب معاملة تفضيلية لمكانتهما.
< < الحياة حلوة.. عيشاً وتمتعاً.
< الولايات المتحدة الامريكية أكثر الدول تضررا فى العالم بوباء كوفيد ١٩..
< < اكثر الدول تحضراً وتقدماً. المرض ما يعرفش كبير ولا صغير.. ولا غنى وفقير.. اتعظوا
< ترامب مازال مصرا «لم نخسر الانتخابات».
< < رئاسة العالم صعب التنازل عنها.
< ثلاثية الأهلى.
 < < هو اللى مفرحنا.. واللى بيسعدنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة