صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


سفاح التسعينيات.. رعب يضرب الدقهلية 

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 - 08:44 ص

شرير تأصل الشر في دمه، وبداخله نزوات متنوعة من اللصوصية، والحقد، والجنس.. يقتل ضحيته في هدوء، واطمئنان، فلا تهتز مشاعره، ولم يرحم ضعف الأنثى، وقلة حيلتها، ومحى كل عوامل الشفقة، والرحمة حيال ضحاياه من الصغيرات العزل، اللائي لا يمتلكن عن أنفسهم دفاعا.


إنه سفاح منية النصر بالدقهلية، الذي أفزع أهلها، وروع ابناءها، وملأ قلوبهم بالرعب، وكانت حصيلة ضحاياه خلال شهر واحد ٤ أنفس بريئة.

 

كان يعمل نجارا، ولم يقنع مما يكسبه من حرفته، فاتجه إلى بورسعيد يتردد عليها، ويأتي إلى بلدته بالبضائع، والملابس المستوردة، يتجر فيها، لم تراوده نفسه ولو لبرهة بأنه زوج، وأب لأطفال، لكنه انبرى يحش الأطفال من البنات، كما يحش المنجل الأعشاب الصغيرة.

 

استدرج أول ضحية له إلى منزله، ليعرض عليها البضائع المستوردة من بورسعيد، وجلس إلى جوارها يعرض عليها بضاعته، فلما همت بمغادرة مسكنه، قفز خلفها، وأخذ يتحرش بها يحاول أن يقبلها، وما إن قاومته، طرحها أرضا، وانقض عليها كالذئب المسعور محاولا اغتصابها، فأطلقت صرخة استغاثة، فباغتها وكتم أنفاسها، خشية أن تفضحه، وبسرعة شديدة أحكم قبضتا يديه حول عنقها، وغرز أصابعه في حنجرتها، حتى تدلى لسانها من فمها، وحتى يطمئن قلبه الشرير إلى أنها لن تعود للحياة مرة أخرى، أمسك الإيشارب الذي كانت تغطي به رأسها ولفه حول رقبتها، وظل يجذب طرفيه بكل شدة حتى أصبحت جثة هامدة، واستولى على مصاغها من الذهب، وقام ببيعه.

 

وبهدوء شديد وكأن شيئا لم يكن، عاد إلى ورشته، ووقف يصنع دولابا خشبيا، وضع فيه جثة الفتاة الصغيرة، بعدما أحكم إغلاقه، وطلب من أحد السائقين مساعدته لنقل الصندوق، بعدما أوهمه أن بداخله جوالا من الأرز سيقدمه لأحد أقاربه، عندما لاحظ السائق ثقل الصندوق.

 

وتوجها إلى إحدى القرى، وبجوار مصلى صغير على البحر، أوقف السيارة، وساعده السائق في إنزال الصندوق، واصطحب السائق إلى داخل القرية، ثم غافله وعاد إلى السيارة، وألقى بالجثة في البحر.

 

لم تمض أيام على قتله للفتاة، حيث اتهم بسرقة جهاز تسجيل، وعقد مجلس عرفي بالقرية للوصول إلى السارق، لكن شهد أحد رجال القرية، بأنه شاهده أثناء سرقته لجهاز التسجيل، لمعت نظرات الانتقام في عينيه، ورسم خطته بإحكام.

 

اقرأ أيضا| مكالمة تهديد لفنان مشهور.. الجلوس بالمنزل أو القتل 

 

استغل وجود أهل القرية أثناء صلاة الجمعة، وقام باستدراج ابنة الشاهد إلى منزله، وما إن دخلت منزله، أطبق بكلتا يديه على رقبتها النحيلة، وغرز أصابعه في حنجرتها فسقطت على الأرض يتدلى لسانها من فمها أيضا، ثم سلبها حلقها الذهبي، ودفنها أسفل الكنبة في أرضية حجرة الضيافة بمنزله، انتقاما من والدها الذي شهد بسرقته لجهاز التسجيل.

ومضت أيام، وتملكت أهل القرية حالة من الذعر، والهلع، لاختفاء الفتيات الصغيرات، بينما كان يقف الـسفاح أمام منزله، حيث رأى فتاة صغيرة، وهي تلعب اقترب منها يسألها عن شقيقتها التي اختفت منذ أيام، والتي تبين فيما بعد بأنه قتلها، ونجح في استدراج الصغيرة، بعد أن أوهمها بأن زوجته تعرف مكان شقيقتها المختفية، وببراءة الأطفال سارت معه متوجهة إلى منزله، حتى انقض عليها، وقام بإحكام قبصتا يديه حول رقبتها، وتكرر المشهد وسلبها مصاغها الذهبي، وتركها ملقاة على الأرض، وخرج من المنزل يتفقد الوضع، ثم يعود ويدفنها بجوار شقيقتها أسفل الكنبة.

لكن كانت المفاجأة التي وقعت على رأسه كالصاعقة، حيث أثناء عودته، فوجئ بالفتاة التي مد القدر في عمرها، وتحاملت على نفسها إلى أن وصلت إلى باب المنزل، بعد أن رأت الموت بعينيها الصغيرتين، تحاول أن تجري، وتهرول، لكن قدماها كما لو كان أصابهما الشلل، عندما لمحته عائدا لاستكمال مهمته، وتصادف سير إحدى السيدات، وما إن وقعت عين الصغيرة عليها أطلقت صرخة مدوية، ثم سقطت على الأرض فاقدة للوعي، فما كان من المرأة التي هرولت مسرعة، واستغاثت بأهل القرية الذين تجمعوا، بينما تمكن الـسفاح من الهرب، وتعقبه رجال الشرطة، وتمكنوا من القبض عليه.

اقرأ أيضا| احترس.. مجوهراتك فيها سم قاتل

اعترف الـسفاح بكل جرائمه، وأحيل إلى محكمة جنايات الدقهلية برئاسة المستشار، عبدالرحمن الفيل، وعضوية المستشار ين مراد كيرلس، ومحمد نوار، وأصدرت حكمها بإعدامه، والشروع في قتل الضحية الأخيرة، وقام الـسفاح بكل جبروت بالتقدم بالطعن على حكم الإعدام أمام محكمة النقض، والتي قضت برفض الطعن.

مركز معلومات أخبار اليوم ١٩٩٠/٢/١٧

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة