رفعت رشاد
رفعت رشاد


فاتن حمامة الملعونة

رفعت رشاد

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 - 04:15 م

كتب مصطفى أمين عنوانا كبيرا لمقاله أقام الدنيا وأقعدها في ذاك الوقت. كان العنوان " أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة " !! تهافت القراء على جريدة "أخبار اليوم" ليقرأوا كيف وصل مصطفى أمين إلى سرير فاتن حمامة.

الصحفي الكبير كان يستطيع أن يتلاعب بمشاعر القراء ويجذبهم لكي يقرأوا مقالاته بأسلوبه الشيق الممتع الذي كان يصبغ الجريدة وقتها. جاءت فاتن حمامة على مكتب مصطفى أمين تنوي العراك معه إن لم يكن قتله بسبب الجريمة الشنعاء التي ارتكبها . العلاقة بين أمين وحمامة كانت متينة وشرح لها أمين حسن نيته وقبلت فاتن شرحه وعادا سمن على عسل . لكن كيف وصل مصطفى أمين إلى سرير فاتن حمامة ؟ .

كان مصطفى أمين مريضا وذهب إلى مستشفى لكي يجري عملية جراحية وهناك قرروا احتجازه لكي يعدوه لإجراء الجراحة , وذهبوا به إلى حجرته ليقيم فيها وقالوا له أن منذ فترة أقامت في هذه الحجرة فاتن حمامة وكانت تعالج في هذا المستشفى . استغل مصطفى أمين الموقف وكتب مقاله بعنوانه المثير الذي هيج فضول القراء وجعلهم يتلهفون على قراءة الجريدة.

منذ أيام شاهدت فيلم نهر الحب بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف المأخوذ عن رواية آنا كارنينا للأديب الروسي الكبير تولوستوي . الرواية تناولت الموضوع بشكل بينما الفيلم المصري تناول مضمون الرواية بشكل مختلف . في الرواية التي تدور أحداثها في المجتمع الروسي قبل الثورة البلشفية يمكن تقبل وجود علاقة بين سيدة متزوجة وشاب من نفس الطبقة . ولأن الفيلم المصري أنتج عام 1960 فقد كان من الصعب تقبل وجود مثل هذه العلاقة , لكن المخرج عز الدين ذو الفقار زوج فاتن حمامة وهو أحد أثنين كتبا السيناريو استطاع أن يجعل المشاهدين يتعاطفوا مع الشخصية التي أدت دورها فاتن حمامة وهي الزوجة الخائنة لدرجة أن شعورهم الداخلي كان يتمنى لو أنها تستكمل حياتها مع عشيقها تتويجا لقصة حب قوية عاشها الحبيبان.

تلاعب عز الدين ذو الفقار يجب أن ُيدًرس كقوة ناعمة تسللت إلى عقل ووجدان المشاهد بدون أن يدري . شعرنا بتعاطف مع الزوجة الخائنة بينما كرهنا الزوج _ المحافظ _ على كيانه الاجتماعي والسياسي رغم أن هذا أبسط حقوقه . كرهنا الزوج الذي فشل في منع زوجته من لقاء حبيبها وقد أدى دور الزوج الكريه , الممثل العظيم زكي رستم وجعلنا نعتقد في قسوته وجبروته وتجرده من أي مشاعر.

كيف تعاطفنا مع الخائنة وكرهنا الراغب في حماية أسرته . لعب عز الدين ذو الفقار على وتر كرهنا للزوج من خلال تصويره مستغلا ومتبعا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة . نجح ذو الفقار في هدفه . بقى أن أذكر أن في الرواية الأصلية تزوج الحبيبان وسافر للعيش في مزرعة وأنجبا بنتا ولكنهما كانا في شجار وصراع مستمر حول حياتهما إلى جحيم . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة