واقعة فتاة «سقارة»
واقعة فتاة «سقارة»


واقعة فتاة «سقارة» تُفجِّر ألغامًا بـ«المعالم الأثرية المصرية»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2020 - 08:38 م

◄ مواجهة بين مرشدين سياحيين وزاهي حواس فى قضية تسهيل سرقة الهرم الأكبر
◄«الخرتية» ينصبون على السائحين الأجانب.. ومبررات غير مقبولة من المسؤولين

كتب: رحاب أسامة

لم تكن فتاة الفوتو سيشن بمنطقة سقارة أول من يدخل المناطق الأثرية وتقوم بتصوير نفسها بداخل هذه المنطقة الأثرية بدعوى الترويج للسياحة والمناطق الأثرية المصرية، فهناك فوضى وحالة من العشوائية في مجال الترويج السياحي لمصر ولأماكنها الأثرية، فكثير من المجهولين يدخلون المناطق الأثرية وينقلون معلومات مغلوطة عن التاريخ والآثار المصرية

يقول عبدالنبى حلمى، مرشد سياحى، إن فتاة الفوتو سيشن ادعت أنها تقوم بعمل ترويج سياحي لمصر ولآثارها والترويج السياحي له معايير، وهي مثل السائح الدنماركى وصديقته اللذان صوَّرا فيلمًا إباحياً بمنطقة الأهرامات، فهذه الأعمال تعطي صورة أن مصر تقوم على السياحة الجنسية والأعمال غير الأخلاقية مثل تايلاند. 

وأضاف عبدالنبى قائلاً: «إنه لابد من وجود رقابة على المناطق الأثرية وتطبيق الغرامات على الذين يقومون بهذه الأعمال، وقبل هذه الواقعة دخلت فتاة إعلانات أجنبية وصعدت للهرم دون إذن أحد بمساعدة الجمّالين ومفتش الآثار والخفر المسئولين عن حراسة الهرم، موضحا أنه لا توجد أعداد كافية من الكاميرات لمراقبة الأماكن الأثرية، لذا لابد من زيادة أعداد الكاميرات».

 

وأضاف: «أي عمليات تصوير للمكان لابد أن يكون مع المصورين الأثريين بالمنطقة ورئيس المنطقة الأثرية، لمراقبة عمليات التصوير، حيث إن البعض يستخدم الآثار للترويج عن نفسه ولا يجوز أن يصبح هرم سقارة وسيلة للدعاية الرخيصة».

 

وأكد أن بعض الجنسيات مثل روسيا وأوكرانيا ولاتفيا يزورون المناطق الأثرية ويدفعون رشاوى للخفر مقابل انتحالهم صفة مرشدين سياحيين ويتجولون مع السياح بالأماكن السياحية والأثرية، وينقلون صورًا ومعلومات مغلوطة عن مصر .  

واقعة سرقة


يشاركه الرأي محمد علي المرشد السياحي، بقوله : «إن ما قامت به فتاة الفوتو سيشن ليس له علاقة بتنشيط السياحة بل إنه يمثل إهانة للأثر والحضارة الفرعونية وما قامت به تلك الفتاة أمر خطير فأى شخص له ميول عدائية ضد مصر يمكنه الإساءة بنفس الطريقة التى استخدمتها الفتاة، وهذا حدث بالفعل من أحد علماء الآثار الألمان الذي له ميولا إسرائيلية دخل الهرم الأكبر، وأخذ جزء من خرطوش الهرم الأكبر، (وهو جزء من حجر الهرم مرسوم باللون الأحمر) لأنه كان يريد إثبات ادعاءه بأن الهرم تم بناؤه في عهد اليهود، وهذا غير صحيح لأن سيدنا موسى ظهر بعد بناء الأهرامات بـ1200 عام، فسيدنا موسى ظهر في القرن الـ14قبل الميلاد، والأهرامات تم بناؤها في القرن الـ26 قبل الميلاد، محملا مسئولية إعطاء التصريح لهذا الأثري للدخول للهرم الأكبر والحصول على جزء من حجر الهرم لمسؤولي التصاريح والدكتور زاهي حواس.

وأضاف علي: «الأجانب لا يتم تفتيشهم عند دخول أي منطقة سياحية ولا يحاسبهم أحد إذا تحركوا بأفواج سياحية بالأثر، بينما المرشد السياحي يتم عمل محضر ضده إذا لم يكن حاملاً لترخيص مرشد سياحي».

 

الخرتية
وتابع قائلاً: «هذا إضافة لفئة الخرتية وهم شباب لا يحملون أى تراخيص ويتصيدون السائحين بالمناطق الأثرية وينصبون عليهم بدعوى أنهم يشرحون للسياح الأثر، ولكنهم يأخذون منهم أموالاً مقابل تأجير الجمال لهم وشرح الأثر بمعلومات مغلوطة، وهؤلاء الشباب موجودون دائمًا بالمزارات السياحية والأثرية، ولا يوجد شهود عليهم يثبتون انتحالهم لصفة مرشدين سياحيين، أما في منطقة أبو الهول فينتشر أطفال يصورون السائحين ويتصرفون بشكل غير لائق معهم، مما يسىء لصورة مصر الحضارية والسياحية، وإذا اشتكى المرشدون السياحيون يرد المسئولون عن هذه المناطق الأثرية بأن هؤلاء الأطفال والشباب يحمون الأفواج السياحية من أى أعمال إرهابية أو تخريبية!».

 

زاهي حواس يرد


من ناحية أخرى أكد الدكتور زاهى حواس، خبير الآثار، أنه ليس له علاقة بالتصاريح التي صدرت لعالم الآثار الألماني الإسرائيلي، وأن من أصدر له هذه التصاريح وسمحوا له بسرقة الحجرات الخمس من هرم خوفو تم الحكم عليهم بالحبس 5 سنوات ومعهم مجموعة من الأثريين الذين ساعدوا عالم الآثار الألماني.
 
وجهة نظر إيجابية

أما ليلى نصر، مرشدة سياحية، فترى أن فتاة الفوتو سيشن بالفعل نجحت فى عمل ترويج سياحي لمصر وآثارها؛ لأن الصور والفيديوهات التي صورتها داخل سقارة حققت نسب مشاهدة عالية أعلى من نسب مشاهدة استكشافات سقارة نفسها، فهي روجت لمصر حتى وإن كان بطريقة خاطئة، وهي كانت مثل الراقصات الروسيات اللاتي يخرجن بأفواج سياحية ويشرحن لهم الآثار المصرية، ومثلما كان يفعل الصينيون وكل هذه المخالفات قلّت، لأن شرطة السياحة ونقابة المرشدين السياحيين حاليًا توقف أى شخص يصطحب أفواجاً سياحية ولو أنه لا يحمل ترخيصاً يوقفونه عن الشرح.

 

ويرى تامر أحمد، مرشد سياحى، أن ما قامت به فتاة الفوتو سيشن بسقارة هو نفس ما يقوم به المشاهير من الممثلين أو لاعبي الكرة، فالراقصة سامية جمال أخذت صورا لها مع أبوالهول ببدل الرقص!، ومشاهير بملابس رياضية، وهذه الصورة ليست مسيئة وتلك الفتاة لم تهن هرم سقارة، ولكن الآثار تهان في إهمالها بالمخازن والتهريب.

 

 

وأضاف أحمد قائلاً: إن الإداريين المسؤولين عن هذه الأماكن الأثرية يحكمهم فكر فترة الستينيات والتى كان فيها يتم منع تصوير أى عمل سينمائى بهذه الأماكن الأثرية إلا بعد دفع رسوم، ولذا تخسر منطقة الأهرام وسائل دعائية كثيرة ومجانية ومن شخصيات مشهورة، رغم أن مصر بفترة الخمسينيات كانت تسمح للسائحين بقضاء يوم كامل فوق سطح الهرم، ومثلما حضر دونالد ترامب لمصر والتقط صوراً بالأهرامات، ومثلما تم التقاط صور لمحمد صلاح بجزر المالديف، فمصر تحتاج لهذه الدعاية، ولكن المسئولين يرفضون فلقد تم رفض تصوير فيلم «المريض الإنجليزى» بمصر، رغم أن منتجى ومصورى الفيلم ألحوا على طلب تصويره بمصر، وعندما رفض المسؤولون بمصر تم تصويره بالمغرب، وكذلك فيلم المومياء رغم أن كل هذه الأفلام كانت ستوفر دعاية قوية للسياحة المصرية والمناطق الأثرية بها.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة